تصفيات كأس إفريقيا على التلفزيون الجزائري.. ومرايا شروقية وبلال العربي على الجزائرية

ماذا ستضيف القنوات الفضائية الجديدة للذوق الدرامي الجزائري في رمضان؟

يتكرر السؤال في كل سنة، ما هي تحضيرات المشهد الدرامي الجزائري لشهر رمضان؟ ويأتي رمضان، ونصاب بجلطة عابرة من الرداءة. لنعود في السنة المقبلة وتكرر ذات السؤال.. قد لا تتغير الأمور في الغالب، ولكن الموجع في الحكاية أنه هناك جمهور حقيقي يجتمع على المائدة ويصير وطنيا بامتياز خلال ساعات الإفطار الأولى ويتوق إلى انتاجات جزائرية، كما أنه لن يتذمر كثيرا بل - يعدي ويضحك - ويتسامح في كل سنة.. فما الذي سوف - يعَدِيه - المشاهد الجزائري هذه السنة؟..
في السنة الفارطة كانت القنوات الجديدة على شاكلة النهار، الجزائرية، والشروق، في مستهل بثها ولم تكن بعد قد رتبت أمورها، لذا لم نشاهد إنتاجا موازيا لبرامج اليتيمة، عدا الجزء الثاني للزمن بقية على الجزائرية، والذي كان قد رفضه التلفزيون الجزائري قبل سنة بسبب لعثمته الدرامية. وبالفعل لم يسجل المسلسل أي نجاح، بل على العكس كان التلفزيون الجزائري محقا في عدم قبوله، كذلك شاهدنا مجموعة من البرامج الترفيهية تندرج إجمالا ضمن كنسابت الكاميرا الخفية، والتي كانت أحيانا فضة وصادمة كتلك التي قدمها مراد خان على الشروق تي في. عدا ذلك لم نشاهد انتاجا موازيا لإنتاج التلفزيون الجزائري، ولا يمكن الحديث عنه. وعليه بعد أكثر من سنة على ميلاد هذه القنوات هل هيأت نفسها لرمضان؟ هل تعمل على برمجة إنتاجات جادة يمكنها بالفعل كسر سطوة اليتيمة في رمضان؟ وهل سنذكر هنا كل مشاكل السمعي البصري الذي يشبه المساكنة الزوجية من دون عقد رسمي، هل رتبت تلك القنوات الخاصة نفسها بما يكفي لتطل علينا في رمضان بما يضمن لها ماء الوجه؟ خاصة أن البعض منها يتخبط في مشاكل مادية كبيرة ولا يقوم بشيء سوى إعادة بث البرامج القديمة. كما أنه لم يدفع رواتب عماله منذ أكثر من عشر شهور. ومن جهة أخرى لا يمكننا أن نطالبها ببرمجة احترافية، وأمامها اليتيمة بعمر الثورة الأولى ولاتزال في كل سنة تتخبط في ردائتها. وبالتالي يمكن الحديث عن انتاج موازي خاص بالقنوات الجديدة على سبيل الحصر وليس على سبيل المقارنة، وإن كان في الحقيقة المشكل الدرامي في الجزائر أكبر من هذه المقارنة بكثير.. لذا لا يهمنا القيام بحصر كافة الأعمال التي ستقدم وإنما سنحاول التطرق إلى الراهنات التي تحاول مسكها كل قناة على حدة.
التلفزيون الجزائري.. قناة رياضية في رمضان
خرج مدير الإنتاج بالتلفزيون الجزائري، الياس بلعربي، عن صمته بخصوص برنامج رمضان وقال إن التلفزيون الجزائري لا يملك السيولة المالية الكافية لتمويل إنتاجات رمضان، والسبب هو المبالغ المالية الكبيرة التي دفعها لشراء حقوق بث تسع مقابلات خاصة بتصفيات كأس إفريقيا 2013، وعليه لا يمكنه شراء مسلسلات رمضانية عربية بتكلفة تفوق ميزانيته، ليضع بذلك رهانه الأول على الرياضة، هذا الأمر الذي قد يرضي فئة معينة ولكنه سيكون باهتا للكثير من المتابعات، خاصة أن شهر رمضان يجمع كل الشرائح لاسيما فئة النساء اللواتي يفضلن المسلسلات العربية. وفي هذا السياق التلفزيون الجزائري لم يتعب نفسه كثيرا، حيث سيعيد بث مسلسل عمر بن الخطاب لأنه - على حد قول المسؤولين - هناك أنه قد كلف التلفزيون الجزائري أموالاً طائلة لذا فضل إعادة بثه للسنة الثانية على التوالي. كما سيقدم أيضا مسلسل "خيبر" لمخرجه محمد عزيزية، الذي سيجمع أهم وجوه الدراما العربية على غرار أيمن زيدان وبيار داغر.
أما الإنتاج الجزائري، فقد توزع بين مسلسلين لاشك أنهم لغاية الآن في مرحلة التركيب أو ما شابه ذلك، لأن الدراما الجزائرية تلعب في الغالب في الوقت بدل الضائع.
المسلسل الأول، والذي يقع عليه الرهان الأكبر لمخرجه عمار تريباش صاحب الباع الكبير في السينما والتلفزيون فهو مخرج فيلم "إمرأتان" و "عائلة كي الناس"، وكذا مسلسل "شفيقة بعد اللقاء" و"البذرة".. المسلسل الذي سيجمع كل من بهية راشدي ومحمد عجايمي ونضال وإدريس شقرون، وكذا الممثل الشاب مروان منيع سيروي على طوال 30 حلقة حكاية درامية اجتماعية حول مشاكل أصحاب الاحتياجات الخاصة، من خلال البطل الذي تعرض لحادث أصبح بسببه كفيفا، ومعاناته الطويلة لاسيما مع حالة الحب الجنونية التي يعيشها مع ابنة عمه الطبيبة. كما كل الحكايات تنتهي الحبكة بانتصار الحب، سيناريو المسلسل لفاطمة الزهراء العجمي كاتبة مسلسل السنة الماضية لبشير سلايمي "دموع القلب". وكما يبدو أننا سنشاهد نمطية قديمة عودنا عليها التلفزيون الجزائري.
الجزائرية تستنجد ببلال العربي
بعد الفراغ الإنتاجي الذي شهدته قناة الجزائرية منذ أشهر لأسباب تمويلية، تحاول إدارة القناة أن ترمي بكامل رهانها على طاولة موسم رمضان 2013. وفي هذا الصدد علمت "الفجر" أن القناة أبرمت عقدا نوعيا مع الإعلامي الجزائري "بلال العربي" من خلال برنامج تولك شو pas de panique وهو برنامج منوعات مفتوح على المشهد الفني الثقافي الجزائري يحاول فيه نجم قناة LBC الفضائية اللبنانية أن يجدد حضوره في الجزائر بعد غياب دام أكثر من 15 سنة. وستكون القناة بمعية نجم "تحية لمن تحب" على محك المنافسة التي تفرضها قنوات منوعات أخرى سترمي بكامل ثقلها في شهر رمضان. كما استأنفت القناة إنتاج برامجها القديمة التي توقفت لمدة أشهر عديدة، على غرار برامج فنانين لايف، والفهرس ومع زهرة. مع الاعتماد الكبير على برنامج قهوة القوسطو الفكاهي الذي لقيا استحسانا نوعيا عند المتلقي الجزائري.
الإشهار.. الحاضر الأكبر
ودوما كما هو الحال في سنوات سابقة، الحاضر الأكبر في كل هذا هو الإشهار، بحيث سيحفظ أولادنا عبارات على شاكلة "سفينة سفينة.. ماكلتها شحال بنينة"، وهو إشهار المعجنات التي يستحيل تناولها في الشهر الفضيل مع الذوق الجزائري العالي في رمضان. ومع ذلك ظل ذلك الإشهار صاحب الإيقاع المرافق لشهر رمضان العام الماضي. هذه السنة بلا شك سيكون الإشهار كثيفا، والسبب هو انهيار التسعيرة الغالية التي كان التلفزيون الجزائري يعتمدها وقبول القنوات الجديدة بأسعار أقل بكثير.
اليتامى.. وطوفان الشبكات البرامجية العربية
هل ستصمد الشبكة البرامجية الجزائرية في قنوات جزائرية فتية أمام طوفان شبكات برامجية عربية في قنوات فضائية لديها تقاليد راسخة في التعامل مع موسم شهر رمضان الذي ترتفع فيه نسب المشاهدة؟ ولعل أبرزها:
= مسلسل "مولد و صاحبه غايب" لهيفاء وهبي
تدخل هيفاء وهبي لأول مرة إلى السباق الرمضاني من خلال مسلسل مولد وصاحبه غايب، المسلسل الذي كان من المفروض أن يبث السنة الماضية إلا أن ظروف التصوير حالت دون ذلك. المسلسل من بطولة: هيفاء و هبي، فيفي عبده ، حسن الرداد ، امينة ، محمد كريم.. وتأليف مصطفى محرم وإخراج شيرين عادل.
= مسلسل "نيران صديقة "
بعد ظاهرة انتقال كامل الممثلين السينمائيين إلى الدراما عادت منة شلبي هذه السنة إلى الشاشة الصغيرة بمسلسلها الجديد نيران صديقة، ويشاركها بطولة هذا المسلسل رانيا يوسف، عمرو يوسف، كندة علوش، محمد شاهين. المسلسل من تأليف محمد أمين راضي وإخراج جمال مرعي.
= مسلسل "خيبر" التاريخي
يضم مسلسل خيبر ، الذي يتربع مسلسلات رمضان 2013 بتبنيه الدراما التاريخية، اكبر عدد من النجوم العرب وابرزهم السوري أيمن زيدان، اللبناني بيبر داغر ، السورية سلافة معمار ، السورية رولا ذبيان ، والاردنيان محمد محمد القباني وعبير عيسي. ويشهد مسلسل خيبر تواجدا مصريا مكثفا بمشاركة عدد من الفنانين منهم خليل مرسي ، سامح الصريطي، أحمد ماهر، عايدة عبد العزيز وغيرهم ، مسلسل خيبر من تأليف الكاتب هاشم السيد وسيناريو وحوار يسري الجندي وإخراج محمد عزيزية .
= مسلسل "إثبات شخصية"
قرر الفنان يوسف الشريف استثمار النجاح الذي حققه العام الماضي مع زميلته شيرين عادل في مسلسل رقم مجهول ليخوض مسلسلات رمضان 2013، من خلال تقديمه مسلسل إثبات شخصية الجديد معها والذي يشاركهما بطولة مسلسل إثبات شخصية زكي فطين عبد الوهاب، تميم عبده، محمد عبده وكوكبة من الفنانين. مسلسل اثبات شخصية من تأليف محمد سليمان وإخراج أحمد نادر جلال .
= مسلسل "بشر مثلكم"
استقر الفنان عمرو سعد على سيناريو مسلسل بشر مثلكم ليخوض من خلاله دراما مسلسلات رمضان 2013 المقبل، بعدما أعجب بشدة بالسيناريو الذي صاغه المؤلف محمد صلاح العزب. ومن المقرر أن يتولي إخراج مسلسل بشر مثلكم المخرج حسين شوكت. ويشارك في بطولة مسلسل بشر مثلكم كلا من ايمان العاصي، دلال عبد العزيز ، ريهام سعيد ، محمد شومان ، أنعام سالوسة ، ناهد السباعي وكوكبة من النجوم.
= عادل إمام والعراف
يخوض الزعيم عادل إمام دراما رمضان 2013 من خلال مسلسل العراف الذي يتعاون فيه للعام الثاني على التوالي مع المؤلف يوسف معاطي والمخرج رامي إمام بعد تجربة فرقة ناجي عطا الله، يشارك في البطولة كل من حسين فهمي طلعت زكريا شرين وشريف رمزي.
= زمن البرغوث 2 وغياب أمل بوشوشة
وهو العمل المكون من ستين حلقة عرض الجزء الأول في رمضان الماضي والثاني هذا العام ويتناول الفترة ما بين 1916 إلى 1925 مع خروج العثمانيين من سوريا ودخول الاحتلال الفرنسي، والذي سيشهد هذا الجزء غياب الكثير من النجوم مثل ايمن زيدان وامل بوشوشه، المسلسل من تأليف محمد زيد وإخراج أحمد ابراهيم. أما البطولة فقد توزعت بين سعد مينه ، صفاء سلطان، مرح جبر، مديحة كنيفاتي، إيمان عبد العزيز، صباح الجزائري، فاديا خطاب، أمانة والي، لينا حوارنة، مريم علي، وهدى شعراوي.
= الولادة من الخاصرة 3
وهو المسلسل الذي حقق شهرة كبيره من خلال الجزئين السابقين، هذه المرة اعتذرت المخرجة رشا شربتجي اعتذرت عن استكماله للشح في الإنتاج لتسند مهمة الإخراج ل سيف الدين سبيعي، وأطلقوا على الجزء الثالث والأخير "منبر الموتى"، وهو من تأليف سامر رضوان وبطولة منى واصف، عابد فهد، قصي خولي، أمل عرفه، باسم ياخور، فادي صبيح، شكران مرتجى.
الأطلس وعبد القادر السيكتور
في أول ظهور رمضاني لها تحاول قناة الأطلس، التي بدأت البث الرسمي لبرامجها يون 19 جوان الفارط، استقطاب الجمهور الجزائري من خلال بث جملة من الانتاجات الدرامية المدبلجة رغم مراهنتها على المنتوج الجزائري المتمثل في مسلسلات سيت كوم، أبرزها سيت كوم للفكاهي الجزائري عبد القادر سيكتور. وتكون بذلك القناة في خضم منافسة شرسة لاستقطاب شريحة كبيرة من الجمهور المتعود على نوعية خاصة من البرامج في شهر رمضان تتكئ على عنصر الفكاهة والمنوعات. وهي التيمة التي راهنت عليها قبلها قناة الشروق السنة الفارطة.
لخضر بوخرص ومرايا 2013 على الشروق تي في
رغم المستوى الضعيف الذي ظهرت به سلسلة الحاج لخضر في الموسم الماضي، إلا أن تلفزيون الشروق لايزال يستثمر في منتوج لخضر بوخرص الذي يقدمه للقناة هذه السنة بنفس الوجوه ونفس الصرخات، في مفارقة كبيرة استقطبت أعلى نسب المشاهدة في الموسم الماضي، وهو ما دفع إدارة القناة براغماتيا إلى الاستثمار جزء آخر من السلسلة لإنقاذ موسم رمضان 2013 من شبح المنافسة التي تفرضها قنوات منوعات جديدة دخلت نطاق الفضاء السمعي البصري الجزائري. ولعل أهم انتاج درامي تحاول الشروق أن ترفع به سقف المنافسة يتمثل في مسلسل مرايا 2013 للفنان السوري ياسر العظمة، والذي يواصل تصوير حلقاته لحد الساعة بمناطق مختلفة من الجزائر العاصمة. السلسلة التي بدأت 1981 ولقيت رواجاً عربيا كبيراً انتقلت إلى الجزائر في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها سوريا والمنطقة العربية، ليبقى التحدي الكبير في نوعية المادة الدرامية الفكاهية التي سيقدمها العظمة من الجزائر مع العلم أنه لم يستعن بوجوه فنية جزائرية بحجة أن الهم العربي واحد كما ذكر في تصريحات سابقة.
ويبدو أن المنتج يحي مزاحم ”عندو الزهر” من خلال إعادة إنتاج سلسلته التي بثت على قناة الشروق الموسم الماضي ”الزهر ماكاش”، حيث يعود طاقم السلسلة إلى الشاشة في ثاني ظهور له، بالإضافة غلى تصفيات توب سكاتش في رمضان.