إن كفاح الشعب الجزائري من أجل استعادة كرامته واسترجاع سيادته كان من منطلق الإيمان بإعادة بناء الدولة الجزائرية التي دمرتها الآلة الاستعمارية على مختلف الأصعدة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا غداة الاستقلال، وشارك الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في بناء مؤسسات الدولة وتسييرها. أما اليوم وبعد ربع قرن من اعتماد التعددية الحزبية وانسحاب الجيش من الساحة السياسية نهائيا، فقد تفرغ لبناء جيش عصري احترافي، يؤدي مهامه الدستورية، مع الحرص الكامل على النأي بنفسه عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية. إن القيام بهذه المهام بكل إخلاص، يتطلب الالتزام بما يمليه الواجب والقانون بكل انضباط، كما يستوجب الوعي بأن المحافظة على صورة ومكانة الجيش الوطني الشعبي وعدم إقحامه في مسائل لا تعنيه وهي بعيدة كل البعد عن مهامه والتزاماته، يعتبر واجبا وطنيا تمليه المصلحة العليا للدولة وتفرضه دواعي ضمان مستقبلها وحماية حدودها وحفظ سيادتها الوطنية وتوفير أسباب أمنها وتدعيم دفاعها الوطني، إنها الأهداف السامية التي تعي قيادة الجيش الوطني الشعبي قيمتها تسعى إلى تحقيقها وتجسيدها ميدانيا، فالجيش الوطني الشعبي، كان وسيظل حامي حمى الجزائر وحافظا لطابعها الجمهوري متمسكا بالمهام التي خولها له الدستور لا يحيد عنها أبدا مهما كلفه ذلك تضحيات في خضم الاحتفالات المخلدة للذكرى 52 لاستعادة السيادة الوطنية، يحتفل الجيش الوطني الشعبي، باختتام السنة التدريبية الجارية بتخرج دفعات جديدة من مختلف المدارس العسكرية، وذلك ضمن مسعى إصلاح التكوين وتطوير التدريب، سواء على مستوى التحضير القتالي أو اقتناء تجهيزات ومعدات ذات تكنولوجيا عالية، مما يسمح لقواتنا المسلحة بالارتقاء إلى مصاف الجيوش العصرية. وفي هذا الشأن، يقول الفريق نائب وزير الدفاع الوطني الشعبي ، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي: إن قيادة الجيش الوطني الشعبي تؤمن أشد الإيمان، بأن قواتنا المسلحة بلغت مستوى من النضج والتمرس المهني يجعل منها مرتكزا متينا لاستكمال مرحلة الاحترافية الكفيلة ببناء جيش عصري قوي واهبا نفسه للجزائر والجزائر فقط، التي تبقى، وستظل مركز اهتماماته وصلب تفكيره وجهوده، وفاء منه للأمانة والمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه تجاه الشعب والوطن . اليوم، وبمناسبة ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، من واجبنا تذكر شهداءنا الأبرار والانحناء بخشوع ووقار أمام أرواحهم الطاهرة، تقديرا لعظمة الوفاء وسمو درجات الفداء في سبيل حرية الجزائر واستقلالها وكرامتها. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار