أنعش فتح الطريق السيار شمال– جنوب، في شطره الرابط بين المدية والبليدة، الحركة السياحية بالشفة والحمدانية، بعد أن اختفت مظاهر ازدحام السيارات التي كان يشهدها الطريق الوطني رقم 01 سابقا، حيث يعتبر هذا الطريق بوابة الصحراء والولايات الجنوبية نحو الشمال، ولهذا كان يعرف حركة ازدحام كبيرة لدرجة أن تجاوز مسافة تقل عن 10 كيلومتر كان يتطلب ساعتين من الزمن خاصة خلال بدايات و نهايات الأسبوع، لكن بعد فتح الشطر الجديد من الطريق السيار، خف الازدحام كثيرا بالشفة وتحول الطريق الوطني رقم 01 إلى قبلة السياح فقط، الذين يقصدون جبالها والوادي للتمتع بمناظره الجميلة و رؤية القردة فضلا عن السباحة في الوادي. ويشهد هذا الطريق منذ تدشين الشطر الجديد هدوء كبيرا، بفضل تراجع الازدحام، ما سمح للعائلات التي تقصد المكان بقضاء أوقات جميلة، كما قامت السلطات المحلية بعد تدشينه بفتح مواقع جديدة للسياح محاذية للوادي، وكانت هذه المواقع مغلقة قبل فتح المعبر، وذلك لتخفيف ازدحام السيارات، حيث أن كثرة الركن على حافة الطريق والدخول والخروج نحو بعض المواقع المحاذية للوادي، كان يتسبب في حركة ازدحام كبيرة، كما يشكل ذلك خطرا على السائقين و الراجلين، أما اليوم فقد زالت جل هذه المظاهر وتحول الطريق الوطني رقم 01 ، في شطره بين الشفة والحمدانية إلى موقع سياحي بامتياز، لا يقصده إلا السياح للتمتع بجمال الطبيعية وشلالات المياه المتدفقة من أعلى الجبل، أو استغلال موسم الاصطياف لمرافقة الأطفال للسباحة في الوادي حيث تفضل أغلب العائلات المقيمة بالمناطق المجاورة، وادي الشفة وجباله الخضراء ومياهه الصافية على شواطئ البحر، التي تشهد اكتظاظا خاصة في نهاية الأسبوع. وعلى الرغم مما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية خلابة تميزها الجبال العالية، والطريق الذي يمر أسفل الوادي وسط جبلين، فضلا عن الشلالات و القردة، إلا أن هذا الموقع الساحر بحاجة إلى تهيئة و تحسين لاستقطاب السياح أكثر، إذ يحتاج الموقع إلى فضاءات لراحة العائلات، وسلالم للنزول إلى الوادي. في نفس الوقت، على الرغم من الآثار الإيجابية العديدة للطريق السيار بعد فتح المعبر الجديد، إلا أن هذا الإجراء انعكس سلبا على نشاط أصحاب المطاعم بالشفة والحمدانية، بحيث كانت تشهد إقبالا كبيرا طيلة أيام الأسبوع، من طرف مستعملي الطريق الوطني رقم01 القادمين من ولايات الجنوب أو المتوجهين نحوها، لكن المعبر المستحدث، قلل من حركة السيارات ما قلل عدد الزبائن باستثناء نهايات الأسبوع التي تكون الحركية خلالها كبيرة عادة.