في لقاء جمع المديرة العامة للمنظمة بوزيرة التربية الوطنية

اليونسكو تبحث كيفية تقاسم خبرة الجزائر في مكافحة التطرف والإرهاب
أشادت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «إيرنا بوفوكا» في لقاء جمعها بوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بخبرة الجزائر في مجال مكافحة التطرف والإرهاب خلال العشرية السوداء، مشيدة بما حققته الجزائر في هذا المجال، معربة عن رغبتها في البحث عن كيفية تقاسم هذه الخبرة.
ووصفت مسؤولة منظمة اليونسكو الأفكار التي طرحتها وزيرة التربية الوطنية في لقاء جمعهما على هامش انعقاد الدورة 39 لمؤتمر اليونسكو بباريس، الذي يستمر إلى غاية 14 نوفمبر الجاري، الأفكار التي قدمتها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بخصوص ما قامت به الجزائر من أجل عودة الأمن والاستقرار، ومكافحة التطرف بالمثيرة للاهتمام، بالنظر إلى التجربة الرائدة التي أضحت تتمتع بها الجزائر في هذا المجال، بعد أن جابهت لوحدها ظاهرة الإرهاب، كما أكدت ممثلة منظمة اليونسكو أن العلاقة التي تربط ما بين المنظمة والجزائر ممتازة، مع إمكانية تطويرها وتوسيعها، طالما أن الجزائر تتقاسم قيم المنظمة، بدليل أنها قامت بإدراج أجندة 2030 لليونسكو ضمن سياستها الوطنية، مبدية رغبتها في تطوير التعاون وترقيته إلى مستوى الورشات العديدة التي تم فتحها على مستوى منظمة اليونسكو.
كما تضمنت المحادثات ما بين الجانبين مناقشات بشأن البرنامج التنموي الرابع المتعلق بالتربية ومسألة الشمولية والتعليم النوعي، علما أن منظمة اليونسكو تسهر على تسيير وتنسيق التربية في إطار أهداف التنمية المستدامة المسطرة إلى غاية سنة 2030، والمصادق عليها سنة 2015 خلال انعقاد الدورة ال 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتعلق الأمر بإرساء رؤية جديدة حول التربية، تتضمن تغييرا في المنظور للتكفل بالأهداف المحلية، وخصائص مختلف الدول.
ومن جهتها أشادت بن غبريط التي تترأس الوفد الجزائري ضمن الدورة 39 للندوة العامة لليونسكو، بما حققته المديرة العامة للمنظمة خلال عهدتها المنتهية، وكذا بالجهود التي تبذلها اليونسكو من أجل الحفاظ على التراث الثقافي المادي واللامادي من جهة، وللمبادئ التي سعت إلى ترقيتها في مجال التربية، سيما ما تعلق بالشمولية.
وكانت وزيرة التربية قالت في كلمة ألقتها أمام المشاركين في الدورة، إن الجزائر حريصة على تحصين الشباب من خطاب التطرف واليأس بالنظر إلى التهديدات التي تواجههم، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعية، عن طريق إيجاد ظروف اجتماعية ومهنية مواتية، وإشراك الشباب باعتبارها أهم شريحة في المجتمع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد، وكذا من خلال حسن الإصغاء لها، وتوفير فرص العمل، موضحة أن الدستور الجزائري نص على استحداث المجلس الأعلى للشباب، الذي سيكون فضاء للالتقاء والتشاور والنقاش ما بين الشباب، مضيفة أن المجلس سيقدم خطط عمل ناجعة لتحيين وتطبيق السياسة الوطنية للشبيبة.
كما كان لوزيرة التربية لقاء مع نظيرها التونسي السيد «حاتم بن سالم»، حيث كشفت عن وجود ورشة ما بين البلدين لاستحداث مختارات أدبية مدرسية مغاربية، مذكرة بالملتقى التكويني الأول الذي جرى بولاية تيبازة، في حين سينظم الملتقى المقبل بتونس، بغرض توسيع مجال التعاون بالنظر إلى وجود عديد النقاط المشتركة بين البلدين، وفق ما أكدته نورية بن غبريط، في حين أفاد وزير التربية التونسي أن الطرفين سيعملان على ترقية التبادل في مجال التربية، بشكل يعود بالفائدة على الجانبين، مبديا رغبة تونس في الاستلهام من مرجعية الإصلاحات التي تم إرساؤها في الجزائر، بغرض الاستفادة من النموذج الجزائري الذي وصفه بالجيد، علما أن وزارة التربية الوطنية تواصل تنفيذ إصلاحات الجيل الثاني، التي تعد استمرارا للإصلاحات التي تم إطلاقها سنة 2002، بغرض تحسين نوعية التعليم، ومسايرة التطورات التي تشهدها البلدان المتقدمة في مجال التربية والتعليم.