دعا عدد من المجاهدين الذين عايشوا ظروف اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، خلال الندوة التي شاركوا فيها، أمس، بمنتدى "المجاهد"، السلطات العليا في البلاد للتدخل من أجل تحسين الظروف المعيشية للفئة المجاهدين والأسرة الثورية ككل وذلك بالتكفل بمختلف انشغالاتهم. قال المجاهد "صالح قوجيل" في منتدى الذاكرة الذي قامت به "جمعية مشعل الشهيد" حول العمليات العسكرية التي نفذها المجاهدون عشية الفاتح من نوفمبر 1954، إن ثورة الفاتح من نوفمبر هي ثورة عظيمة، ولم تأت هكذا فقط، بل وقعت في ظروف عايشتها الجزائر، بعد أن تعرضت إلى استعمار كلي، شمل حتى الجانب الديني، وأضاف نفس المتحدث أنه حتى خطبة الجمعة، كانت تملى علينا من طرف السلطات الفرنسية. وفي نفس الصدد، ذكر قوجيل أنه خلال الفترة ما بين 23 إلى 26 أكتوبر من سنة 1954، تم اجتماع الأعضاء الستة، حيث اتفقوا على أن يكون الفاتح اليوم الذي تفجر فيه الثورة التحريرية الكبرى عبر كافة التراب الوطني، باعتباره يوم عطلة. ومن جهته ذكر المجاهد "عمر صامت" أن العمليات العسكرية، تمت من خلال صنع القنابل في الجزائر، قسنطينة والصومام، وذلك بالتحام ثلاثة أفواج في الصومعة، وأضاف أن هناك أسرار لا يستطيع أن يقولها لكي لا ‘تنقل عنه باسمهم. ومن جهة أخرى أكد المجاهد "عمرواي محمد"، أنه التحق بصفوف جيش التحرير الوطني ضمن 200 مناضل، وكان أغلبهم من فئة الشباب، الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر، كما أوضح عمراوي الذي كان ينتمي إلى المنظمة السرية التي تحولت بعد ذلك إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل، أن التحضير للثورة لم يكن أمرا سهلا ، بل كان جد صعب، وما زاد الثورة قوة هو اعتماد المجاهدين على الأسلحة التقليدية، من خلال صنع القنابل اليدوية، وتطبيق العمليات حسب الاتفاق المبرم بين بعضهم البعض، مضيفا أنهم لم يتحصلوا على الأسلحة من أي جهة، إلا عندما انطلقت الثورة، وذلك عن طريق المجاهد "سويداني بوجمعة" الذي كان يتحصل على السلاح عن طريق العمليات التي كان يقوم بها، وكان قبل ذلك يصنع القنابل للمجاهدين. وختم المتحدث قوله بتوجيه نداء إلى السلطات الجزائرية: "لم نضحي من أجل الجزائر لكي نظلم أو يظلم شعبنا"، مطالبا السلطات بأن تعيره وبقية المجاهدين اهتماما، مبرزا أهمية المجاهدين آنذاك بحيث كان مجاهد واحد يعادل خمسون عسكري فرنسي، أما الآن فمجاهد واحد عند الدولة يساوي ولا شيء وقد ذهب عديد المتدخلين من مجاهدين خلال هذا المنتدى على نفس القول بالإشارة إلى ضرورة التكفل بانشغالاتهم في شتى المجالات وهذا من باب رد الاعتبار والجميل لمن ضحوا بالنفس والنفيس من اجل تحيا الجزائر.