طاقة ومناجم: "نسعى الى استغلال الأملاح الناتجة عن تحلية مياه البحر"    وهران: إيفاد لجنة من وزارة التربية الوطنية للنظر في أسباب سقوط سقف لقسم بمدرسة ابتدائية    استحداث 4 معاهد متخصصة في مجال المناجم قريبا    80٪ من الجزائريين يستفيدون من الانترنت    مساندة جزائرية مطلقة لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة    استعراض آفاق قطاعات النقل والرقمنة في الجزائر    ضرورة توفر وسائل إعلام قوية لرفع التحديات    الشفافية والصرامة في إعداد دفتر شروط التجهيزات الطبية    تطوير المنصة الرقمية للمستثمرين في الصناعة الصيدلانية    لا مفر من الرحيل عن ليل: بعد إهانة ليل.. صديق آدم وناس يكشف "المؤامرة "الفرنسية    «داربي» عاصمي واعد من أجل مكان في النّهائي    تضاعفت قيمة عمورة السوقية 4 مرات: سانت جيلواز.. عمورة للبيع لمن يدفع أكثر من 20 مليون يورو    اجتماع القادة.. لقاء ثلاثي بأبعاد إقليمية ومتوسطية    باتنة : الدرك الوطني بدائرة عين التوتة توقيف شخص يمارس السحر والشعوذة بأولاد عوف    الخطوط الجوية تعلن عن عرض جديد    تأسيس الجائزة الوطنية في علوم اللّغة العربية    تم معالجة 40 ألف شكوى تلقاها وسيط الجمهورية وطنيا    لا تزال الأزمة تصنع الحدث في الساحة الرياضية: بيان رسمي .. اتحاد العاصمة يعلّق على عدم إجراء مباراته أمام نهضة بركان    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    قصف ومجازر وسط القطاع واقتحامات للمسجد الأقصى    مطالب بحماية الشعب الصحراوي من الاضطهاد المغربي    العاصمة.. إحصاء 248 مشروع تنموي في مختلف القطاعات    برج بوعريريج.. مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 76 يرى النور قريبا    الأغواط : أبواب مفتوحة على مركز التدريب للدفاع المضاد للطائرات    المدرسة العليا للدّفاع الجوي..صرح علمي بكفاءات عالية    توظيف التراث في الأدب.. عنوان المقاومة..    البنك الوطني الجزائري: رقم الأعمال يرتفع بأكثر من 27 بالمائة في 2023    عبد الرشيد طبي : ضرورة تثمين الهياكل القضائية بتقديم خدمات نوعية للمواطنين    المنتخب الوطني يتعادل أمام نظيره التونسي    فلسطين: انتشار مكثف لجنود الاحتلال في القدس وغلق كافة الممرات المؤدية للمدينة    الإحصاء للعام للفلاحة : تحضيرات حثيثة بولايات جنوب الوطن    مسؤول أممي: نشعر بالذعر من تقارير عن وجود مقابر جماعية في غزة    السيد عطاف يؤكد أن الوضع المأساوي في قطاع غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر في مجلس الأمن    فرصة جديدة لحياة صحية    رأس الحمراء و"الفنار".. استمتاع بالطبيعة من عل    دعوة لإنشاء جيل واع ومحب للقراءة    بطولات رمز المقاومة بالطاسيلي ناجر..تقديم العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي الطويل "آق ابكدة .. شمس آزجر"    القضاء على إرهابي واسترجاع مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف بمنطقة الثنية الكحلة بالمدية    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    استدعاءات الباك والبيام تُسحب بداية من 9 ماي    ساهم في فوز فينورد بكأس هولندا: راميز زروقي يتذوّق أول لقب في مشواره    وزارة الفلاحة تنظّم ورشات لإعداد دفاتر أعباء نموذجية    القرار سينفذ هذا الصيف: منع كراء عتاد الاستجمام و زوارق النزهة بشواطئ عنابة    سطيف: تحرير شاب عشريني اختطف بعين آزال    مؤشرات اقتصادية هامة حقّقتها الجزائر    صعلكة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    90 % من الجوعى محاصرون في مناطق الاشتباكات    بن ناصر يُفضل الانتقال إلى الدوري السعودي    الشباب السعودي يقدم عرضا ب12 مليون يورو لبونجاح    مصادر وأرشيف لتوثيق الذاكرة بجهود إفريقية    الدورة 14 مرفوعة إلى الفنان الراحل "الرازي"    رفع مستوى التكوين والاعتماد على أهل الاختصاص    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الحلواجي» ..حرفة تقاوم النسيان في آخر حوانيتها بسيدي الجليس في قسنطينة
نشر في النصر يوم 18 - 05 - 2019

يعتبر عمي تواتي ، آخر صانعي الحلويات التقليدية بحي سيدي جليس بقلب مدينة قسنطينة العتيقة، التي هجرها معظم سكانها و حرفيوها، و لا يزال محله القديم، يستقطب الكثير من زبائنه الأوفياء الذين يأتون من مختلف مناطق الوطن خاصة في شهر رمضان ، للظفر بقطع «النوقا» و «الكاوكاوية» والفوندا» و غيرها من الحلويات التي تشتهر بها مدينة الصخر العتيق، كما يطلبها البعض من دول أجنبية، بعد أن سحرهم مذاقها المميز.
روبورتاج: اسماء بوقرن
عمي تواتي، يمارس حرفته منذ أكثر من 45 عاما، و لا يزال متمسكا بها، رغم تراجعها، متحديا كل الظروف و العراقيل، ليواصل إدخال الفرحة في قلوب زبائنه، الذين يأتون إلى سيدي جليس، خصيصا لاقتنائها و التلذذ بمذاقها الخاص، و كل ما يتمناه اليوم هو أن ينقلها إلى الأجيال الصاعدة ليحميها من الاندثار.
سلكنا أحد سلالم ممرات شارع العربي بن مهيدي «طريق جديدة» ، متجهين عبر منطقة تتوسط الأربعين شريفا و»الروتيار» نحو حي سيدي جليس العتيق الذي فقد بريقه و خصوصيته في شهر رمضان، نظرا لعمليات الترحيل التي شهدها ، لكنه لا يزال صامدا ، بالرغم من الانهيارات التي مست عددا من مبانيه القديمة، كما بقيت بعض دكاكينه المختصة في النحاس و الحلي التقليدية تصارع من أجل البقاء، حالها حال محل عمي تواتي الذي يقع قرب متوسطة محمد ولد علي، و المختص في بيع الحلويات التقليدية القسنطينية التي تعرف رواجا كبيرا في هذا الشهر الفضيل.
روائح الحلوى التي يبدع عمي تواتي في صنعها يدويا ، تفوح بسيدي جليس، و تسحر كل من تطأ قدماه الدكان الذي يخفي خلف جدرانه أسرار صنع حلوى «الكاوكاوية» و « النوقا» و « الفوندا» و « الحلقوم « التي عرضها على طاولة بمدخل المحل، في ديكور ارتسم في ذاكرة القسنطينيين بشهر رمضان، حيث تعتبر سيدي الجليس محطة أساسية خلال الشهر الفضيل ولا تحلو صينية القهوة دون تلك الحلوى التقليدية ، وقد خصص الفضاء الداخلي لتحضير الحلوى ، و تعليبها ، و وجدنا قطعا كبيرة من «الكاوكاوية» فوق طاولة تغطيها كتلة رخامية في انتظار اللمسات الأخيرة لتصبح جاهزة.
الحرفي رحب بنا بمحله المتواضع و سرد لنا قصته مع الحرفة التي ورثها عن والده ، و كان يرافقه بشكل دائم ما زاده شغفا بها و حماسا لمعرفة أسرار نجاح وصفاتها التقليدية، فكان المساعد الرئيسي لوالده إلى أن أصبح يصنعها بجودة عالية ، و حل بعد ذلك محل والده بعد أن بلغ من العمر عتيا.
و ظل الحرفي يصنع هذه الحلويات على مدار السنة ، و كان يقصده معظم أبناء المدينة و حتى من ولايات أخرى ، كميلة و سوق أهراس و سكيكدة ، و كان التجار يشترون كميات كبيرة لإعادة بيعها، لأنها لم تكن تصنع إلا بحي سيدي الجليس في سنوات خلت ، فيما يتلقى طلبيات من أجانب و مغتربين قبل حلول رمضان.
دكان إيواقوران جرجرة.. عمره أكثر من قرن
دكان إيواقوران جرجرة ..هو اسم المحل الذي كتب بالطلاء على واجهته، و لم تمحه عوامل الزمن و المناخ ، و عن أصل التسمية، قال لنا الحرفي بأن والده هو الذي أطلقها على المحل ، نسبة إلى المنطقة التي ينحدر منها بولاية بجاية، مؤكدا بأن عمر هذا الدكان تجاوز 120 سنة، و اشتراه والده من صانع حلوى آخر كان معروفا بسيدي جليس، موضحا في سياق آخر بأن اسمه الحقيقي زيدان مخلوف، و تواتي هو اسم الشهرة الذي أطلقه عليه أخوه ، نسبة للاعب سابق في فريق شباب قسنطينة ، لأنه كان يجيد لعب الكرة و من عشاقها.
سيدي جليس مهد الحلوى التقليدية يفقد بريقه
و أكد عمي تواتي بأن حي سيدي جليس العتيق يعتبر مهد الحلوى التقليدية، التي كانت تحضر أنواع كثيرة منها، لا تقتصر على النوقا و الكاوكاوية و الفوندا و الحلقوم، كما هو الحال الآن، و إنما تتعداها إلى صنع «حلوى الحوتة» و « سكر قورج» و « تفاحة الحب» و «الكوجاك» المخصصة للأطفال و غيرها، لكن معطيات السوق و الترحيلات أفقدت الحي بريقه و جعلت تواتي يكتفي بتحضير الأنواع التي تلقى رواجا في رمضان.
و عن سر صنع هذه الحلويات بنجاح قال المتحدث بأنه يكمن في طريقة تحضيرها و التحكم في درجات الحرارة عند طهيها ، مشيرا إلى أنه يعتمد على مقياس الحرارة ليضمن نجاح وصفاته.
و بخصوص مقادير و طريقة تحضير كل نوع من الحلوى، أوضح بأن تحضير الفوندا مثلا ، يتطلب السكر و الماء و ملون غذائي ومسحوق الحليب و النكهات الغذائية، و هي الفراولة و الليمون و الفستق، مع استعمال الفول السوداني «الكاوكاو» ، وتحضير النوقا ، يتطلب كمية من السكر وبياض البيض والفانيلا ، مع إضافة الفول السوداني و يتم طهيها في درجة حرارة تبلغ 180 درجة مئوية.
أما مكونات الكاوكاوية فتتمثل في السكر و الماء و مسحوق كريمة الكعك و حامض سيتريك و تصل درجة غليانها 150 درجة، و عن أسعار حلوياته قال بأن الكيلوغرام الواحد من الكاوكاوية و النوقا يبلغ 400 دينار.
أجانب سحرهم مذاقها و يطلبونها سنويا
و تابع المتحدث بأن نشاطه عرف تراجعا كبيرا على مستوى حي سيدي جليس في السنوات الأخيرة، خاصة بعد عمليات الترحيل التي مست هذا الحي القديم، ما جعل نشاط بيع الحلوى يعرف نوعا من الركود، و اضطره لحصر نشاطه في أيام الشهر الفضيل فقط، و غلق محله على مدار السنة، لأن سيدي الجليس يتحول ، حسبه ، إلى حي للأشباح لا تطأ قدمه رجل إنسان في بقية الشهور.
و أكد بأن حبه لهذه الحرفة ، جعله يتمسك بها رغم كل الظروف ، كما أن زبائنه الأوفياء يطالبونه بمواصلة نشاطه و يقصدونه في رمضان، و هو ما وقفنا عليه خلال تواجدنا بالمحل، كما أن هناك أجانب من فرنسا و بلجيكا و إسبانيا يطلبونها سنويا، كما أكد، بعد أن سحروا بمذاقها عند زيارتهم للجزائر.
تواتي دعا، في ختام حديثه إلينا، السلطات لتوفير محل تجاري مناسب له، ليتمكن من تعليم «الصنعة» للأجيال الصاعدة، باعتبارها موروث ثقافي قسنطيني عريق، حتى لا تندثر بعد أن غزت الأسواق مختلف الحلويات العصرية.
أسماء بوقرن
دردشة
الشاعرة و الروائية ربيعة جلطي
رمضان يخرج أغلب الناس من عزلتهم
الكاتبة والروائية ربيعة جلطي. تتحدث في هذه الدردشة الرمضانية، عن التغيير الّذي يُميز اليوميات خلال شهر رمضان، معتبرة إياه المناسبة التي يخرج فيها أغلب الناس من عزلتهم. كما ترى أنّنا نعيش سُباتا رمضانيًا ثقافيًا، مضيفة أنّ الخواء عمّ كلّ مجال بسبب غياب حرية الإبداع، ووجوب شرط التبعية و السذاجة والغباء و «البريكولاج»، مؤكدة في هذا الشأن أنّ الفن الجميل يأتي من تراكم التجارب والأزمنة.
دردشة/ نوّارة لحرش
. النصر: ما الّذي يتغير في يومياتك الرمضانية و في يوميات الناس خلال شهر رمضان؟
ربيعة جلطي: أعتقد أنّ التغيير في اليوميات بالنسبة لشهر رمضان، يتجلى في كونه يُخرج أغلب الناس من عزلتهم، فيلتقون دون مواعيد مسبقة عند بائع الخضر، وعند بائع التوابل، يتحدثون عن الغلاء وعن الحَراك، وعن المستقبل وعن الماضي، وعن لعبة الزمن و سخريته من كلّ شيء. يلتقون كأنّهم لم يفترقوا أبدا، حتى وإن كانوا لم يلتقوا من قبل أبدا.
تسعدني تلك اللقاءات والأحاديث الشعبية، بسيطة وعفوية، إلاّ أنّها ذات أبعاد ثلاثية و فلسفية وسياسية عميقة. ومن جهة أخرى أعتقد أنّ شهر رمضان بيومياته المتغيرة قد ينقذ بعض المثقفين، بفَتْقِه فقاعة «الإيغو» الضخمة العازلة لهم، و يسلُهم من الروتين القاتل، ويذكّرهم أنّ على الأرض سبعة ملايير و نصف من السكان، وسبع ملايير من المؤمنين، وخمسمائة ألف من اللادينيين، وهم أيضا يشبهونهم تمامًا في بحثهم المتواصل عن الخلاص من قلق الوجود، ومطاردة السكينة الروحية.
. ماذا عن يوميات المثقف الجزائري، هل هناك مقاهٍ أو نوادٍ تحتضن يومياته ونشاطاته و سهراته، أم أنّ ثقافة النوادي والمقاهي ستظل غائبة عن الفضاء الجزائري؟
ربيعة جلطي: في الجزء الثاني من سؤالك وُجدتْ الإجابة الدقيقة والصحيحة للجزء الأوّل منه. معكِ حق. مع الأسف ثقافة النوادي والمقاهي الأدبية عندنا شبه غائبة عن المشهد الثقافي الجزائري، إلاّ من بعض المبادرات المُصرة على البقاء على الرغم من الصعوبات. قد يكون من السهل إنشاء مقهى ثقافي كمكان، ولكن الصعوبة تكمن في خلق ذلك التجاذب (الغائب والمُغيب منذ زمن لأسباب سياسية)، بين المكان ورواده المحتملين، وخلق تلك اللهفة والرغبة المُلحة لالتحاقهم بالموعد الثقافي. وهذا يتطلب الحُرية، و العمل بحرية، كما يتطلب تراكم الوقت والتجارب. لكنّني أقول بتفاؤل: لم يعد الحال كالّذي مضى. في الأفق الثقافي ألوانٌ وأنوارٌ جميلة!
. في البلدان العربية، هناك نشاطات تتماشى مع شهر رمضان، و تتكيف معه ومع الأجواء الخاصة به، لكن العكس في الجزائر، فعادة تحدث عطلة ثقافية. لماذا برأيك هذا السبات الثقافي الّذي يتزامن مع كلّ رمضان؟
ربيعة جلطي: لأنّ مدلول فكرة القيمة ليس مُطلقا أبدا، أعتقد أنّنا نعيش فعلا سُباتا رمضانيًا ثقافيًا، ولكن ليس من بين الدول العربية من تميزت حقا بظاهرة النشاط الثقافي الخاص بشهر رمضان، واشتهرت بهذه الظاهرة. فإذا ما تحدثنا عن القاهرة مثلا، فعلا بها العديد من الشوارع الشعبية و الأزقة و المرافق لا تنام طيلة السنة، مفتوحة للعائلات و للمثقفين ولبائعي الكُتب المتجولين، وإنّ بعض مقاهيها بما فيها مقهى الفيشاوي التي زرتها لمرات عديدة مفتوحة لزوارها الكُثر و للسياح. قد يزيد نشاطها الليلي في شهر رمضان، إلاّ أنّه لا يتوقف خلال بقية شهور السنة. ذلك ما أحلم أن تكون عليه بلادنا بعد انتصار ثورتنا المبتسمة المتفائلة والسلمية.
. ما رأيك في شبكة البرامج الرمضانية في قنواتنا التليفزيونية؟
ربيعة جلطي: لا شيء يأتي هكذا دفعة واحدة. الابتكار والإبداع والاختراع لا يمكن أن يتحقق في مثل الظروف التي عاشتها بلادنا. أنتِ تتابعين منذ عشريتين ما حدث وتعلمين ذلك. كلّ من أظهر نجاحًا و تميزا في مجال ما إلاّ ويُبعد حتمًا عن الساحة، ويُعدم رمزيًا بالصورة والصوت. عم الخواء كلّ مجال بسبب غياب حرية الإبداع، ووجوب شرط التبعية والسذاجة والغباء والبريكولاج، الفن الجميل يأتي من تراكم التجارب والأزمنة.
. ماذا عن مستوى الدراما الجزائرية التي تُعرض حاليًا على قنواتنا. هل من مسلسلات لفتت انتباهك وشدتك لمتابعتها؟
ربيعة جلطي: و نحن في الأيّام الأولى لرمضان هذه السنة، لم أكوّن بعد فكرة متكاملة عما تميز في الدراما الجزائرية، و لم أقع بعد تحت سحر عمل ما. لا أزال أراوح بين مختلف القنوات، وبين المواد الدرامية التلفزيونية التي تقدمها.. ولأنّنا لا يمكن أن نحكم على كِتاب من عنوانه، و لا على عمل درامي من الجنيريك، و ربّما سأخبرك بضمير مُرتاح بعد أن أكوّن فكرة حقيقية وعميقة و عادلة عند انتهاء رمضان..
ن. ل
من الشاشة
غزت الفضائيات العربية واستقطبت نجوم الفن
كليبات إعلانية تنافس المسلسلات الرمضانية في نسب المشاهدة
تحقق الكليبات الغنائية التي تروج لمتعاملي النقال و تبث خلال شهر رمضان عبر الفضائيات العربية ، نسب مشاهدة عالية تنافس المسلسلات ، ما حولها إلى جزء من البرمجة وقلب موازين الإنتاج الموجه لهذا الشهر ، في ظاهرة وصفت بالتجارية المحضة ، فحتى وإن كانت تلك الومضات تعتمد على نجوم الفن وتحمل رسائل انسانية ، تظل مجرد حشو إشهاري أزعج المشاهدين خاصة وأن دائرته توسعت هذا العام .
شركات اتصالات عالمية ناشطة في الشرق الأوسط ، تنافس الأعمال الدرامية العربية بإعلانات ترويجية مصورة في شكل كليبات يؤدي أغانيها نجوم الفن ، و تأخذ حيزا زمنيا كبيرا في القنوات الفضائية ، و قد نالت إعجاب المشاهدين الذين لم يكتفوا بمشاهدتها عبر القنوات التليفزيونية، بل أصبحوا يعيدون مشاهدتها عبر يوتيوب ، فيما حملها البعض كرنة هاتفية .
أسلوب الإعلانات الدعائية المصورة في شكل كليب غنائي ، اختارته شركات الاتصالات ، خاصة الكبرى هذه السنة و بشكل كبير ، بالاعتماد على نجوم الفن لاستقطاب المشاهدين ، و يستغرق عرضها بين دقيقتين و أربع دقائق ، و تحمل عديد الرسائل.
و هي ظاهرة بدأت مع شركة واحدة تطلق منذ سنوات «كليبات» رمضانية مصغرة تحمل رسائل معينة على لسان أطفال ، وقد لاقت رواجا كبيرا وتحولت إلى «منتج» مهم ملازم لرمضان في الشرق الأوسط، لما تحمله من جوانب استعراضية ومؤثرات بصرية ، و عادة ما كان ينشط هذه الاستعراضات أطفال من عالم الفن وخارجه، وقد صنعت ومضة العام الماضي ضجة كونها تطرقت إلى حالة أطفال مناطق النزاعات والحروب ، لكن هذه الشركة حذت هذا العام حذو متعامل عالمي آخر ينشط في مصر يستعين بنجوم الفن في استعراض جماعي ، نافس الكليبات الخليجية ، ما دفع المتعامل الأول لأن يتعاقد هذا العام مع ثنائي غنائي يجمع نجمتي الغناء نجوى كرم و شيرين عبد الوهاب ، و يحمل عنوان «الدين تمام الأخلاق» و يهدف إلى نبذ التعصب الديني و يدوم عرضه أكثر من أربع دقائق ، و يعتمد على التصوير بتقنيات عالية ، مع تخصيص ترجمة بالإنجليزية.
كما صنع الحدث إعلان ترويجي موجه للسوق المصرية على شكل كليب غنائي مدته دقيقتان بعنوان «جمع حبايبك» من أداء الفنان عمر دياب و حقق 23 مليون مشاهدة على يوتيوب ، و شارك في تمثيل مشاهده عدد كبير من الفنانين المصريين ، و يدعو في مضمونه إلى التكافل بين الأصدقاء و يشجع على صلة الرحم و توطيد العلاقات بين الأصدقاء ، و هو ما اعتمدته أيضا شركة أخرى ، أطلقت كليبا غنائيا بعنوان «فرق كبير» جمع كل من تامر حسني و نانسي عجرم ، مدته 3 دقائق ، و قد حقق نسبة مشاهدة تجاوزت سقف 7 ملايين على يوتيوب.
موجة الكليبات الغنائية اجتاحت أيضا القنوات الخليجية ، حيث اعتمد في ومضة أخرى على فريق سلسلة «قرقاشة» الشهيرة في تصوير كليب غنائي ، مدته أربع دقائق ، و حقق 4 ملايين مشاهدة على يوتيوب .
هذه الموجة الدعائية وإن حققت نسب متابعة عالية على الانترنت لكن تخللها للبرنامج الرمضاني في الفضائيات أزعج متابعي المسلسلات و البرامج ، سيما وأن وقتها طويل ويخلق الملل لدى المشاهد سيما في أوقات الذروة ، حيث هناك من نددوا بالمبالغة في الإشهار واعتبروا باقي البرامج مجرد ديكور لتمرير تلك الومضات الطويلة التي تحولت إلى محطة أساسية خلال هذا الشهر.
أ بوقرن
صوموا تصحوا
البروفيسور محمد بلحاج مختص في الطب الداخلي
عوامل نفسية عائلية تحول دون امتناع مرضى السكري عن الصوم
كشف البروفيسور محمد بلحاج، أن عوامل نفسية قد تتدخل في عدم اقتناع مريض السكري ، خاصة «الصنف 1» ، بأنه يجب أن يمتنع عن الصيام، بالنظر للخطر الذي يهدده و قد يدخله مصلحة الإنعاش في أية لحظة.
هذه العوامل النفسية، وفق المتحدث، سببها أفراد العائلة الذين لا يولون أهمية لوجبات المريض في رمضان، أي لا يحضرون له وجباته مثل باقي أيام السنة، و منهم من يكتفون بإعطائه بعض الأكل الذي لا يساعده على تعديل و ضبط نسبة السكري في الدم، بسبب انشغالهم بتحضير أطباق الصائمين.
هذا ما استقاه البروفيسور بلحاج من بعض المرضى الذين يتمسكون بالصيام، حتى لا يشعرون باختلافهم عن باقي أفراد العائلة أو يشعرون بأنهم أعباء عليهم، مما يخلق لديهم عقدة النقص، و دعا المتحدث إلى ضرورة مراعاة هذا الجانب المهم لحماية صحة مريض السكري، خاصة في رمضان.
و حذر المتحدث مرضى السكري من الصيام، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، التي تتسبب في جفاف الجسم، و بالتالي انسداد أوعية الدم، وصولا لحدوث جلطة دماغية أو قلبية، مما يتسبب في وفاة عدة مرضى بالسكري خلال رمضان، حيث تنخفض نسبة السكري لديهم إلى 0،70 غ ، وهي النسبة التي يجب أن يتفاداها المريض بالإفطار، لأنها تنذر بنفاد مخزون السكري في الكبد، وبالتالي يجب تعويضه مباشرة، و كذا مخاطر ارتفاع نسبة السكري ل 3 غ ، خاصة بعد الإفطار و تناول السكريات و الدسم.
و نبه البروفيسور إلى ضرورة مراجعة الطبيب المعالج على الأقل شهرا قبل رمضان، حتى يضبط نسبة السكر و يعدلها و يأخذ نصائح الطبيب بعين الاعتبار بما يساعده على الصيام المريح أو الإفطار الضروري، خاصة لشرب الماء، و من أجل الوقاية يجب قياس السكري بمعدل 5 مرات يوميا.
و أضاف الطبيب أنه من العادات غير الصحية في طريقة صوم الكثير من الجزائريين، هي أنهم يتناولون 80 بالمئة من الأكل عند الإفطار و 20 بالمائة توزع بين السهرة و السحور، و يجب على مريض السكري تجنب ذلك، حتى لا يتسبب في خلل في نسبة السكري في الجسم.
عليه توزيع الوجبة على مراحل وخاصة تأخير السحور وتناول ما يساعده على الصيام دون مضاعفات، كأن يتناول طعاما يحتوي على القليل من الدسم، وخاصة شرب الماء، كما أكد المتحدث، مشيرا إلى أن هذه الطريقة ينصح بها حتى الأصحاء، حتى لا يمرضوا، مضيفا أن دراسة حول عادات الأكل في رمضان أظهرت أن 25 بالمئة من الصائمين يتضاعف وزنهم و 25 بالمئة يقل وزنهم و 50 بالمئة يحافظون على وزنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.