أكد العديد من الناشرين المزمع مشاركتهم في معرض الدولي للكتاب الذي سيقام بساحة ملعب 50 جويلية أن التصريحات التي أدلى بها رئيس النقابة الوطنية للناشرين مؤخرا، والتي زعم فيها ان دور النشر الجزائرية سوف تقاطع المعرض الدولي للكاتب، وأن هؤلاء يتحفظون على مكان إقامة المعرض الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام قليلة، وقالت الناشرون في تصريح ل ''السياسي'' أن تلك التصريحات لا أساسا لها من الصحة، وأن تصريحات أحمد ماضي لا تلزمه إلا وحده، وأضاف الناشرون أن ماضي تكلم باسم النقابة وباسم الناشرين بصفة ارتجالية وفردية دون العودة إليهم• . الناشرون: تصريحات ماضي فردية هدفها زرع البلبلة والفوضى أوضح الناشرون أن التصريحات الصادرة عن ماضي جاءت عن نية فردية في زرع البلبلة والفوضى فيما يخص المعرض، وأبانت أن هذه الأخيرة لم تكن نابعة عن القناعة الجماعية لمجموع الناشرين، بحيث لم يلتزم رئيس النقابة أحمد ماضي بالدعوة إلى عقد جمعية عامة عادية، التي من المفترض أن تعقد كل سنة، قصد مناقشة التقرير المالي والأدبي وشرح برامج السنة، والمصادقة عليها، وقد وصفت دور النشر متمثلة في 45 دار، التصريحات بالتلاعبات السياسية الضيقة التي تهدف إلى الإخلال بالوضع الثقافي في الجزائر، وقد بين مجموع الناشرين في طليعتهم دار قرطبة ودار هومة ودار القلم والأوطان ودار الرشاد، بالاضافة إلى صصدار الرشد''، ''دار البلاغ''، ''دار النجاح''، صصدار التنوير''، ''دار الألفية الثالثة''، ''دار الأغا''، ''دار الإمام الثعالبي''، ''دار البركة''، صصدار القرآن''، ''دار الطلائع''، دار ''إبن الطفيل''، ''دار بغدادي''·· وغيرها رأيهم الصريح في التبرأ من جميع التصريحات التي تم الإدلاء بها كما جاء في البيان'' نتبرأ من جميع التصريحات الصادرة عن المكتب التنفيذي الحالي للنقابة، والتي نعتبرها فردية إلى حين العودة إلى العمل بالقانون الداخلي الواضح للنقابة'' كما دعا مجموع الناشرين بنبرة جادة وصريحة المدير الحالي للنقابة إلى التوقف عنه إطلاق التصريحات العشوائية باسم الناشرين· من جهة أخرى عرض الناشرون في البيان جملة من المشاكل التي تعترض طريق الناشرين وتؤثر على مهنة النشر في الجزائر والتي من بين أهمها الحقوق المالية العالقة، ودعوا بذلك إلى ضرورة الالتفات لهذا الجانب وتحمل مسؤوليتهم الكاملة، بدلا من الدخول في مسائل سطحية، بالاضافة إلى ضرورة الاستماع لانشغالات الناشرين وفتح باب الحوار، مما يتيح إنجاح المعرض السنوي للكتاب· وشدد البيان على معارضة التلويح بالمقاطعة الصادر عن رئيس المكتب التنفيذي للنقابة أحمد ماضي، ذلك بسبب نقل مكان المعرض إلى ساحة ملعب 5 جويلية، والذي حاول من خلاله الضغط على المحافظة للتراجع عن قرارها هذا، مؤكدين على ضرورة الدعوة إلى الحوار الجاد من أجل تجنب بعض النقائص التي تخللت الدورات السابقة، كما جاء في البيان'' أعلنا أننا لن نقاطع المعرض أينما أقيم''، ودعا البيان ذاته ''الناشرين المخلصين المحبين لمهنتهم التكتل من أجل وضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة والصادرة عن بعض أفراد المكتب التنفيذي بالدعوة صراحة إلى محاسبتهم بالطرق التي يسمح بها القانون الداخلي للنقابة'' للإشارة فإن وزارة الثقافة أكدت أنها لن تدخرا أدنى جهد لإنجاح المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، والرقي به إلى مستوى أفضل، خصوصا أن طبعة العام الماضي من المعرض، التي دشنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قد شهدت نجاحا كبيرا، ولاقت استحسان الناشرين الجزائريين والأجانب وكذا زوار المعرض الذين كان عددهم الكبير دليلا على الصدى الواسع لهذه التظاهرة التي أصبحت تقليدا ثقافيا بارزا في جزائر السلم والمصالحة الوطنية· ارتأت ''السياسي'' الاتصال بمجموعة من الناشرين من مدراء دور النشر الذين أجمعوا على أن ما يقوله ماضي يخصه وحده، ولا يحمل أي مصداقية أو موافقة من طرفهم، والتي من بين أهمها دار الأمة ودار هومة ودار الأوطان والدار الوطنية· حسان بن نعمان·· دار الأمة: ''أتحدى ماضي أن يحضر قائمة الناشرين الموقعين على البيان الذي صدر باسم النقابة'' أكد مدير دار الأمة من جهته أن البيان الذي صدر عن أحمد ماضي مدير دار الحكمة غير نابع عن إرادة الناشرين باعتبار أن هذا البيان قد استغل توقيع الناشرين على قائمة الحضور خلال الاجتماع المنعقد في رمضان الماضي، من أجل تحوير الموضوع إلى مقاطعة للمعرض الدولي للكتاب،وقد تعرض حسبه الناشرون إلى مؤامرة بغرض تغليط الرأي العام والدولة، والنتيجة حسب مايقوله هي '' بيان ال55 الصادر و الذي رفضت من خلال معظم دور النشر تصريحات ماضي، من خلال الارتجال السياسي الذي يطبقه'' وأضاف'' نحن لا نتعارض مع إقامة المعرض الدولي للكتاب في ساحة ملعب 5 جويليلة وإن كنا نفضل المكان السابق بقصر المعرض، ومن المفروض في مثل هذه المواضيع الاتصال بوزارة الثقافة والمحافظ اسماعيل أمزيان من أجل دراسة الأمر، ذلك أن ماضي أحمد صرح لوحده، وليس له الحق بأن يتكلم على لسان الناشرين قبل موافقتهم، ولا يتعدى ما أصدره سوى عن رأيه الشخصي، وهو حر في ذلك، أما أن يدخل نقابة كاملة في هذه المتاهات فهو ليس المستوى الذي تعمل به النقابة، وبالنسبة لوزارة الثقافة ·· فصحيح أنها قامت بمغامرة خارجة عن البرنامج، إلا أنها تتحمل مسؤوليتها لوحدها، فالوزارة تقوم بتنظيم المعرض سنويا، وهي تتحمل مسؤولية حسن التنظيم من عدمه، وما يحسب لها يحسب عليها، وهو ما وقع العام الماضي لوجود بعض النقائص، التي تم التعليق عليها قصد التحسين في المستوى، أما عن بيان النقابة السلبي فباسم كل الناشرين ال55 الموقعين في البيان، الذي نرفضه جملة وتفصيلا، كما نرفض مقاطعة المعرض الدولي للكتاب مهما كان مكانه'' ، وأكد في نفس السياق ل'' السياسي'' ان هذا النقاش الذي طرحه أحمد ماضي ماهو إلا غباء سياسي، وليس ثقافي، ومكمن الغباء يقع في مقاطعة عرس دولي دون منح البديل، فهو حسبه بيان ورأي لا يحكمه المنطق· أما فيما يخص مطالب الناشرين فقد أكد حسان نعمان أنه يفترض العمل على تنفيذها من طرف النقابة، وبما أن النقابة غائبة بسبب عدم الالتزام بالقانون الداخلي للنقابة، وعدم شرعية العملية الانتخابية، بدليل استقالة 81 دور نشر رسميا من النقابة، وكونت مايسمى بفوروم الناشرين، يتوجب إعادة النظر في التشكيلة التنظيمية، وقد طرح عدة تساؤلات منها: هل الناشر الجزائري الآن في 0102 أمام إشكال عرض الكتب في ساحة ملعب 5 جويلية؟ ثم لماذا تم تعميم البيان عبر الصحف، ألا يوجد مكاتب بوزارة الثقافة لمعالجة هذا الأمر؟ هل هي الثقافة أم السياسة؟ والإجابة عن هذا كله يقول'' هي مجرد بلبلة وفقاعات من أجل الظهور· الطاهر يحياوي·· مدير دار الأوطان: ''على ماضي الاهتمام بالنقابة، وليس التهريج فقط في موعد معرض الكتاب'' أكد من جهته مدير دار الأوطان الطاهر يحياوي أن البيان الصادر عن 55 ناشرا غير مزيف وأنه حقيقي، بحيث قام بالتوقيع عليه بنفسه، موضحا أن الهدف من البيان هو إصلاح هيئة الناشرين حتى تصبح هيئة قوية وفاعلة تضطلع بمسؤولياتها في تأسيس برنامج ثقافي ونقابي فاعل وبناء، يفيد الساحة الثقافية، ويفيد الكاتب والناشر معا، حيث يضيف في حديثه ل ''السياسي'' في الواقع كنا ننتظر أن تملئ جمعية الناشرين الفراغ الثقافي الحاصل في مجالات متعددة، غير أن هذا لم يتحقق منذ تأسيسها، وأنا شخصيا لست ضد أحمد ماضي، لكننا نريد تصحيح المسار بما يفيد أحمد ماضي نفسه كناشر، والناشرين الجزائريين والكتاب والساحة الثقافية الوطنية فنحن لا نريد أن يتحول دور جمعية الناشرين إلى مجرد هيئة تهريجية، تنام دهرا وتنطق كفرا، كلما تعلق الأمر بالمعرض الدولي للكتاب''· من جهة أخرى دعا الطاهر يحياوي الناشرين إلى إقامة علاقة تكامل مع وزارة الثقافة، مؤكدا أن الناشرين هم قوة ثقافية تتعاون مع الوزارة من أجل خدمة الثقافة الجزائرية ليس دون ذلك وليس غير ذلك، على حد تعبيره، واعتبر من جهته أن أهم وزارة للثقافة أقيمت بالجزائر هي وزارة خليدة تومي، التي استطاعت في عهدها تحريك صندوق دعم الإبداع، وتأسيس مشروع ألف كتاب في كل سنة، وأقيمت أكبر سنوات الثقافة الجزائرية والعربية والإفريقية، كما اهتمت بطرح مشروع المقروئية وعملت على تأسيس وإعادة بعث المكتبات العمومية والمتنقلة، من أجل دعم المقروئية، وخدمت اللغة العربية بإصدار العديد من المؤلفات العربية، كما استطاعت الوزارة خلال هذا العهد معالجة قضية الضرائب، والقصد هنا ليس تقييم دور الوزارة، إنما الهدف هو تثمينها خصوصا بعد احتضانها لأعمال الروائي الكبير الراحل الطاهر وطار، وهو التحرك الفعلي الذي كان ينتظر رغم الفراغ الثقافي الذي تركته سنوات المأساة الوطنية، بحيث حملت الوزارة على كاهلها مخلفات عقود من السنوات ومع ذلك استطاعت خدمة الثقافة الجزائرية· رابح بوكريش·· دار هومة: ''تصريحات ماضي جاءت لنشر الفوضى'' أكد من جهته مدير النشر دار هومة رابح بوكريش على سيرهم في نفس الخط ضد تصريحات أحمد ماضي التي جاءت لنشر الفوضى، داعيا إلى تعتيم العمل الثقافي الجزائري الذي يتطلب التكتل من أجل إنجاح بعض مشاهده المتمثل في المعرض الدولي للكتاب، مؤكدا أن دار هومة لن تقاطع أبدا المعرض، وهي ملتزمة بإنجاح هذه الطبعة ككل سنة· خيلة محمد·· مدير الدار الوطنية: ''لن نقاطع المعرض'' أكد من جهته مدير الدار الوطنية أنه لن يقاطع بصفته ناشرا المعرض الدولي للكتاب، بحيث أنه سيعمل على إنجاحه أكثر من السنوات الماضية، بحيث أنه لم ينكر العرض على أرضية 5 جويلية، إلا أنه كناشر فالمكان لا يشكل بالنسبة له إشكالا، وأكد أن المعرض سيقام حتما رغم ما تحاول بعض الأطراف القيام به، وأضاف أن المشاركة في المعرض أمر ضروري حتى '' لانزيد الطين بلة، باعتبار أنها تجربة عشناها للعديد من السنوات'' يقول، وكمثقفين شدد على ضرورة استعمال الأساليب المهنية والسلمية لحل النزاعات، والتخلي عن الحسابات الشخصية لإثراء الساحة الثقافية الجزائرية·