كشفت نقابة مركب أرسيلور ميتال ل"الفجر" حصريا، عن مباشرة تحقيقات موسعة بحر الأسبوع القادم، تخص نهب مئات الأطنان من مادة البرونز من وحدة الورشات المغاربية الكائن مقرها في المركب، إلى جانب فتح ملف التجاوزات الخطيرة في استعمال الزيوت الصناعية. كانت نقابة ”كشيشي داود” قد فتحت النار على الإدارة الفرنسية السابقة، والتي وجهت لها أصابع الاتهام في تهيئة أجواء التلاعبات والسرقة، قصد نهب ممتلكات المركب ابتداء من الحديد الخام بمركز برقوقة ووصولا إلى وحدات وورشات الحجار، وذلك بتجريد قرابة كامل المراكز والوحدات من العناصر الأمنية في إطار تجسيد هدف تقليص عدد العمال الذي انخفض تباعا من 12 ألف عامل سنة 2001 إلى 4900 عامل السنة الجارية، وهو الأمر الذي جعل من الاستحواذ على أطنان من مخزون الحديد الخام من قبل عصابات سطو سهلا للغاية، حيث أكدت مصادر ”الفجر” أنه يتم نقلها جهارا نهارا على متن شاحنات مقطورة تأخذ طريقها لمختلف ولايات الوطن وخصوصا الغربية منها. وفي هذا السياق كانت مصالح الدرك الوطني قد استدعت الأسبوع الفارط 16 مسؤولا وموظفا ساميا بالحجار قصد أخذ أقوالهم بخصوص هذه الوقائع، والتي علقت عليها النقابة أنها الحقيقة المرة التي ينام ويصحو الحجار عليها يوميا، منذ تولي الفرنسيين مناصب التسيير في المركب، ما كان وراء الإرهاق المالي الذي عانى منه الحجار لسنوات. وقد كان الهدف منها التعجيل بغلق أبوابه لولا مساعي الحكومة الجزائرية لضخ أموال الاستثمار التي بدأت عملية توجيه مبالغ منها لصالح إعادة تهيئة العديد من الوحدات فعليا. وأكدت نقابة المركب على لسان أمينها العام التقيد بمراسيم قانونية لحماية هذه الأموال من النهب بالتعاون مع المدير العام، هندي الجنسية، المنصب حديثا، إلى جانب مجموعة سيدار عن الطرف الجزائري في الشراكة والتي أعلنت النية في مباشرة العمل بصرامة للنهوض بالمركب مجددا، وإخراجه من عنق الزجاجة التي يتخبط فيها منذ سنوات. جدير بالإشارة أن نقابة الحجار وعدت بالكشف عن عديد ملفات الفساد التي تعج بها أدراجها خلال الأيام القليلة القادمة، من أجل تصحيح الأوضاع الخاطئة التي فرضت نفسها بالتواطؤ من مسؤولين جزائريين وفرنسيي الجنسية خلال أكثر من 3 سنوات كاملة، دفع العمال ثمنها وكانت سببا لحالة اللااستقرار التي كادت تؤدي لغلق أبواب هذا الصرح الصناعي الهام.