الآن أصبح عندنا نقابة للصحافيين، وفيدرالية للصحافيين! ولست أدري من يمثل فعلا الصحافيين؟! وما هو الهدف من إحداث تعددية في تمثيل الصحافيين مهنيا؟! وبلا أسباب مقنعة في هذا التعدد؟! في مصر الشقيقة توجد نقابة واحدة للصحافيين، قوية وفعالة وتشارك الحكومة في كل القرارات المهمة التي تتعلق بتسيير المهنة.. وأحب أن أذكر هنا بأن حركة الصحافيين الجزائريين التي انتهت كادت أن تصبح المحاور الأساسي للسلطة في كل ما يتعلق بالمهنة!؟ فلماذا هذا التدهور في تنظيم المهنة من طرف أصحاب المهنة أو حتى من طرف الذين يحملون نوايا حسنة لتنظيمها؟! لماذا لا ينظم الصحافيون أنفسهم في نقابة أو فيدرالية (لا تهم التسمية) على غرار نقابة المحامين أو نقابة الصيادلة أو نقابة الأطباء؟! لماذا لم ينظم الصحافيون المصريون مثلا أنفسهم ضمن اتحاد العمال المصريين ونظموا أنفسهم في نقابة قوية مهنيا وحتى سياسيا؟! ولماذا يحاول الاتحاد العام للعمال الجزائريين تنظيم الصحافيين تحت لوائه؟! وهل حل الاتحاد مشاكل العمال الآخرين في قطاعات أخرى ولم يبق له سوى حل مشاكل الصحافيين كعمال؟! وهل فعلا يريد الاتحاد أن يحل مشاكل الصحافيين أم يريد فقط المتاجرة بهم في سوق السياسة كما يفعل ببقية العمال في قطاعات أخرى؟! نعم المهنة في حاجة إلى تنظيم.. لكن ليست في حاجة إلى تنظيم يحولها إلى مجرد فرع نقابي في الاتحاد العام للعمال، أو لنقل بقايا اتحاد للعمال! لهذا نحن نرفض أن يكون الصحافيون ضرعا يحلب أو ظهرا يركب من طرف الآخرين! المهنة في حاجة إلى قانون إعلام جديد ينظم العلاقة بين الصحافيين والناشرين ويطهر المهنة من الطفيليين، كما قال وزير الاتصال، ويعالج القضايا المهنية للصحافيين على مستوى الأجور وعلى مستوى الممارسة المهنية للمهنة! وينظم سوق الإشهار.. ويحدد القواعد الأخلاقية لممارسة مهنة الصحافة! وينظم تدخل الدولة في عملية ترقية الصحافة والصحافيين مهنيا! وبهذا المعنى لسنا في حاجة إلى ميلاد تشرذم جديد يضر بالمهنة ولا يفيدها، خاصة وأنه استند إلى هيئة لا تحظى باحترام كل الصحافيين في الوقت الحاضر!