ولعه بفن الفلامنكو جعله يهتم أكثر بثقافات المتوسط، وشق طريق البحث عن تقديم الأفضل في فن إعتنقه منذ تعلمه أبجديات العزف على آلة الغيتار التي لا تفارقه، ليقدم أجمل النوتات مقتفيا خطى أشهر الموسيقيين الإسبان على غرار باكو دي لوثيا، إنه الفنان مهدي قاسم ،مؤسس فرقة نسمة فلامنكو التي تسعى الى تقديم مادة فنية راقية مستوحاة من الفلامنكوالشعبي ببصمة من الطبوع الفنية الجزائرية، في دردشةجمعتنا معه، تحدث ل "صوت الأحرار" عن مغامراته مع فن غجر إبيريا وحلمه مع فرقته التي تحضر لأغنية سينغل بعنوان "الوردة الضاوية" تكريما لحي القصبة العتيق والتي سيتم تصويرها قريبا على طريقة الفيديو كليب. كيف جاءت فكرة تأسيس فرقة نسمة فلامنكو؟ بدأت الفكرة منذ أكثر من عشر سنوات ، بحكم أنني عازف على آلة الغيتار رافقت العديد من الفنانين ،فكنت ألتقي مع العديد من عازفي الآلات المختلفة والمغنين، ثم انطلقت الفكرة بشكل رسمي منذ 2010، وبدأالطريق واستمرينا على العمل سويا كفريق واحد للتطوير إلى أن وُفقنا جميعا وأصبحت لدينا فرقة تضم مجموعة من أفضل العازفين والمؤدين، وهم :كمال بوكلال عازف على آلة البيانو ،محمد قايد عتروش عازف على آلة الغيتار ،بالإضافة الى تينور الفرقة عمر حجار عازف غيتار ومغني، وقاسم مهدي مؤسس الفرقة وعازف على آلة الغيتار. أسعى مع الفرقة على البحث عن التميّز ولعل هذا لاحظه الجمهور بعد صدور ألبوم "قريتي " "Mon village " في سنة 2013 متضمنا8 أعمال منها 6أغان ومعزوفات موسيقية في نوع الفلامنكو، من بين الأغاني التي نالت إعجاب الجمهور أغنية "يا رسول الله" التي لا تزال تبث عبر أثير الإذاعة الجزائرية بالإضافة الى أغنية "مشيتي عليا ما سولتي " دنوع ريغي فلامنكو،"فوي فوي"، فلامنكو سالسا ،"اليتيم "، ومقطع موسيقي بعنوان "orient"،تكريم للعراق بنواتات شرقية. ماذا عن مهدي قاسم؟ أنا منذ البداية عاشق لآلة الغيتار، وتعاملت مع العديد من الفنانين ثم حاولت أن أكون مؤلفا لمقطوعات موسيقية خاصة بنا كفرقة، وكنت دائماً حريصاً على ألا أفقد الجوهر والجذور والتقليد الأساسيّ للفلامنكو. وأدرجت بعض الإضافات مع إدخال موسيقى مختلف الطبوع التي تزخر بها الجزاىر، دون تغير في فلسفة الموسيقى الأصلية. وفي الفترة الأخيرة توجهنا لتقديم موسيقى عالمية وأخرى من تأليفنا وكان حلمي أن تصل فرقة نسمة فلامنكو للعالمية وهي فكرة سيطرت عليّ كمؤسس للفرقة منذ ذاك اليوم الذي اجتمعنا فيه وإلى يومنا هذا ،ولم يفارقني أبدا هذا الحلم. على ذكر الفلامنكو ، لماذَا وقع اختياركم على هذا الفن بالظبط؟ نحن أيضا معنيون بفن الفلامنكو وهو جزاء من ثقافتنا الموسيقية كأبناء الضفة المتوسطية وتربطنا علاقة وطيدة بفن غجر إبيريا، قدوتي في هذا الفن عراب الفلامنكو فرانسيسكو جوستافو سانشيز غوميز المعروف بباكو دي لوثيا ذو الأصول الغجرية والعازف الأسطوري ،يعود له الفضل في تحويل فن الفلامنكو الشعبي إلى صوت أكثر حداثة وحيوية وفي ترسيخ الفلامنكو في إسبانيا، وقد قام من خلال هذا الفن بالعبور بنجاح إلى أنواع أخرى من الموسيقى مثل الكلاسيكية والجاز. انتهجت طريق التلحين والتأليف الموسيقي رغم أن صوتك جميل فيه "بحة "المغني الإسباني أليخاندرو سانز؟ يبتسم، في بعض الأحيان أقوم بالغناء مع الفرقة ،لكن مغني نسمة فلامنكو هو السوبرانو عمر حجار الذي يملك صوتا جميلا ،الحمد لله لقد وُفقنا كمجموعة وكفرقة ،حيث أن الأعضاء موسيقيون موهوبون ومنهم من تعمق في دراسة ابجديات فن الفلامنكو . ما هي مجموعة الآلات الأساسية التي تحرص فرقة نسمة فلامنكو على استخدامها ؟ بالطبع هناك تنوع في الآلات ومنها: الغيتار والبيانو وجميع أنواع آلات الغربية من آلات النفخ والإيقاعات والوتريات بالإضافة للآلات الشرقية ، وفي بعض الأحيان نستعين حتى براقصة فلامنكو ، لتقديم عرضا شاملا.كما تعلمون في بداية الفلامنكو كان المغنى هو أساس العرض الفنى وبمرور الزمن فرضت الغيتار نفسها من خلال موهبة وبراعة العازفين الذين ادخلو على فنون الفلامنكو الكثير من التقنيات الموسيقية المتميزة ويؤدى العازف دورا مهما في توثيق التواصل بين المغنى والراقص وتحقيق الانسجام والتناغم ما رأيك في موضة انتشار اللون القناوي في الآونة الاخيرة لدى الشباب؟ للأسف، هناك دخلاء على الفن لا يهمهم إلا البزنسة، كما أتأسف لظاهرة أصبحت شائعة عند الجمهور خاصة من الشباب الذين سقطوا في فخ إتباع فرقة او مغني ما لإنه يؤدي لون فني معين كموضة وهو ما حدث مع القناوي ،حيث هناك بعض الفرق لا تستطيع حتى تقديم مادة فنية محترمة أمام الجمهور في الحفلات لكن تجدها محل اهتمام فئة كبيرة من الشباب بحجة انها موضة"une tendance"،وهذا ليس في صالح الفن الجزاىري ،في حين نجد فنانين شباب يعملون في الخفاء لم يساعدهم الحظ ان يكتشفهم الجمهور العريض لسبب واحد لأنهم ضحايا سياسة المحباة ، نهيك عن تلك الموسسات التي تحمل شعار النصب وسرقة الألحان ، كل هذا جعل من فرقة نسمة فلامنكو تضع برنامجا خاصابها وهو الغناء في صالات تحت الطلب، صحيح لا نلتقي بالجمهور العريض لكن يكفينا انه من يقصد حفلاتنا هم من ذواقي فن الفلامنكو ويقدرون ما نقدمه، الحمد الله لدينا جمهورنا . ما هي العوائق التي أصبح يصادفها فنان جزائر2018؟ العوائق لا تحصى ولا تعد ،الشخص المناسب في المكان المناسب شعار يجب ان نرفعه لتسيير جميع المجالات لكن العائق الكبير الذي صادفنا منذ بدايتنا هو عدم احترام مهندسي الصوت للفنانين ،اذ يقدمون خدمات ليست في مستوى المعدات التي وضعت تحت تصرفهم، النتيجة يتحملها الفنان ، عندما يكون الصوت رديئا او الموسيقى لا تصل للجمهور ،الفن مسؤولية ،اغتنم الفرصة لتوجيه نداء للجهات المعنية لإعادة النظر في هذه الظاهرة التي لا تخدم لا الفنان و لا الجمهور الذي عادة يدفع ثمن تذكرة حضور حفل ليذهب بعدها غير راضٍ . كيف يقضي مهدي قاسم رمضان؟ أفضل خلال الشهر الفضيل المكوث في البيت مع العائلة وأقضي السهرة مع أصدقائي دون ان أنسى عملي الفني مع فرقة نسمة فلامنكو. ما هي أكلتك المفضلة خلال رمضان؟ أحب كثيرا طبق شربة فريك،ولدي أصدقاء يجلبون لي الفريك خصيصا من سطيف لجودته ونكهته الطيبة، أما الحلويات، أفضل زلابية صبع لعروسة. ما رأيك في برامج القنوات الجزاىرية خلال رمضان؟ يعجز اللسان عن التعبير ، انا متأسف الكل اتفق لإهانة المشاهد خلال الشهر الكريم، ما يبث من برامج لا يمكن أن نتابعها مع العائلة ، ماجعلنا نقاطع برامج قنوات بلادنا ،لكن هناك سلسلة فكاهية جلبت انتباهي بعنوان دقيوس ومقيوس تستهل حقا المتابعة . ماذ تحضر فرقة نسمة فلامنكو للجمهور؟ سنلتقي جمهورنا في العديدمن الحفلات التي نحييها كل نهاية أسبوع في العاصمة ، فضلا عن تصوير فيديو كليب لأغنية سينغل بعنوان "الوردة الضاوية" ألحان و كلمات نسمة فلامنكو، سنقوم بتصويرها بالقصبة. لماذا بالظبط حي القصبة؟ الأغنية هي تكريم لهذا الحي العريق الشاهد على مراحل مهمة في تاريخ ايكوزيوم. كلمة أخيرة لعشاق نسمة فلامنكو؟ كونوا أوفياء لذوقكم، وإن طلب مني تأليف كتاب ،سيكون محتواه مجموعة غير منتهية من النوتات.