علمت ”الفجر” من مصادرها الخاصة من داخل محافظة معرض الجزائر الدولي للكتاب، الذي سيفتتح أبوابه للجمهور في ال22 من سبتمبر الجاري، أنّ فصولا جديدة من صراع الناشرين الجزائريين سينتقل إلى خيم المركب بعدما وعدهم المحافظ، إسماعيل أمزيان، بتقديم دعمه التام لاختيار رئيس جديد لهم والإطاحة بأحمد ماضي، الرئيس الحالي للنقابة. على ضوء هذه الوعود، سيجتمع عدد من الناشرين الذين يسعون منذ فترة للإطاحة بأحمد ماضي، وهم يمثلون ما يزيد عن 10 دور نشر ناشطة في الساحة الوطنية، من بينهم دار ”المعرفة”، دار”الكتاب العربي”، ”المكتبة الخضراء”، دار”الهدى”، في إطار مشاركتهم في الدورة السادسة عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب الذي ستنطلق فعالياته في ال21 من الشهر الجاري وتدوم حتى الفاتح من شهر أكتوبر الداخل، لتمرير رؤيتهم الجديدة للنقابة التي سيغيب ممثلها عن فعاليات هذه الدورة، رفقة عدد قليل من الناشرين، حسب ما أعلن عنه هؤلاء مؤخراً. وتشير مصادرنا إلى أنّ هؤلاء التقوا منذ أيام إسماعيل أمزيان وقدموا له نظرتهم المستقبلية للنقابة، حيث سيحاولون من خلال هذا الحدث الثقافي الهام الذي يتم في الجزائر، إلى الالتقاء بجميع الناشرين الجزائريين الذين يفوق عددهم ال120 ناشراً، والتشاور معهم حول مصير النقابة وتطلعاتها المقبلة، في ظل استحداث المركز الوطني للكتاب السنة الفارطة وهو المؤسسة التي ستتوالى دعم الكتاب، وتعمل جنبا إلى جنب مع الناشرين الذين ينتمون إلى النقابة الوطنية للناشرين الجزائريين، من إعطاء ديناميكية للنشر والتوزيع في الجزائر، ولن يتم هذا إلا في ظل عودة المياه إلى مجاريه داخل النقابة التي يرأسها ماضي. على صعيد آخر، تجري اليوم اتصالات حثيثة بين ممثل عن الناشرين المنشقين عن النقابة مع رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة، طالبوه فيها بضرورة ”طرد” الناشر أحمد ماضي من بهو الاتحاد بشارع ديدوش مراد، وإعادة عرضه للاستغلال من خلال أحد الناشرين المرموقين كما وعده هذا الناشر بمنحه ضعف المبلغ الذي منحه لهم أحمد ماضي، نظير استغلاله لبهو الاتحاد في بيع الكتب، التي تصدر عن دار نشر الحكمة، التي يديرها، وهو الطلب الذي لم يوافق عليه شقرة لحدّ كتابة هذه الأسطر، كما لم يرفضه، خاصة وأن هؤلاء الناشرين قدموا إغراءات كبيرة للرجل الذي يحاول عدد كبير من الفاعلين في الحقل الثقافي، إزاحته من منصبه، لأسباب يعرفها الجميع. وتضيف ذات المصادر أنّ شقرة في طريقه إلى الموافقة على مطالب هؤلاء الناشرين؛ خاصة إذا ما نجحوا في تمرير الرئيس الجديد للنقابة والذي سيكون مدير دار ”المعرفة”، فيصل هومة المرشح الوحيد لهذا المنصب. من خلال هذه الأحداث التي تحاك بين الناشرين الجزائريين وبين رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين من جهة، وبينهم وبين محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب من جهة ثانية، يتوقع أن يكون الدخول الأدبي الجديد في الجزائر مغايرا لما كان عليه في السابق.