l القضايا الجيو-الاستراتيجية في افريقيا وتحريرها من التبعية انطلقت اول امس الجمعة، بقصر المعارض الصنوبر البحري، نشاطات المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار، ضمن فعاليات الطبعة ال22 للصالون الدولي للكتاب المقامة بالجزائر العاصمة الى غاية 5 نوفمبر المقبل. وافتتحت ندوة حول التبادلات التجارية والاسهامات الحضارية من القرن التاسع الى القرن العشرين، اولى نشاطات مؤسسة ”لاناب” بقاعة الجزائر، بحيث تم طرح عدة مواضيع تهتم بالتبادلات التجارية والاسهامات الحضارية بين بلدان المغرب الاوسط ”الجزائر حاليا” وبلدان افريقيا الوسطى والغربية، من تيهرت الى تومبوكتو ودور الاخوة مكاري في هذه التبادلات، خاصة باعتبارهم رواد التجارة عبر الصحراء آنذاك، وايضا اهمية مخطوطات توات وقورارة والروحانية. ونشط الندوة كل من المؤرخ من جامعة ادرار، محمد حوثية، المتخصص في المخطوطات لمنطقة توات، رفقة المؤلفة وعالمة الاجتماع المختصة في علم الاقتصاد المغاربي، فاطمة الزهراء اوفريحة، اللذين ابرزا لهم المراحل التي كانت تعيشها بلدان الشمال الافريقي مع بلدان افريقيا الساحل، من تبادلات تجارية وعلمية ودينية وثقافية وانسانية، ودورها في التطور والنمو لهذه المناطق التي لعبت دور جد مهم في تطور ونمو البلدان الاوروبية ابتداء من القرن العشرين. وتحدث الباحث والمؤرخ والمتخصص في المخططات، محمد حوثية، خلال المحاضرة الاولى لبرنامج اناب الثقافي، عن المخططات الموجودة حاليا بأدرار، واهمية رقمنتها وحمايتها وكذا استرجاع المخططات العديدة التي سلبتها فرنسا الاستعمارية، بحيث قامت فرنسا بأخذ المخططات المهمة التي تتحدث عن الفوقارات والابار والنسيج القبائلي بالمنطقة وايضا كيفية توزيع المياه، وتركت الا المخططات الدينية، واكد المؤرخ محمد حوثية على اهمية اكتشاف المخططات الموجودة حاليا لدى بعض العائلات، والتي من خلالها يمكننا تفسير وكشف الاقتصاد في تلك الحقبة بما كان يعرف بطريق ”الذهب والعبيد والملح”، وايضا بعض التبادلات الاخرى، على غرار الورق المستعمل لكتابة المخطوطات بمنطقة التوات التي تعرف بخزائن المخطوطات وكذا بتومبوكتو وبلاد السودان، فكانت تعتمد على الورق المصنوع بأوروبا وايضا بمنطقة تلمسان. وقدمت المؤلفة وعالمة الاجتماع المختصة في علم الاقتصاد المغاربي، فاطمة الزهراء اوفريحة، خلال المحاضرة، عن الاخوة مكاري الذين كانوا يعتبرون من رواد التجارة عبر الصحراء، بإنشائهم لنقاط تبادل تجاري، وتحدثت ايضا المختصة في علم الاقتصاد المغاربي عن استفادة القارة الاوربية من الذهب القادم من افريقيا في تطورها ونموها، وقالت فاطمة الزهراء اوفريحة انه لدى اكتشاف قارة امريكا اللاتينية من قبل الاوروبيين وجلب الذهب منها، وكذا استعمال البرتغاليين لطريق اخرى غير طريق الذهب البرية، والتي تمثلت في البحر، قتل التبادلات التجارية والطريق البرية بين بلدان افريقيا الغربية والساحل وبلدان المغرب الاوسط، واوضحت المتخصصة ان هذا اثر بالسلب على تطرو بلدان افريقيا ونموها. ونشطت مساء، امس، المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار، محاضرتين ضمن برنامجها الثقافي، الاولى تحمل عنوان فنون افريقية عصرية، تضمنت اربع محاور، الادب والنشر الافريقي والرسم والتصميم و السينما، نشطها كل من الاستاذ الجامعي المتخصص في الادب الافريقي المقارن، بن عودة لبداعي، رفقة المكتبي والناشر السابق سيد علي صخري والرسام والمصمم بلاستيك، زبير هلال، والصحفي والمخرج، سليم اقار، وهذا بهدف اطلاع الجزائريين بالآدب الافريقي والفنون العصرية والمشاكل التي تواجه في البلدان الافريقية في جانب النشر وتبادل النشر لكتاب جزائريين وافريقيين بين الجزائر والبلدان الافريقية، خاصة ان بلدان مثل نيجيريا وافريقيا الجنوبية نالت جوائز نوبل في الآداب. ودارت المحاضرة الثانية حول افريقيا في مواجهة التحديات الجيو-ستراتيجية في العالم، ومواضيع الارهاب والنفط وموجات الهجرة والتنمية المستدامة والتعاون ودولة القانون، نشطها كل من الدبلوماسي السابق والمؤلف ابراهيم رماني، والمؤلف واستاذ الديناميكا الحرارية والاقتصاد النفطي في المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالجزائر العاصمة، شمس الدين شيتور، واستاذ الاستراتيجية والاستشراف والجغرافيا السياسية للطاقة، مراد برور. وتهدف نشاطات المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار، عبر مواضيع النشاطات الثقافية، جزائر جذور افريقيا، هو الرجوع الى التاريخ الافريقي للجزائر، وعودت التبادلات التجارية والثقافية والانسانية بين بلدان افريقيا الغربية والجزائر، بحيث كانت التبادلات متواجدة منذ القرن التاسع، ومن بين التبادلات ايضا الدينية منها، بحيث كانت الدولة الرستمية اول من نشر الاسلام بدول غرب افريقيا، وايضا الحديث عن القضايا الجيو-الاستراتيجية في افريقيا وتحريرها من التبعية الاستعمارية.