حذرت مدير مصلحة الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشكين، من خطورة تطورات الأحداث حول إيران، لاسيما بعد التداعيات الأخيرة بشأن انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الاخير، داعيا إلى ضرورة تغليب العقل على اندفاع بعض القادة السياسيين. ونقلت قناة روسيا اليوم الإخبارية، عن ناريشكين، في تصريح صحفي على هامش اجتماع لمجلس رؤساء الأجهزة الأمنية لأعضاء رابطة الدول المستقلة: إن الوضع يتطور بسيناريو مقلق للغاية، والسبب هو انسحاب الولاياتالمتحدة مما يسمى بالصفقة النووية الإيرانية . وأضاف: من المهم أن تضبط الأطراف مشاعرها، ويجب منع تغلب اندفاع بعض القادة السياسيين على صوت العقل، والتحليل الرصين للأمر الواقع، والاستنتاجات الرصينة حول الطريقة الخطيرة التي يمكن أن تتطور بها الأوضاع، إذا اتخذ المرء قرارات متسرعة أخرى . وفي السياق ذاته، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن بلاده لن تنحني أبدا أمام الضغوط الأمريكية. وقال روحاني، في تصريحات في مقاطعة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران، إن الأعداء متوهمين بالتفكير في أنهم يستطيعون تحطيم صمود إيران في سعيها نحو تحقيق التنمية. ورغم ذلك، تزدهر إيران وتتطور خلال الأوقات العصيبة من ضغوط العقوبات. ونقل تليفزيون برس عن روحاني قوله: هذا رد حازم على البيت الأبيض، وعلى هؤلاء الذين يعتقدون أن بوسعهم جعل إيران تستلم أمام ضغوطهم. وتأتي تصريحات روحاني في ظل التوترات المتزايدة من احتمال نشوب مواجهة عسكرية مع الولاياتالمتحدة عقب إرسال واشنطن حاملة طائرات إلى الخليج العربي. وكان روحاني استبعد إمكانية اجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن القضايا المتنازع عليها بين البلدين والمتعلقة بالاتفاق النووي، في ظل الظروف الحالية. يشار الى أن المرشد الأعلى الإيراني، أية الله علي خامنئي، استبعد من جهته الاسبوع الماضي، امكانية اجراء أي محادثات مع حكومة الولاياتالمتحدة حول القضايا المتنازع عليها بشأن الملف النووي لطهران. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني في ماي من العام الماضي، وأعاد فرض عقوبات على قطاع الطاقة والقطاع المالي في ايران. وتسعى واشنطن إلى توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران من أجل كبح البرنامج النووي الإيراني ووقف تطوير إيران برنامج الصواريخ الباليستية ووقف سعيها لكسب نفوذ في المنطقة، فيما تؤكد طهران تمسكها بتطوير برنامج نووي لأغراض مدنية.