بينما أنهك الشعب الليبي القرار الأممي رقم 1973 الذي من المفروض أنه ينص على حماية المدنيين، وفي وقت أكدت فيه تقارير وكالات الأنباء أن طائرات الناتو أجهزت على قصر العقيد، لم يجد العقيد معمر القذافي سبيلا للرد على الناتو غير إطلاق تصريحاته التي لطالما وصفت بالمجنونة. وفي آخر خرجاته الإعلامية أطلق العقيد كلمته الشهيرة “طز”، ولكن هذه المرة ضد الناتو، وبين تصريحات القذافي وجهود الناتو وحالة المدنين نلحظ حجم تناقضات الجهود الدولية ضد العقيد وهي الجهود التي أثارت حفيظة المنظمات الحقوقية الدولية سيما أن الشعب أضحى في متاهة بين جنون القذافي وجهود الناتو التي تبرر الولاياتالمتحدة قصفها للمدنيين بعبارة أنها هفوات ويجب دعم مزيد من الجهود لتكون أكثر دقة، رغم أنه دخلت شهرها الثالث دون رسم ملامح تعيد الطمأنينة لقلوب الشعب الليبي. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، أمس الأول، أن الدول الأوروبية التي تشن معظم الغارات الجوية في ليبيا محملة بأعباء عسكرية وستصبح مهمتها أكثر إيلاما ما لم يفعل حلفاء آخرون المزيد. وأضاف جيتس أن الحلف لديه القدرة على الاستمرار في العملية التي تدعمها الأممالمتحدة لحماية المدنيين الليبيين من هجمات قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال جيتس في مؤتمر صحفي بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل: “أعتقد أنها ستتمكن من الاستمرار فيها (العملية) لكن السؤال هو إلى أي مدى ستكون مؤلمة إذا لم تتدخل دول أخرى تملك القدرات”. وأضاف “الدول التي تتحمل وطأة عبء الغارات محملة بأعباء بشكل متزايد”. وهذا “دليل على نقص الاستثمار في الدفاع على مدى سنوات كثيرة”. وصرح مسؤولون على دراية بالمناقشات بأن جيتس ذكر اسبانيا وتركيا وهولندا كدول يجب أن تفكر في بدء مهام قصف جوي، وقال مسؤولون أن جيتس ذكر أيضا ألمانيا وبولندا كدولتين لا تفعلان شيئا لكنهما تملكان القدرة التي تمكنهما من المساهمة في المهمة. وأوضح جيتس في المؤتمر الصحفي أنه لم يذكر سوى “الدول الكبيرة التي تملك قدرة عسكرية فعلية” للمساهمة في مهمة ليبيا. وقال مسؤول أمريكي كبير “أوضح أن هناك دولا بعينها تتحمل العبء الأكبر،، ولا يمكن أن يتوقع الحلف أن تتحمل ثماني دول فقط في هذا الجزء من المهمة”. وتشارك ثماني دول في الغارات الجوية بليبيا بقيادة فرنسا وبريطانيا، وتمثل دول أصغر مثل النرويج والدنمارك حوالي 12 في المئة من القوة الضاربة، وقال المسؤول الأمريكي “طواقم العمل بدأت تشعر بالإجهاد، الضغط على الطائرات كبير”. وذكر جيتس في المؤتمر الصحفي أنه يعتقد أن الحلفاء سيتقدمون بمساعدة إضافية تزيل بعض الضغط لتستمر العملية. وقال “يمكنني أن أقول لكم أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بهذا”. مضيفا أن واشنطن تقدم 75 في المئة من قدرة إعادة التزويد بالوقود وما يصل إلى 80 في المئة من الرحلات الجوية لأغراض المخابرات والمراقبة والاستطلاع. ويقول الحلف أن القصف يهدف إلى حماية المدنيين من الجيش الليبي الذي سحق احتجاجات شعبية في فيفري، ويصف الزعيم الليبي المعارضين بانهم من المتشددين الإسلاميين وان حلف الأطلسي يحاول الاستيلاء على النفط الليبي. وفي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رفض مبعوث ليبيا تقريرا منفصلا من الأممالمتحدة يفيد بأن قوات القذافي ارتكبت جرائم حرب. وقال معارضون في مدينة مصراتة المحاصرة في غرب ليبيا أن الآلاف من قوات القذافي توجهوا إلى المدينة وقتلوا 12 شخصا على الأقل بنيران المدفعية في وقت متأخر من أمس لكن حلف شمال الأطلسي شكك في هذه الرواية.