دعت الأممالمتحدةالجزائر ودول الساحل إلى ضرورة تعزيز أنظمة الإنذار لمراقبة حدودها المستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، محذرة من التواطؤ الخطير بين الإرهابيين وجماعات المافيا التي تستثمر في تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة، واقترحت تقديم دعم لوجيستي لدول الساحل بغية مواجهة الخطر الإرهابي الذي لا يزال مرتفعا، وبشكل خاص تبادل المعلومات في مجال المطارات. أشارت الأممالمتحدة إلى ضرورة تعزيز بلدان الساحل لأنظمة الإنذار وتبادل المعلومات وتنسيق عملياتها لمراقبة حدودها، من أجل التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة، وذلك في تقرير يتضمن ”استراتيجية متكاملة” للمنطقة، حيث سلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، النص الذي حصلت وكالة فرانس برس، على نسخة منه، إلى الأعضاء 15 لمجلس الأمن، حيث ذكر التقرير أن الأممالمتحدة تريد مساعدة بلدان الساحل على ”وضع آليات منسقة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة حتى تعمل الشرطة وحرس الحدود والجيش والجمارك سوية، بطريقة متماسكة وفي إطار احترام حقوق الإنسان”.ومن بين الأفكار المطروحة عقد ”اجتماع إقليمي لأجهزة الاستخبارات لتبادل المعلومات حول تهديد القاعدة وفروعها”، وكذا تقديم ”مساعدة تقنية” لعناصر الشرطة وقضاة البلدان المعنية، مع الدعوة إلى مزيد من التركيز على تمويل الأنشطة غير الشرعية. وأبرز التقرير أهمية وضرورة ”تبادل المعلومات بين المطارات في أميركا اللاتينية وإفريقيا الغربية والساحل وبلدان المغرب العربي وأوروبا، للتصدي لعمليات التهريب من مصدرها وإلى الجهة المرسلة إليها ولدى انتقالها”. وأشار إلى أن ”18 طنا من الكوكايين تبلغ قيمتها التجارية 1.25 مليار دولار انتقلت في 2012، عبر إفريقيا الغربية وانتقل قسم منها عبر الساحل”. وأضاف التقرير أن الهدف من هذه ”الاستراتيجية الواسعة المتكاملة التي أعدتها الأممالمتحدة لمنطقة الساحل”، هو التصدي لكل جوانب الأزمة من خلال تحسين الإدارة ومكافحة الجريمة والإرهاب، وتقديم المساعدة الإنسانية إلى 11.4 مليون شخص مهددين بالجوع، منهم 5 ملايين طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وقال بان كي مون، في التقرير إنه ”يجب ألا نتعاطى مع المشاكل في مالي بطريقة منعزلة”، وأضاف أن ”إحلال السلام والأمن الدائمين يتطلب عملا جماعيا لمعالجة جذور عدم الاستقرار الذي يتخطى حدود مالي”، معربا عن ”قلقه البالغ من الصلات الواضحة بين مجموعات الجريمة المتورطة في تهريب المخدرات والمجموعات المسلحة الناشطة في المنطقة. وقال إنه ”يجب أن يتزامن تركيزنا على الأمن والديبلوماسية والتنمية بما في ذلك العلاقات مع إفريقيا الغربية والمغرب العربي”.