يحضر المخرج الجزائري المقيم في بلجيكا شفيق علال هذا الأربعاء ، بالمعهد الفرنسي بالعاصمة لعرض فيلمه الروائي والوثائقي الطويل "باخرة المخمو" الصادر سنة 2012. ويتناول من خلاله موضوع المهاجرين الأفارقة المقيمين ببلجيكا ، كما سيتحدث عن تجربته الإخراجية لإنجاز فيلمه الروائي الذي يحمل عنوانه اسم إحدى قصائد الشاعر الفرنسي آرثر رامبو الذي تناول موضوع الوضع في الجزائر بعد الاستقلال. يؤكد الدكتور شفيق علال في استعراضه لتجربته السينمائية في بلجيكا إن هناك صعوبات في إخراج فيلمه في هذا البلد، وفي أوروبا عامة لان حسبه لإخراج مثل هذا النوع من الأفلام التي تتناول قضية جنوب البحر الأبيض المتوسط، يحتاج إلى ربط علاقات شخصية مع المخرجين الكبار في هذا البلد لدخول عالم الإخراج على غرار الإخوة دردان. وتحملنا كاميرا المخرج في رحلة على مثن باخرة تجوب قناة بروكسل شارل روا التي يقودها أستاذ وتلاميذه من أصول افريقية، وتبدأ المغامرة التي تدوم حوالي 100 دقيقة. سيكتشفها جمهور المعهد الفرنسي بالعاصمة هذا الأربعاء من خلال البرنامج السينمائي الذي يقترحه هذا الأخير خلال هذاالشهر.
وقد بدأت تجربة شفيق علال مع الإخراج السينمائي من بعيد مقارنة بمجال تكوينه، حيث سافر شفيق علال في بداية الأمر إلى فرنسا حيث تحصل على الدكتوراه في الرياضيات، قبل أن يقرر التوجه إلى الإخراج السينمائي، بعد أن قام بالعديد من ورشات التكوين مع مخرجين فرنسيين، ووجد نفسه مهوسا بالسينما، إلى درجة أنه قرر تغيير مجاله التكويني والبحث عن فرص التكوين على يد خبراء السينما في فرنسا على غرار جون جاك اودريان وتيري أودان .
ويؤكد شفيق علال على ضرورة أن يدرس كل من يرغب في ولوج عالم السينما تاريخ السينما العالمية ويشاهد أكبر قدر ممكن من الأفلام، لتعلم تقنيات الإخراج والبحث عن النمط الجديد ورؤيته كمخرج. خاصة أن العالم تغير كثيرا اليوم أمام التكنولوجيا الحديثة التي مكنت من التواصل بين المخرجين والفنانين والسينمائيين بشكل عام من أجل تحقيق أعلى مستوى من المعرفة، فالسينما بالنسبة لشفيق علال ليست حكاية صور وإنما أفكار، وهو الأمر الصعب مقارنة بتعلم تقنيات العمل السينمائي. ويرى شفيق علال السينما »حاجة ماسة وليس مجرد اختيار»، وذلك من أجل التواصل مع العالم الغربي والتحاور معه في قضايا جنوب البحر الأبيض المتوسط .
فيلم "باخرة المخمور" يعرض يوم 28 جانفي الجاري بالمعهد الفرنسي بالعاصمة ابتداء من الساعة السادسة و النصف مساء بحضور المخرج.