نظمت وزارة التربية الوطنية ملتقا جهويا حول تعليمية اللغة العربية وهذا بحضور مفتشين بيداغوجيين وخبراء وأساتذة جامعيين من مختلف ولايات الغرب وهذا بالمعهد الوطني لتكوين موظفي قطاع التربية بمعسكر خلال يومي 26 و27 أفريل الجاري وقد تطرق المشاركون خلال هذا الملتقى الذي أشرف عليه مدير التربية لولاية معسكر السيد ”يحي بشلاغم” إلى عدة محاور هامة تصب في مجملها حول تعليمية اللغة العربية، ومن بين هذه المحاور تنمية وترقية أداءات المتعلم وكذا صعوبات تعليم اللغة العربية. وفي رسالة ألقاها رئيس الجلسة المفتش العام للبيداغوجيا بوزارة التربية الوطنية ”سعيد بن سالم” أكد أن العربية هي لغة المدرسة الجزائرية واللغة الوطنية الرسمية وأحد رموز السيادة الوطنية لذا فإن تعليمها وتعلمها يكتسي أهمية بالغة والتحكم في ملكتها أمر ضروري لكونها كفاءة عرضية وأن كل المواد التعليمية في حاجة اليها واللغة العربية هي لغة التدريس وتمثل كفاءة عرضية تسهم في اكتساب مواد أخرى. وأضاف نفس المسؤول خلال الملتقى الجهوي الذي نظم بالعهد الوطني لتكوين موظفي قطاع التربية بمعسكر حول تعليمية اللغة العربية جاء تنفيذا لتعليمة وزيرة التربية الوطنية والتي تؤكد على ضرورة مد جسور التواصل بين وزارتي التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاستثمار كفاءات وخبرات الأساتذة الجامعيين ويهدف هذا الملتقى إلى إبراز مشكلات تعليم وتعلم اللغة العربية في المدرسة الجزائرية خاصة في مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط بالكشف عن أسبابها واقتراح العلاج وكذا رسم استيراتيجة مدروسة من أهل الاختصاص للطرائق التي تضمن الممارسات الكفيلة بتحقيق الجودة لتعليم اللغة العربية. وعن إشكالية الملتقى يضيف ممثل الوزارة عن الصعوبات التي تعيق اللغة العربية في المدرسة الجزائرية وما السبيل إلى تغيير الممارسات داخل الصف عند معلم اللغة العربية وما هي متطلبات تعليمها وما سبل تكييف المناهج والمحتويات بما يتناسب وحاجاتهم وما دور الكتاب المدرسي واللغة العربية في تنمية كفاءات المتعلم وما هي المقترحات المأمولة لكسب رهان الجودة، وقد شارك في هذا الملتقى الذي يتواصل على مدار يومي 26 و27 من الشهر الجاري خبراء وباحثون وأساتذة جامعيون من جهة الغرب وبحضور مدير التربية بالولاية الذي أعطى إشارة انطلاق هذا الملتقى الجهوي. من جهة أخرى أكد مسؤول البحث العلمي الأستاذ الدكتور ”عبد الرحمان خربوش” أن وحدة البحث التي يشرف عليها تهتم بتدريس اللغة العربية في المدرسة الجزائرية بصفة عامة وفي الابتدائي والمتوسط بصفة خاصة، وأن هذا اللقاء جاء بعد لقاء وطني انعقد بولاية تلمسان من تنظيم وحدة البحث واستجابت الوزارة بتنظيم هذه اللقاءات العملية والميدانية والمفيدة لكلا الطرفين لأننا نعتقد كباحثين جامعيين أن موضوع تعليم اللغة العربية في المدرسة الجزائرية هو مسؤولية الجميع ولا يجب أن نعلق المسؤولية فقط على المعلم والتلميذ لذلك سنستفيد كثيرا من ملاحظاتهم وانشغالاتهم ومن الصعوبات التي تعترضهم في الإخراج الجيد لتعليم اللغة العربية وسنساهم بدورنا كباحثين في مجموعة من القضايا المتعلقة بمنهجية تعليم اللغة العربية في المدرسة الجزائرية وهذا التلاحم بين الأستاذ الجامعي الباحث وبين الممرن والمدرس في القسم هو الذي سيساعد على تظافر الجهود للخروج باقتراحات عملية، وأضاف قائلا: أعتقد أن الوزارة من خلال الوزيرة ستأخذ بكل الاقتراحات الجادة والجيدة لتعزيز المنظومة التربوية بصفة عامة وتعليم اللغة العربية بصفة خاصة، مضيفا بأنه إذا نجحنا في هذا الرهان فسندعم المدرسة وبالتالي سندعم البلد ككل لأن لغتنا هي هويتنا وهي حاضرنا ومستقبلنا، مضيفا أنه ومن الصعوبات التي تعترض المنهج السليم لتعليم اللغة العربية هي ضرورة تبسيط وتيسير اللغة العربية من جهة وضرورة مشاركة الجميع من أسرة ومحيط وأولياء تلاميذ في إنجاح هذه العملية فمثلا لو أبناؤنا حينما يخرجون من المدارس ويشاهدون التلفاز ويجدون رسوما متحركة باللغة العربية فهذا ينمي قدراتهم ويساعد ويكمل مهمة المعلم في ايصال رسالته فقضية تعليم اللغة العربية وانتشارها بطريقة سليمة وصحيحة هي مهمة الجميع من كل المستويات ولذلك لا بد من أن نكون صريحين مع بعضنا البعض وليس مهمة المعلم في القسم لإنجاح هذه العملية فقط.