فقدت الساحة الإعلامية خلال السنوات الأخيرة العديد من الأقلام الصحفية التي خطت بأسطر ذهبية تاريخ الصحافة الجزائرية ، والتي عرفت العديد من الهزات خلال الأعوام الأخيرة ، وبمناسبة اليوم الوطني لصحافة تتذكر "صوت الأحرار" مع قرائها ابرز الأقلام والأسماء التي نتناولها في كلمات قد لا تفيها حقها من العطاء . الراحل فوزي حوامد، الصحفي الرحالة بدا الصحفي فوزي حوامد مسيرته الصحفية في العديد من الجرائد حيث قضى خطواته الأولى بين صحف وقنوات إعلامية عمومية وخاصة، والتحق ذات خريف من عام 2011، بجريدة الشروق اليومي ، أين اثبت جدارته وفقد تألق بشكل لافت حيث ، ووجدت رئاسة التحرير الشروق نفسها مجبرة، على أن تمنحه مساحة اكبر في صفحاتها فيحقق السبق الفائض، ويحتفظ بتواضعه ولم يتقيّد فوزي أبدا بمجال معيّن ولا بولاية معينة وكان رحالة بين العاصمة وواد سوف الذي نشا فيها ، فكان منطقيا أن يصبح مديرا جهويا في الجريدة، في الجنوب الجزائري، مع تحليقه على الدوام نحو أقصى منطقة في الشمال وخارج الوطن.وبعدها انتقل لكي يكون محللا سياسيا في إذاعة واد سوف الجهوية بالإضافة إلى مشاركته كمحلل في الكثير من القنوات الفضائية والإذاعات العالمية ، دون أن ننسى تغطيته الاحترافية لحادثة الاعتداء على قاعدة البترولية تيقنتورين وأصبح مصدرا لمعظم القنوات الإذاعات العربية والعالمية إلى وافته المنية عن عمر يناهز 50سنة تاركا وراءه كنزا إعلاميا للجيل الصاعد بشير حمادي الإعلامي المخضرم وأول من أسس الشروق اليومي انطلقت مسيرة الصحفي بشير حمادي سنة 1975 وترك مقاعد الدراسة اين كان يعمل معلما في إحدى المدارس ، وكانت البداية من جريدة الشعب اليومية برز فيها بفضل كتاباته وتحقيقاته الميدانية التي جعلته مرهلا لان ينتخب عضوا في المجلس الوطني لاتحاد الصحفيين سنة 1982، ثم انتقل الى منصب اكبر هو مدير تحرير يومية المساء ، ثم جاءت فترة الانفتاح الإعلامي التي فتحت الباب للكثير من الجرائد بالانطلاق اين رحل الى جريدة الجزائر اليوم كما كان له نصيب في تأسيس بعض العناوين الصحفية منها الشروق اليومي ينتهي به المطاف بأسبوعية الحقائق ثم تحولت وأصبحت يومية ، ولبشير حمادي مساهمات عديدة منها موقع زاد دي زاد وانتهت مسيرة الصحفي المخضرم وفي سن 65 بعد سكتة قلبية انهت مسيرته الإعلامية والحياتية التي كانت ثرية بالتجارب والانجازات عميد الصحفيين الطاهر بن عيشة ، مسيرة وذاكرة يكفينا فقط ان ننطق باسم الطاهر بن عيشة حتى تعرف ان الرجل كتاب لا ينبض من العلم والتجارب والخبرة في مجال الاعلام بالجرائر ، فهو ابن جامعة الزيتونة التي تكون بها وتقلد بعدها عمدة الصحفيين الجزائريين والأدب النقابي والحركة العمالية دون ان ننسى نضاله خلال الثورة التحريرية ، ولد الطاهر بن عيشة سنة 1925ببلدية قمار بالوادي أين أتقن اللغة والحساب من كتاب القرية ثم درس بالزيتونة وبعد عودته من تونس الخضراء التحق بحزب الشعب الجزائري ومارس الكتابة الصحفية في مجلة "عصا موسى" المعارضة للاحتلال هذا وتعرف الجزائريون على بن عيشة من خلال الحصص التلفزيونية التي كان يقدمها ويروي فيها تاريخ البلدان الاوروبية التي زارها ويروي تاريخ العثمانيي والأندلس كما أولى الصحفي المفكر اهتمامه لتراث من خلال حصته حراس التراث ، لم تصدر للكاتب الراحل مؤلفات لكن حضوره كان بارزا في ساحة الادب والفلسفة ليرحل الفقيد عن عمر يناهز 91 سنة كانت مكرسة كليا للصحافة والفكر والأدب الذي كان شغوفا به . أمال مرابطي القلم الفتي الذي لم يكتمل كما فقدت الأسرة الإعلامية خلال السنة الفارطة صحفيين شباب وفي أول زهرة العمر هي مراسلة جريدة الشعب أمال مرابطي التي عملت بها لفترة وجيزة لمدة 5 سنوات. وقبلها عملت بالجريدة الإلكترونية مباشرة بعد تخرجها سنة 2006 من معهد الإعلام والاتصال بعنابة رحلت بعد تعرضها لحاث مرور خطير مع عائلتها افقد الإعلام الجزائري قلما فتيا كان يمكن ان يكبر وينضج مع السنوات لكن الأقدار فاتتها .