دعت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين إلى عدم التهافت على اقتناء السلع، واستغلال جائحة كورونا للتحوّل من الاستهلاك العشوائي إلى الاستهلاك الذكي و الانتقائي، وحثّت التجار على الابتعاد عن التخزين الاحتكاري للسلع والمضاربة في الأسعار، مع احترام الشروط الصحية لمنع انتشار فيروس كورونا. و أصدرت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين مع حلول شهر رمضان مجموعة من التوصيات لفائدة المجتمع التجاري، دعت من خلالها المنتجين والتجار إلى احترام القوانين المتعلقة بممارسة الأنشطة التجارية، وقواعد حماية صحة وسلامة المستهلكين، كما حذرت من تخزين المواد الغذائية بغرض رفع أسعارها، أو ما يعرف لدى المختصين بالتخزين الاحتكاري. وناشدت الفيدرالية التجار للتحلي بالسلوك التضامني، خاصة مع الأسر التي توقفت مداخيلها بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، بتخفيض هوامش الربح، للمساهمة في التخفيف من الآثار الاقتصادية التي تكبدتها عديد الأسر بسبب جائحة كورنا ، مع تحفيز البيع الترويجي لدعم القدرة الشرائية للمواطن البسيط، وتوسيع وتنويع قنوات و فضاءات البيع، في ظل الالتزام بالإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا، من بينها التباعد الاجتماعي، ومنع الطوابير أمام مداخل المحلات التجارية و المخابز، خاصة بالمدن ذات الكثافة السكانية العالية. كما حث التنظيم الأفراد على ضرورة تغيير النمط الاستهلاكي، واستغلال التحولات الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، بالتخلي عن الاستهلاك التقليدي أو العشوائي المستنزف للموارد و المداخيل، والتوجه نحو الاستهلاك الذكي باقتناء الحاجيات اليومية اللازمة، لترشيد النفقات وتحفيز الادخار وكذا التخفيض الإرادي للاستهلاك بضمان ديمومة الموارد الغذائية. وحذرت الفيدرالية من الاصطفاف في طوابير طويلة عشوائية لا يتم فيها احترام مسافة الأمان، المحددة بواحد متر على الأقل، كما دعت إلى عدم التهافت على المواد الغذائية والوثوق بقدرة السوق على تلبية كافة الحاجيات، مع اتخاذ قرار الشراء في البيت، وضبط قائمة المشتريات مسبقا قبل التوجه إلى السوق، وتفادي أوقات الذروة واقتناء المواد غير ضرورة، والالتزام بتكليف عضو واحد من الأسرة باقتناء الحاجيات اليومية، وتفادي التجول في الفضاءات التجارية والعودة بسرعة إلى البيت، والتخلي عن شراء المواد غير الضرورة كالأواني المنزلية والحلويات وغيرها. اقتراح تنظيم تليطون لفائدة الأسر المحتاجة وترى الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين بأن الوضع الاقتصادي الحرج الناجم عن تفشي فيروس كورونا، أكبر من أن تتحمله الدولة لوحدها، لذلك فهي تقترح مساهمة الجميع في تخفيف الأعباء والضغوط الاجتماعية و الاقتصادية، والتحلي بمزيد من الصبر والتلاحم والتعاضد، وتعزيز أواصر التضامن والتكافل خلال هذا الشهر الفضيل. واقترح المصدر إطلاق حملة تبرعات وطنية أو ما يعرف ب «تليطون» عبر كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الخاصة والعمومية تضامنا مع العمال الذين فقدوا مصادر دخلهم، كما دعا السلطات العمومية إلى اغتنام الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد وكافة دول العالم، والتي أدت إلى انهيار أسعار النفط وتراجع العائدات من المحروقات، لبناء اقتصاد وطني متنوع ومتحرر من التبعية للمحروقات، مع المبادرة بإصدار سندات خزينة ودعوة المواطنين للاكتتاب فيها و شرائها، للمساهمة في التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية. ومن ضمن مقترحات الفيدرالية، إعداد مخطط وطني للطوارئ يقوم على فرضيات استمرار تداعيات الجائحة على المدى القصير والمتوسط و البعيد، وإنشاء خلايا للتفكير والتدبير على مستوى كل وزارة، لاقتراح الحلول ورصد الحاجيات المختلفة للسكان، خاصة الطبقات المعوزة والعمال اليوميين، فضلا عن المسنين والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة. وحث التنظيم أيضا وسائل الإعلام على القيام بدورها في توعية الأفراد بأبعاد الأزمة الاقتصادية، باعتماد استراتيجية إعلامية تقوم على تقديم برامج تلفزيونية وإذاعية متنوعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ينشطها أطباء ومختصون في علم الاجتماع والنفس والتربية والفقه، لنشر الوعي الصحي، والتدريب على التعلم عن بعد وإدارة الوقت لمرافقة جهود الأساتذة الذين سخروا وقتهم لدعم التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة، ومساعدة الأفراد على تجاوز الآثار النفسية والاقتصادية نتيجة طول فترة الحجر الصحي. لطيفة بلحاج