اختتمت مساء أول أمس بالجزائر أشغال الندوة ال17 لوزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز بالمصادقة على عدد من وثائق المؤتمر من بينها إعلان الجزائر . وجرت أشغال المؤتمر بمشاركة 60 وزيرا للخارجية وممثلين للدول الأعضاء بالحركة وعدد من مسؤولي المنظمات الدولية والإقليمية، حيث تم العمل من أجل الوصول إلى أرضية تفاهم شاملة حول القضايا ذات الإهتمام المشترك بما فيها مسائل التنمية التي تشكل هاجسا لجميع دول العالم النامي وقضايا الأمن والإرهاب العابر للأوطان. وأكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة في كلمة ختامية لأشغال هذا الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز أن روح الجزائر التي تبناها الوزراء ستعطي الدفعة القوية للمضي قدما نحو تحقيق أهداف الحركة. وأعرب لعمامرة عن يقينه أن روح الجزائر التي تبناها المشاركون هي ختام تصور مشترك ثري ومثمر نتيجة مجهود جماعي سخي وتضامن ستعطي لحركتنا الوثبة الضرورية للمضي قدما، وأضاف أن التحديات الأساسية والرهانات الحاسمة التي يتعين على مجموعتنا مواجهتها خلال الفترة القادمة تشكل معالم تتطلب من حركتنا مزيدا من التنسيق لتحقيق أهداف تجمع بين النجاعة وضرورة الوضوح السياسي . وأشار في هذا السياق إلى اجتماع اللجنة المشتركة بين دول الحركة ومجموعة ال 77 الجمعة بالجزائر ولأول مرة على المستوى الوزاري من شأنه أن يعزز إرادتنا على تضافر جهود مجموعتي الانتماء لتكون في مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقنا والاستجابة لتطلعات شعوبنا وهو ما اعتبره لعمامرة رسالة قوية مستمدة من هذا اللقاء الوزاري والمدولات الكثيفة والمثمرة لتطلعات شعوب الحركة. وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن مداولات وزراء الخارجية خلال الأشغال شكلت فرصة لإبراز شامل للمسائل ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى ان هذه المداولات من شأنها أن تؤطر تعاوننا وتعزز دور الحركة ووزنها في العلاقات الدولية . وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أكد في كلمة ألقاها باسم رئيس الجمهورية أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة تعد محطة نوعية في تعميق الممارسة الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون، مشيرا إلى أن أولوية خارطة طريق الحكومة الإصلاح الدستوري، كما دعا الوزير الأول عبد المالك سلال حركة عدم الانحياز إلى مواصلة التزامها الجماعي وتوحيد جهودها من أجل القضاء على آفة الإرهاب العابر للأوطان. وتوج اليوم الأخير من الاجتماع بالمصادقة على وثيقة الجزائر التي تختزل توصيات واقتراحات الخبراء ووزراء خارجية الدول الأعضاء، وأكد نبيل فهمي وزير الخارجية المصري تبرز قوة ملف التعاون خاصة في شقه الأمني، وهو وبعد يومين من اكتمال تمحيص اقتراحات الخبراء، برز إلى الواجهة الملف الأمني وقضايا السلم لتبرز معه تجربة الجزائر، ليأتي المؤتمر ال17 لحركة عدم الانحياز في سياقه الزمني الاستراتيجي.