هيمنت أجواء التفاؤل على أسواق النفط على خلفية اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" خلال اجتماع الجزائر بخفض ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل من إنتاج الدول الأعضاء يوميا، فيما تسبب جني الأرباح في الجلستين الماضيتين إلى تراجع مؤقت لخام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 63 سنتا إلى 48.61 دولار للبرميل فى الساعات الأولى من صباح أمس، ونزل الخام الأمريكي 58 سنتا إلى 47.25 دولار للبرميل بعدما أغلق مرتفعا 78 سنتا في الجلسة السابقة التي لامس فيها أعلى مستوى له في شهر عند 48.32 دولار للبرميل. وارتفع برميل البرنت، الخام المرجعي الأوروبي تسليم نوفمبر 22 سنتا ليصل إلى 48,91 دولار. وفي نفس السياق، ذكرت تقارير أن التوصل إلى الاتفاق جاء بعد أن خففت السعودية أكبر منتج للنفط في أوبك موقفها حيال خصمها إيران وسط تنامي الضغوط التي يفرضها هبوط الأسعار على اقتصادات الدول الاعضاء. وأكدت المنظمة أنها شكلت لجنة لدراسة توزيع الحصص وأنها ستتفق على مستويات محددة لإنتاج كل دولة في اجتماعها الرسمي القادم في نوفمبر. ومن جانبه، قال وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة إنّ "الاجتماع غير الرسمي تحول الى رسمي وخرجنا باتفاق تاريخي"، مبديا أمله في أن تعاود أوبك لعب دورها في السوق، حيث هبط سعر برميل النفط مجدداً، مع تزايد شكوك السوق في طريقة تطبيق "أوبك" خطة تقليص الإنتاج، وتحديد نسبة حصة كل دولة. وقد فاجأ قرار أوبك المستثمرين، وكان معظم المحللين قد عبروا عن تشاؤمهم. ومن جهة أخرى، شدّد على أن دول "أوبك" أصابها الوجع من استمرار الخفض، ولم يعد هناك مجال للتمسك بالحصص والأسواق، فالأسعار كانت دون المتوقع طوال العام، مضيفاً: "الكل بات يستشعر أنه حان الوقت للتحرك، ولكن في تصوري أن الأمر يحتاج لأن تبرهن أوبك على جديتها في هذا الشأن، فنحن شاهدنا أن الأسواق استقبلت الاتفاق بحفاوة كبيرة، ولكن خفت تلك الحفاوة بعد أن توقفت أوبك عن كشف تفاصيله، وأجلت ذلك لاجتماع نوفمبر/المقبل"، مبررا أن الأمر الذي ترك انطباعاً بين المتعاملين وأنه ليست هناك جدية كافية للتطبيق، مضيفا "وعلى أوبك أن تؤكد عكس ذلك"، وكانت الأسواق تتوقع ألا يسفر الاجتماع عن أي اتفاق، وكانت الخلافات بينهما أطاحت بمحاولة سابقة لتجميد الإنتاج في أفريل في الدوحة. وأكد السادة أن "الاجتماع جرى في أجواء إيجابية للغاية عكست الترابط المتين لأوبك"، فقد عبر وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنجنة عن سعادته الشديدة بالاتفاق. وفي صدد اخر، نقلت وكالة رويترز عن مصديرن في أوبك قولهما إن المنظمة ستخفض إنتاجها من 33.24 مليون برميل يوميا حاليا إلى إلى 32.5 مليون برميل يوميا. ومن جهته، قال وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقنة إنه "سعيد جداً". وتوقع بهبهاني، حدوث مفاجآت وتخفيضات أكثر في اجتماع نوفمبر المقبل، مضيفاً: "الاتفاق أفرح كثيرين، خاصة الشركات التي أوقفت كثيراً من المشاريع، مثل شركات النفط الصخري، ودول مثل فنزويلا التي تملك ثالث أكبر مخزون نفط في العالم". وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قد صرّح، مساء الثلاثاء الماضي، بأن المملكة يمكن أن توافق على أن يُسمح لإيران ومعها ليبيا ونيجيريا "بالإنتاج بمستويات قصوى لها معنى".