ثمّن وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، على هامش ندوة صحفية أُقيمت لتقديم حصيلة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تلك الخطوات التي قام بها الديوان عندما أرغم كافة القنوات التلفزيونية، حتى تلك التي تعمل بالجزائر تحت صفة مكاتب لقنوات أجنبية، على دفع حقوق استغلال الأعمال التلفزيونية والسينمائية. وأثنى ميهوبي على جهود الديوان الذي أصبح مؤسسة محترفة في الدفاع عن حقوق المؤلفين، إلى درجة أنّ خدماته صارت مطلوبة من قبل العديد من الدول بغرض الاستفادة من التجربة الجزائرية في هذا المجال، كما تمّ تسجيل الكثير من طلبات الانضمام إلى الديوان من المبدعين غير الجزائريين نظرا لعضويته وتوقيعه على كلّ المعاهدات والمواثيق الدولية في مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة. إضافة إلى ذلك أكّد وزير الثقافة أنّ قطاعه يعمل بالتنسيق مع وزارة المالية من أجل تخصيص أحد المقرات الشاغرة التابعة للوزارة ووضعها تحت تصرُّف الديوان لتكون عيادة تُقدّم الخدمات الطبية الأساسية للفنانين عبر الوطن. وكشف ميهوبي، الذي دعا الديوان إلى فتح مكاتب تابعة له عبر بعض الولايات الجنوبية، أنّ خدمة التراث وتوثيق أعمال كبار الجزائريين، وإنشاء بنك خاص بالذاكرة الوطنية، يبقى من أولويات الديوان، حيث قام مؤخرا بجمع الأعمال الكاملة الخاصة ب 42 فنانا ووضعها تحت تصرُّف الجمهور. وفي سياق متّصل، قدّم حسين بن شيخ، المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حصيلة نشاطات الديوان خلال العام المنصرم، حيث بدأها بالإعلان الرسمي عن النتائج الأولية لعملية توزيع الحقوق على المؤلفين بعد أسبوعين من انطلاقتها، كاشفا أنّ البداية مسّت كلّ المؤلفين الذين استُغلّت مصنّفاتهم عن طريق 53 إذاعة محلية، جهوية ووطنية، إضافة إلى القنوات التلفزيونية العمومية، باستثناء القنوات التلفزيونية الخاصة التي ستتمُّ عملية توزيع حقوق استغلالها للمصنّفات على أصحابها قبل نهاية هذا الشهر. وتجاوز المبلغ الذي تمّ توزيعه 874 مليون دينار (حوالي 87.400 مليار سنتيم)، استفاد منه 4785 مؤلفا جزائريا. كما استفاد الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة من أكثر من 10.3 مليار سنتيم جرّاء عائدات حقوق استغلال المصنفات التراثية الجزائرية. كما تمّ توزيع 20.8 مليار سنتيم على المؤلفين الذين استُغلّت مصنّفاتهم الدرامية والتلفزيونية من طرف القنوات التلفزيونية. وكشف حسين بن شيخ أنّ عملية توزيع الحقوق على أصحابها تتمُّ وفق قاعدة بيانات إلكترونية، حيث ذكر عددا من الأسماء المشمولة بهذه العملية مثل الشيخ الحسناوي، عبد الكريم دالي، الهاشمي ڤروابي، دحمان الحراشي، بشطارزي، أحمد وهبي، عبد القادر لعزيزي (مسرحي)، جميلة عراس، عمار تريباش، رابح درياسة.. وذكر مدير الديوان أنّ حصة 12 فنانا فقط من هذه العائدات تجاوزت 10 مليار سنتيم، في إشارة إلى أنّ مستوى العائدات من حقوق التأليف أصبحت تُشرّف أصحاب الابتكار. وأطلق حسين بن شيخ أمام مجموعة من الصحفيين، نداء إلى كلّ المبدعين الجزائريين في شتى المجالات، من أجل المسارعة إلى انخراطهم ضمن قوائم الديوان لحماية مصنفاتهم والاستفادة من حقوق استغلالها، خاصة وأنّ الجزائر، مثلما يؤكّد، تُعدُّ أول بلد في مستوى الشفافية، وكذا في استغلال وتوزيع حقوق المؤلف والحقوق المجاورة. واستنكر حسين بن شيخ تلك الممارسات التي تقوم بها بعض المنصّات العالمية الموجودة على الأنترنيت مثل (اليوتوب)، حيث صارت تتجاوز الديوان، وتتوجّه مباشرة للتعامل مع كبار الفنانين من أجل استغلال مصنّفاتهم، مذكّرا أنّ هيئته مرتبطة بعقد مع (اليوتوب)، غير أنّ عائداته المادية تبقى ضعيفة، وهذا ما دفع الديوان إلى اتّخاذ قرار بعدم توزيع الحقوق على المؤلفين حتى تتّضح الأمور، مثلما أضاف. وفي الأخير، أُعطيت الكلمة لبعض الفنانين المنخرطين ضمن قوائم الديوان لإبداء آرائهم، حيث أكدّ رابح درياسة عميد الفنانين الجزائريين، الذي تُعدُّ مصنّفاته الفنية بالمئات، على أنّ ”..الديوان ليس دار صدقة، وليس بنكا”، وطالب درياسة بضرورة الحفاظ على إنتاجاته الفنية من الضياع لكونها تراثا وطنيا، نافيا أن يكون قد تحدث مع حسين بن شيخ عن الأمور المادية، لأنّ الماديات، حسب رأيه، تبقى في آخر اهتماماته.