كيف يمكنك أن تصف الكاميرا المخفية ”ماشي مرتي” بغير الابتذال الذي يؤثر على ذائقة المشاهد خلال الشهر الكريم، وكيف يمكن لقناة أن تسمح لنفسها بعرض مثل هذه الأعمال التي لا تجعلك تبتسم بل تشجعك على تطليق هذه القناة بالثلاث وعدم العودة لمشاهدتها لاحقا لأنها تصر على تكرار مثل هذه البرامج كل سنة في هذا الشهر الفضيل. المكان بلدية الجزائر الوسطى التي كانت مسرحا لهذا العمل، فبمساعدة عمال البلدية تجلس صحفية بالقناة وكأنها عاملة في قسم الحالة المدنية، تقف قبالة المكتب فتاة تضع نظارات ويأتي شخص لاستخراج وثيقة تخصه، وهنا تبدأ الحكاية تدعي الفتاة في سيناريو غير محبوك تماما وتقول أن الرجل الذي أمامها هو زوجها فينكر الشخص طبعا الأمر وينفي ما تتفوه به هذه المرأة التي تصر على كلامها وتطلق أي كلام على شاكلة ”حاشاك إذا أنت تتزوج بامرأة مثلي”، ”أنا لاكلاس والله لا يوصلك إذا تصحلك وحدة كيما أنا” وغيرها من الكلام المبتذل الذي لا يصلح ليعرض أمام الجمهور الجزائري، في خضم هذا تتصاعد لهجة الحوار فيقول لها الرجل اسكتي والا ضربتك، فترد المرأة ”ارفد عليا يدك وتشوف، طلقني، طلقني، طلقني، أنت ماتستاهلش واحدة كيما أنا”، أي كلام هذا ومن أين جاءت فكرة هذا العمل أن السائر في الوقت الحالي على قنواتنا تمرير أي شيء في شهر رمضان المهم ملء البرنامج ثم نقول عندنا شبكة برامجية ننافس بها باقي القنوات الأخرى، في حين أن قواعد المنافسة لا تكون بهذا الشكل وتقديم أشياء يمكننا القول بأنها تافهة ولا تصلح للعرض أصلا نظرا لغياب أي بعد فني فيها، حتى الجانب الترفيهي غائب تماما بل على العكس من ذلك مشاهدة عدد واحد منها يدفع المشاهد لعدم العودة اليها ومتابعة باقي الأعداد. والظاهر أن الشائع في الكاميرا المخفية في بعض القنوات الجزائرية بقيت على ما هي عليه دون تطوير المحتوى والبحث عن افكار جديدة تكون ترفيهية وخفيفة الظل على المشاهد، ما يسمح بمشاهدتها ومتابعتها حتى النهاية، ولكن هيهات مادام أن نفس الافكار تتكرر مع استنساخ واضح وصريح من بعض برامج الكاميرا المخفية في القنوات الأجنبية، ما يحيلنا لحتمية واحد، وهي غياب الإبداع الذي أصبح نادرا لكون أن الأمر لا يوكل لأصحاب المهنة بل مجرد بريكولاج وفقط.