كشفت وثيقة أمريكية تورط واشنطن في مخطط زعزعة استقرار دولتين تجاوران الجزائر، هما تونس وليبيا، في إطار ما يسمى بثورات "الربيع العربي"، وفضحت الأساليب الأمريكية بلجوئها إلى دعم تيار الإخوان وبناء منظمات مجتمع مدني لإحداث ما وصفته بالتغيير في الدول المستهدفة. سعيدي: "لم نتلق دعما سريا ولقاءاتنا مع السفراء علنية" أوضحت الوثيقة الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في 22 أكتوبر 2010، بعنوان ”مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية: مراجعة”، المفرج عنها مؤخرا بموجب دعوى قضائية استناداً إلى قانون حق الحصول على المعلومات، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ضالعة في حملة استباقية منذ ما قبل الربيع العربي لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في كل من اليمن، السعودية، مصر، تونس والبحرين، وأضيفت سوريا وليبيا إلى قائمة الدول ذات الأولوية على صعيد إنشاء مجتمعات مدنية فيها، وأظهرت الوثيقة انتهاج إدارة أوباما سياسة الدعم السري لجماعة الإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ العام 2010. وبينت الوثيقة هيكلا محددا لبرامج وزارة الخارجية الأمريكية التي تهدف بشكل مباشر إلى بناء منظمات ”مجتمع مدني، ولاسيما المنظمات غير الحكومية، بغية إحداث تغيير يخدم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكيين، وذلك عبر استحداث مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية، وهي برنامج إقليمي لتمكين المواطنين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بهدف تطوير مجتمعات أكثر تعددية وتشاركية وازدهارا. وتذكر الوثيقة صراحة ثلاثة عناصر جوهرية للبرنامج: التخطيط على مستوى المنطقة ومجموعة دول، والمنح المحلية، والمشاريع الخاصة بدولة محددة، بينما يتولى موظفو السفارة الأمريكية المعينون إدارة تمويل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات، ويعملون كضباط ارتباط مباشرين مع المنظمات المحلية غير الحكومية، كما يتولى نائب رئيس البعثة في كل سفارة أمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مهمة إدارة برنامج ”المبادرة”. وكشفت الوثيقة بشكل صريح أن ”المبادرة” لا تخضع للتنسيق مع حكومات البلدان المضيفة، في وقت تتضمن خطط إدارة الرئيس أوباما، دعم جماعة الإخوان المسلمين، وسواها من حركات الإسلام السياسي الحليفة. وسألت ”الفجر” القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، حول حقيقة ما جاء في الوثيقة من دعم واشنطن لممثلي الإخوان في البلدان العربية، ومنها الجزائر، فأكد أن المنظمات غير الحكومية الغربية لديها أدوار ليست بعيدة عن الدوائر الاستخباراتية، ”لكن أن نقول إن الربيع العربي خطط بهاته الطريقة فهذا مبالغ فيه”، بينما لم ينف تلقي حركة الإخوان تمويلات خارجية، موضحا أن للمنظمات غير الحكومية أدوارا مشبوهة ولها تأثير في العالم العربي الإسلامي، ولكن تورط الدوائر الحكومية يحتاج إلى دليل ملموس، وفق قوله. وتابع سعيدي، عضو مجلس شورى حمس، بخصوص لقاءات بين أحزاب وجمعيات مدنية غير حكومية تنظمها السفارة الأمريكيةبالجزائر من حين لآخر، أنها ”طبيعية تسعى لفهم ما يجري في الجزائر، ويلتقون مع الفاعلين السياسيين، قد يكونون ديمقراطيين، إسلاميين أو ليبراليين”، مبينا أنه غالبا ما تتم ”اللقاءات المشبوهة في دوائر وأماكن مجهولة ومغلقة بتنسيق من منظمات ووسطاء وشخصيات، وكم من مرة تندلع أحداث ليتبين فيما بعد عقد لقاءات سرية بين بعض الشخصيات”.