اشتكى مجموعة من الأطباء الأخصائيين بمستشفى يسعد خالد، وسط مدينة معسكر، من عدة مشاكل تعترض مسارهم المهني جعلتهم يفكرون في هجرة المستشفى والالتحاق بمستشفيات أخرى توفر أدنى شروط العمل. وقد أشار هؤلاء إلى الظروف التي يزاولون فيها عملهم مع مرضى لا حول لهم ولا قوة يواجهون متاعب بالجملة في ظل هذا الوضع السائد. وقد اتهم هؤلاء الإدارة بإهمالهم وعدم توفير أدنى شروط العمل، وترك المريض يواجه هذه الظروف لوحده واللجوء إلى العيادات الخاصة التي أنهكت كاهله وكاهل ذويه. وقد أشار في هذا الشأن طبيب مختص في جراحة الإذن والحنجرة بنفس المستشفى، أنه يزاول عمله في ظروف مأساوية ويفكر في الرحيل بعد انتهاء العقد المبرم بينه وبين المستشفى، مشيرا إلى أن المصلحة التي يعمل بها لاتتوفر على أدنى شروط العمل كمواد التخدير والعتاد الطبي، وعلى رأسها الميكروسكوب الذي يساعد في إجراء هذه العمليات. نفس المتحدث، بنبرة تأسف، أضاف بأن المصلحة تفتقر أيضا إلى خيط الجراحة الذي يتوسط من أجل جلبه خلسة من مصحات أخرى وأن الفوضى تعم مصلحته من قبل المرضى الذين يقصدون المصلحة بدون مواعيد طبية، مشيرا إلى أنه بالرغم من هذه الظروف إلا أنه تمت جراحة أكثر من 300 مريض خلال السنة الماضية، في إشارة منه إلى الأهمية التي يوليها المرضى لهذه المصلحة وحاجتهم إليها بدل التوجه إلى العيادات الخاصة أو إلى مستشفيات خارج الولاية تضاعف متاعبهم، وأن مصلحة جراحة الأذن والحنجرة هي الوحيدة بالولاية، حيث تشهد ضغطا رهيبا من المرضى في ظل هذه الظروف. طبيب مصلحة الإنعاش بدوره أدلى بدلوه في هذا الشأن، قائلا إن المصلحة الأكثر حساسية بالمستشفى تسير بطبيب واحد في ظل نقص الأعوان الشبه طبيين والأعوان التقنيين، خاصة أن هذه المصلحة تستقبل أعدادا كبيرة من المرضى خاصة كبار السن، مشيرا إلى مشكل صيانة العتاد الطبي الذي يساعد كثيرا في التخفيف من آلام المرضى وعلاجهم، مؤكدا أن تكوين الأعوان لا يركز على التكوين في مجال الانعاش الطبي المكثف. مصلحة أمراض القلب لم تسلم هي الأخرى من هذه الظروف، حيث أشار الأطباء الأخصائيون إلى أنهم يفكرون في الرحيل بعد إنهاء الخدمة الإلزامية لهم والتي تمتد إلى 3 سنوات نظرا للظروف الصعبة التي يزاولون فيها مهامهم، بدءا بانعدام العتاد الذي يساعد في الكشف عن الكثير من الأمراض وغير المتوفر بالمستشفى وعدم صيانة العتاد. وأشار هؤلاء إلى العجز في التأطير شبه الطبي والضغط الذي تشهده المصلحة من المرضى، وعدم إمكانية متابعة مرضى المصلحة في ظل توافد مرضى آخرين دون مواعيد، مؤكدين ضرورة التحاقهم بالمراكز الصحية ومن ثم توجيههم إلى المصلحة. وأشاروا أيضا إلى نقص الأمن داخل المستشفى، ما يعرض حياتهم في كثير من الأحيان الى الخطر، ومشكل انعدام المياه، حيث ينشغل الأطباء في توفير المياه بدل الانشغال بالمرضى وكذا مشكل المنظفات الذي لا يزيد عددهم عن عدد الأصابع. مشكل آخر بات مطروحا داخل مصلحة الدم، وهو نقص مادة ”الرياكتيف” المستعملة في تحاليل الدم، الأمر الذي أعاق دور هذه المصلحة واللجوء الى تحويل المرضى إلى مصالح خارج الولاية من أجل هذه التحاليل. من جهة أخرى كشف مدير المستشفى أن الأوضاع داخل المستشفى تبعث على الارتياح، وأن ما أورده الأطباء الأخصائيون لا أساس له من الصحة، مضيفا أن هؤلاء الأخصائيين يريدون العمل - حسب أهوائهم - ضاربين عرض الحائط التعليمات الصارمة التي وضعها منذ مجيئه الى هذا المستشفى الذي كان في وضعية كارثية.