دعا أخصائيون في اليوم الدراسي حول مرض الإكتئاب ما بعد الولادة عند المرأة الذي أحتضنت فعالياته نهاية الأسبوع قاعة المحاضرات الكبرى بالقطب الجامعي تاسوست إلى ضرورة التكفل النفسي بالنساء الحوامل لتفادي الإصابة بهذا المرض الخطير الذي أضحى يهدد المقبلات على الزواج لما له من انعكاسات على الأسرة والمجتمع بصفة عامة . كشفت الدكتورة نجيبة بكيري أستادة بقسم علم النفس في مداخلتها وبلغة الأرقام بأن هناك 50 بالمائة من المتزوجات حديثا عبر العالم يتعرضن للإصابة بمرض الاكتئاب بعد الولادة، في حين تؤكد الدراسات أن 39 بالمائة من نفس فئة النساء بالجزائر يصبن بدأت المرض بعد الوضع. وأرجعت بكيري أهم الأسباب المؤدية لذلك إلى التغيرات الهرمونية والانفعالات التي تصاحب مرحلة الحمل، كما أشارت بأن هناك أسباب عديدة وراء هذا المرض الذي يبقى من الطابوهات في المجتمع كاضطراب العلاقة العاطفية والاجتماعية مع الزوج أو أسرته؛ والقلق والتوتر الذي يصاحب الحمل أومرحلة النفاس، إضافة إلى معاناة المرأة الحامل من مشاكل نفسية قديمة لم يتم معالجتها، إضافة إلى رفض بعض الأمهات للحمل والفوبيا التي تخلق قبل عملية الوضع، وكذا ضغوطات العمل أوبعض الحالات النفسية المختفية في منطقة السوداء باللاشعور، وذكرت بأنه كلما كان المولود ذكر كلما قلت نسبة الإصابة بالإكتئاب. من جهة أخرى، أشار الدكتور بركوز مزور من جامعة باتنة في مداخلته بأن المرأة أثناء الحمل تعتبر في مرحلة هشاشة بسيكولوجية ومرحلة إنتقالية خاصة مع خوفها من الولادة وهي الوضعية التي تزداد خلال الثلاثي الأخير من مرحلة الحمل، ما يتطلب حسبه رعاية نفسية خاصة سيما بالنسبة للنساء المتزوجات حديثا ومراقبتهن. وهو ما ذهب إليه أيضا الطبيب بولعسل الذي تطرق إلى مرحلة النفاس والتي وصفها بمرحلة الهشاشة البيولوجية والنفسية الرهيبة، وأن انتقال المرأة من فتاة إلى أم لها أولاد ومسؤوليات تخلق لها صراعات نفسية خطيرة لابد من التفطن لها قبل فوات الأوان . أما الأستاذ مولود محصول إطار بمديرية الشؤون الدينية فقد تطرق إلى ضرورة مرافقة الحامل مرافقة إيجابية لحساسية المرحلة مؤكدا بأن الرؤية الدينية ترتكز على عدة دعائم والتي تخدم المرأة من الناحية النفسية وتصحح نظرتها إلى وظيفة الإنجاب كوظيفة كونية وحضارية . أما عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية البروفيسور شاقور سعيد شوقي فقد أشار بأن هده التظاهرة العلمية الهامة تسمح للطلبة من التطرق لبعض الإشكاليات والقضايا الاجتماعية المسكوت عنها من أجل ترقية كافة عناصر المجتمع . وأشار في الأخير كل المتدخلين إلى ضرورة مرافقة المرأة في مرحلتي الحمل والنفاس سيما في أول وضع وعدم تعنيف المرأة في هاتين المرحلتين لأنها يمكن أن تتحول إلى مجرمة في حق نفسها وحق أسرتها أوقد تصاب المرأة بأمراض عقلية أو نفسية متنوعة تؤثر على تكفلها المستقبلي بأسرتها وهذا لا يأتي إلا بمساهمة كل القطاعات أيضا كأجهزة الأمن في الكشف عن حالات تعنيف المرأة الجسدي والنفسي وكذا مديريات النشاط الاجتماعي في الكشف عن الحالات الاجتماعية المستعصية والخطيرة لعلاجها قبل فوات الأوان وكذا مديريات الصحة وأهمهم الزوج ومحيط الأسرة بالنسبة للزوجة التي يجب أن تجد منهم كل الحنان والرعاية النفسية للتغلب على حالة الكآبة الحادة أو المزمنة خلال مرحلتي الحمل والولادة.