مواضيع بكالوريا 2013 سهلة جدا والإنقاذ لمرشحي 2014

بابا أحمد يريد النجاح للجميع في إشرافه على أول يوم من الامتحان ومختصون يحذرون

حراسة مشددة بلغت حد نزع الخمار للمتحجبات خوفا من الغش بالسماعات
شرع أمس 566 ألف و694 مترشح في امتحان شهادة البكالوريا عبر مختلف ولايات الوطن، الذي ميزه هذه السنة سهولة المواضيع، والتي كانت فوق العادة في مادة اللغة العربية، حسبما صدر عن المترشحين والأساتذة الذين حذر بعضهم من سياسة الوزارة لرفع نسب النجاح، خاصة بعد إعلان الوزير قرار العودة إلى نظام الإنقاذ وسعيه إلى اعتماده في بكالوريا 2014، والذي يمكن من نجاح الأغلبية بمستويات ضعيفة، واتسم اليوم الأول بالحراسة المشددة في بعض المناطق لمنع الغش، حيث وصل الحد إلى غاية إجبار الفتيات على نزع الخمار لتفتيشهن.
أعلن وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد بورڤلة بخصوص مطلب أولياء التلاميذ المتعلق بالعودة إلى تطبيق معدل 9.99 كنتيجة كافية للنجاح في شهادة البكالوريا، أنه قد يتم خلال هذه الصائفة إعادة فتح هذا الملف للنظر فيما إذا كان ممكنا العودة إلى اعتماد هذا المعدل مستقبلا.
وأكد الوزير على سعي وزارته تطبيق نظام الإنقاذ في البكالوريا، وذلك ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، وفق ما صرح به للقناة الإذاعية الثالثة، حيث سيتم انتقال كل من له معدل 9.99/ 20 وحتى من له 9.75 من عشرين، بغية منح الفرصة لأكبر عدد من المترشحين في الانتقال إلى الجامعة، قائلا ”لا يمكن معاقبة من وصل إلى هذه المعدلات”، غير أنه أكد أن ذلك يتم في إطار التشاور مع أهل الاختصاص والبيداغوجيين.
وأكد الوزير اتخاذ كل الإجراءات للسير الحسن للامتحانات من تمديد وقت الامتحان ب30 دقيقة، واقتراح موضوعين، كاشفا أنهم سيمتحنون في 86 بالمائة من المقرر الدراسي بعد تحديد عتبة الدروس، غير أنه أعرب عن نيته في إلغاء تحديد عتبة الدروس في السنة القادمة.
المرسوم الخاص بمنحة الجنوب سيوقع قريبا
وامتنع وزير التربية عن التنبؤ بنسبة النجاح، وذلك خوفا من تأويل سياسي، مؤكدا سعيه إلى رفع نسب النجاح بالجنوب من خلال تحسين كل الظروف، مكتفيا بالقول إنه تم هذه السنة توفير كل الإمكانيات على غرار المكيفات الهوائية وغيرها.
وأكد المسؤول ذاته أن المرسوم التنفيذي الخاص بمنحة الجنوب لفائدة موظفي وعمال قطاع التربية سيتم الإمضاء عليه في غضون الأيام القليلة القادمة. وأوضح الوزير على هامش زيارة التفقد التي قادته إلى ولاية ورڤلة أن هذا الإجراء يأتي بعد استجابة الحكومة للمطالب التي كانت مرفوعة فيما يتعلق بهذه المسألة.
وأكد بابا أحمد أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا على مستوى ولايات جنوب الوطن في ”تحسن مستمر”، وذلك بفضل المجهودات المبذولة من طرف الأساتذة والتلاميذ وأولياء التلاميذ ويدل على ذلك ”أننا لا نجد كل ولايات الجنوب في آخر القائمة عندما ننشر النسب العامة للنجاح وطنيا فيما يتعلق بهذه الشهادة”.
وبالعودة إلى أجواء الامتحانات، فقد كشف الجولة التي قادت ”الفجر” إلى بعض مراكز الامتحان بالعاصمة على غرار مركز سعيد تواتي بباب الوادي، ومركز الأمير عبد القادر، حيث أكد المترشحون على سهولة مواضيع الفترة الصباحية والمتعلقة بمادة اللغة العربية، مشيرين أن الأسئلة كانت سهلة وفي متناول الجميع بخصوص شعبة الآداب والفلسفة، والأمر ذاته بالنسبة للشعب العلمية رغم أن بعضهم تفاجأ بإدراج موضوع لنزار القباني، وهو الذي كان مستبعدا بالنسبة لهم.
الأحرار ينتقدون غلق مراكز الامتحان في وجههم وتركهم في الشارع
ولم تمنع سهولة المواضيع من تسجيل بعض الشكاوى من طرف المترشحين خاصة الأحرار حول غياب أماكن الجلوس بعد غلق مراكز الامتحان في وجههم من منتصف النهار إلى غاية الثالثة مساء، أي موعد الامتحان في مادة المساء، حيث تعلق أمس بمادة الشريعة، خاصة وأنهم قدموا من بلديات بعيدة، على غرار من أتى من الدار البيضاء ليمتحن بباب الوادي، في ظل عدم التكفل بهم.
وبتيارت اعتصم ليلة أول أمس السبت العشرات من المترشحين الأحرار لامتحانات شهادة البكالوريا أمام مقر الإقامة الجامعية ألفي سرير بتيارت، وذلك بعد منعهم من طرف أعوان الأمن من دخول الإقامة باعتبارهم من غير الطلبة، في وقت أراد هؤلاء المترشحين القادمين من عدة بلديات خارج مدينة تيارت المبيت بالإقامة، كما كان في السابق للتمكن من الالتحاق بمراكز الامتحانات في الصباح الباكر، ليصطدموا بالقوانين الصارمة التي تمنع أن يدخل الإقامة الجامعية غرباء من غير الطلبة المقيمين، وذلك تفاديا لأي مشاكل وحماية للحرم الجامعي. واستدعى هذا الوضع تدخل مسؤولي مديرية التربية لولاية تيارت، حيث تطلب الوضع نقل هؤلاء للمبيت بمعهد تكوين المعلمين ابن رشد، ومن خلال التحقيق في هوية هؤلاء المرشحين والمناطق التي أتوا منها تبين أن غالبية المعتصمين غير معنيين بامتحانات شهادة البكالوريا، فمن أصل حوالي 150 معتصم، تواجد حوالي 35 مرشحا حرا لامتحانات شهادة البكالوريا والذين تم التكفل بهم من طرف مديرية التربية بمعهد ابن رشد.
وفي تعليقه على امتحان صبيحة أمس، أشار أستاذ مادة اللغة العربية بثانوية على فراح بالبرواڤية بولاية المدية، يعقوب ياسين، إلى سهولته، منتقدا هذه المواضيع بعد أن وصفها بأنها ”كالماء”، ما جعله يشكك في مصداقية البكالوريا باعتبارها أصبحت تعطى، وما على المترشح إلا أن يسجل حضوره فقط، مؤكدا أن الأسئلة المطروحة لا ترقى لشهادة الدخول للجامعة، وموضحا أن هذا ما جعل الجزائر في ذيل الأدب المصري واللبناني بسبب اعتماد الوزارة أسئلة مباشرة تعتمد على الرسم فقط، وعلى مواضيع مستهلكة، لا تنمي فكر المترشح والتلميذ.
ويأتي هذا في الوقت الذي أجمع الشركاء الاجتماعيون على نجاح الامتحان فيما تعلق بالتسيير، غير أن الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ وعلى لسان رئيسها احمد خالد تخوف من عواقب الحراسة المشددة التي وصلت إلى حد مطالبة الفتيات بنزع الخمار لتفتيشهن إن كن تحملن سماعات هاتف، مثيرا مخاوفه من مناوشات خاصة مع الملتزمات، ومؤكدا أهمية التحسيس أولا على منع إحضار الهواتف النقالة، مقترحا تركها أمام مدخل المركز بأرقام محددة، وذلك بعد أن وصلته أصداء بحدوث مناوشات بولاية الشلف قبل أن يتأكد أن كل شيء مر بسلام.