توفي السيد محمد لخضر خلاصي، أحد أعيان مدينة قالمة و شاهد على مجازر ماي الأسود التي عرفتها مدن و قرى المنطقة و مداشرها قبل 74 عاما. الفقيد رحل إلى عالم الأبدية، أول أمس الاثنين، عن عمر يناهز 83 عاما، تاركا وراءه فراغا كبيرا بين أهله و بقايا رجال الحركة الوطنية و الثقافية و العلمية القدامى بالمدينة التاريخية العريقة، التي أنجبت الكثير من الأبطال في مجال المقاومة و النضال و العلوم و المسرح و الأدب. و كانت النصر قد استضافت الفقيد في مكتبها بقالمة شهر أفريل 2018، عندما أنجزت ملفا كبيرا حول مجازر ماي الأسود بقالمة و أدلى الفقيد بشاهدة حية حول تلك المجازر ستبقى مصدرا للتاريخ و الأجيال القادمة. و لم يتردد الرجل في مرافقتنا و مساعدتنا على إنجاز هذا العمل التاريخي و قادنا إلى منزل عبد الله يلس، أحد الشهود و جرحى تلك المجازر الرهيبة، التي بقيت عالقة في أذهان محمد لخضر خلاصي و السكان الذين عايشوها إلى اليوم. و كان الفقيد من بين أحسن كوادر ثانوية محمود بن محمود العريقة و عضوا بارزا في جمعية 8 ماي 1945 بقالمة و كذا عضو منظم لملتقيات كاتب ياسين التي كانت تعقد بقالمة و تجمع كبار الأدباء و الباحثين من مختلف أنحاء العالم.