مدرب الفئات السنية لنادي الفيصلي زوبير موباني للنصر

بلماضي قادر على قيادتنا لإنجازات أكبر وبوقرة سيحذو حذوه
يرى مدرب الفئات السنية لنادي الفيصلي السعودي زوبير موباني، أن الناخب الوطني جمال بلماضي، قادر على قيادتنا لإنجازات أكبر، مؤكدا في حواره مع النصر، أن الدولي السابق مجيد بوقرة المعين مؤخرا على رأس المحليين، سيسير على منوال بلماضي، كما تحدث ابن مدينة سطيف عن مشواره كمدرب، ومساهمته في تكوين عدة أسماء، ونقاط أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.
*بداية أين تتواجد الآن، وهل عدت لأرض الوطن رفقة من تم إجلاؤهم أم أنك لا تزال عالقا بالسعودية؟
الحمد لله لقد تمت أخيرا عملية إجلائنا، حيث عُدنا في الأيام الماضية لأرض الوطن، بعد معاناة دامت لخمسة أشهر كاملة بالمملكة العربية السعودية، نحن الآن نتواجد بمركب الغزال الذهبي بوادي سوف، أين نخضع لعملية الحجر الصحي لمدة أسبوعين، على أن نلتحق بعدها بأهالينا بعد التأكد من سلامتنا من فيروس كورونا.
*كيف قضيت الفترة الماضية بالسعودية، خاصة مع تفشي فيروس كورونا والرغبة في التواجد إلى جانب العائلة بالجزائر، في هذا الظرف العصيب؟
لا أخفي عليكم، لقد عشنا الجحيم طيلة الفترة الماضية، إلى درجة أن البعض ممن كانوا عالقين معي باتوا مهددين بالانهيارات العصيبة، على اعتبار أنهم لم يقووا على تحمل إجراءات الحجر الصحي الصارمة بالمملكة العربية السعودية، خاصة وأنها تزامنت مع عدم تلقي الرواتب، لقد بعثنا بعدة نداءات للعودة إلى الجزائر، غير أن العملية تأخرت، في ظل العدد الهائل للجزائريين العالقين بالخارج.
بلايلي ضحية مؤامرات في الأهلي وقيمة تحويله فجرت غيرة زملائه
*السلطات الجزائرية قامت معكم بالواجب، من خلال إجلائكم حتى ولو تأخر الأمر، ما تعليقك؟
كل الشكر للسلطات الجزائرية على الاهتمام برعاياها بالخارج، والقيام بعملية إجلائهم، ولكن لا يجب أن نخفي حجم الضغوطات التي عشناها طيلة الفترة الماضية، خاصة وأننا انتظرنا لقرابة خمسة أشهر كاملة، كما أن إجلاء أشقائنا العرب زاد من حيرتنا، ولكن الحمد لله على كل حال، فنحن الآن بأرض الوطن، ولم تبق سوى أيام قليلة من أجل الالتحاق بذوينا، الذين اشتقنا لهم كثيرا ونود الاطمئنان على حالهم.
*هل عقدك مستمر مع نادي الفيصلي أم أنك في نهاية ارتباطك مع هذا الفريق ؟
أنهيت كافة التزاماتي مع فريق النادي الفيصلي، وقمت بإجراءات الخروج النهائي، في ظل ارتباطاتي بالجزائر، بحكم عملي كإطار في وزارة الشبيبة والرياضة، أنا الآن حر من أي التزام، وسأحسم مستقبلي في الأسابيع القادمة، بعد الركون للراحة.
كيف تقيّم تجربتك مع الفريق السعودي؟
كانت تجربتي مع شبان نادي الفيصلي ناجحة للغاية، وقضيت موسمين أكثر من رائعين، كللا بتحقيق إنجاز باهر يتمثل في قيادة فريق الأواسط إلى الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخ هذا الفريق، أنا محظوظ بهذه التجربة الرائعة، التي مكنتني من اكتساب خبرة أكبر في مجال العمل مع الشبان، خاصة وأنني وجدت كافة ظروف العمل المناسبة، لأؤكد بأن المدرب الجزائري كفء، ويستحق أن يعمل في المستوى العالي، ويكفي أن التقني الجزائري ترك بصمته في السعودية، بداية من رضا بن دريس ومشحود سفيان وعز الدين أوكريد وعبد الهادي قايم.
عملي مع الشبان مكنني من تكوين نجوم بارزة في شاكلة درفلو وسعيود
*هذا الصعود والانجاز المميز، لم يدفع مسؤولي النادي للتمسك بخدماتك وعدم السماح لك بالمغادرة؟
صراحة، كان لي حديث مطول مع رئيس الفريق والمشرفين على الفئات السنية، من أجل دفعي لتجديد عقدي، كونهم راضين للغاية بالعمل الذي قمت به على مدار موسمين، غير أنني رفضت كافة المقترحات، في ظل ارتباطاتي في الجزائر، حتى ولو أنني لم أغلق كافة الأبواب مع هذا الفريق، إذ بالإمكان أن نتفاوض مجددا ولكن بعد الركون للراحة، والاستمتاع مع عائلتي التي اشتقت لها.
*بحكم عملك في السعودية، كيف ترى مستوى الكرة هناك مقارنة بنظيرتها الجزائرية؟
من جانب الإمكانيات، الفرق السعودية تحوز على مرافق ضخمة وشروط العمل متوفرة، بدرجة كبيرة حتى في الفئات السنية، ولكن من الجانب الفني هناك فروقات شاسعة، خاصة على مستوى الأصاغر، فالجزائري أكثر موهبة، والنوادي السعودية حريصة على إبرام تعاقدات كبيرة في الفرق الأولى، مما يجعلها على مستوى عال، خاصة إذا ما علمنا بأن القوانين تسمح بجلب ثمانية أجانب.
*الأندية السعودية مهتمة بخدمات اللاعبين الجزائريين خاصة حراس المرمى، كيف يقيّمون مستوى مبولحي وعسلة وزغبة وبوصوف؟
الأندية السعودية حريصة على التعاقد مع اللاعبين الجزائريين، في ظل إدراكها بمستواهم العالي، غير أنها تخشى من الجانب الانضباطي، في ظل ما يعرف بالعقلية الصعبة لدينا، وإن لم يكن هذا الأمر شائعا لرأينا أعدادا أكبر للجزائريين بالفرق السعودية، ولو أنه ما بات يعرف مؤخرا هو تألق حراس المرمى، في وجود حامي عرين الخضر رايس وهاب مبولحي الذي يعد الحلقة الأبرز في نادي الاتفاق، فهو الآمر الناهي، وأسرة الفريق ككل تأخذ برأيه، في ظل خبرته الواسعة، وحتى عسلة وزغبة يحظيان بمكانة خاصة، كونهما أبانا عن مؤهلات كبيرة.
عدنا أخيرا للجزائر ونقضي فترة الحجر بمدينة وادي سوف
*من وجهة اعتقادك، ما هي أسباب عدم تأقلم صانع ألعاب الخضر يوسف بلايلي، مع نادي الأهلي رغم مؤهلاته وإمكانياته الكبيرة؟
أمور عديدة كانت وراء عدم بروز نجم الخضر يوسف بلايلي مع نادي الأهلي السعودي، في مقدمتها نمط المعيشة الموجود بالمملكة، مقارنة بما تعود عليه ابن الباهية وهران في الجزائر وتونس، كما أن هناك أمور داخل الفريق حالت دون تأقلم بلايلي مع ناديه الجديد، والمتمثلة في عدم تقبل زملائه التعاقد معه بذلك المبلغ الضخم، وبصريح العبارة تعرض لاعبنا الدولي، إلى مؤامرات قادها أعضاء الطاقم وبعض اللاعبين، وهو ما أفقده الرغبة في اللعب، وهو ما ظهر واضحا وجليا للجميع، إذ تابعت كافة مبارياته، ووصل الحد إلى عدم التمرير له.
*ماذا يحدث لصخرة دفاع الخضر جمال بلعمري مع ناديه الشباب، بعد أن باتت مشاكله مع المسيرين في الواجهة؟
جمال بلعمري مدافع من طينة الكبار، وهو ما أكده مع ناديه الشباب وحتى مع المنتخب الوطني، الذي بصم معه على أداء خرافي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، وهنا سأكون صريحا معكم وسأميط اللثام عن قضية تثير استيائي كثيرا، وتتمثل في المعاملة التي يحظى بها اللاعبون العرب في السعودية، مقارنة بنظرائهم الأوروبيين وحتى القادمين من أمريكا اللاتينية، فجمال وزملاؤه من تونس والمغرب وليبيا لا يحظون بالمكانة التي يستحقونها رغم ما يقدمونه، ولذلك تجد البعض منهم يثير بعض ردود الأفعال التي تسيئه بعض الشيء، على غرار ما حدث مع بلعمري.
حققت إنجازا باهرا مع «شبان» الفيصلي وهذه أسباب عدم تجديدي
*بالحديث عن المدربين الذين عملوا بالخليج، نجد الناخب الوطني جمال بلماضي، ما رأيك فيما قدمه لحد الآن ؟
بلماضي قام بعمل جبار مع الخضر، إذ نجح في ظرف وجيز في إهداء الجزائر لقب انتظرناه على مدار سنوات طويلة، هو تقني متميز ولديه فلسفته في العمل، وهو ما أكده من قبل في قطر، نحن فخورون به، ونتمنى له كل التوفيق في قادم الاستحقاقات التي تنتظرنا، وكلنا ثقة في مقدرته على قيادتنا لإنجازات أفضل.
*ماذا عن تعيين الدولي السابق مجيد بوقرة مدربا للمنتخب المحلي ؟
أرى بأن القرار صائب، خاصة وأن بوقرة يمتلك تجربة كبيرة مع المنتخب الوطني، الذي دافع عن ألوانه في مناسبات كثيرة، هو مدرب شاب ولديه طموحات كبيرة، كما أنه يحوز على الشهادات المطلوبة، ضف إلى ذلك الخبرة التي اكتسبها من عمله في الخليج، أنا واثق من نجاحه، فهو يعرف عقلية اللاعب الجزائري، كما أنه ملم بخبايا الكرة الإفريقية، وبالتالي أراه خيارا مناسبا كخيار بلماضي في المنتخب الأول.
أجانب أوروبا وأمريكا اللاتينية «مُفضلون» وهو سبب مشاكل بلعمري
*عملت في وفاق سطيف قبل الانتقال إلى السعودية، ما رأيك فيما يحدث لهذا الفريق، الذي يتخبط في عدة مشاكل مؤخرا؟
تشرفت بالعمل ل10 سنوات مع النادي العريق الوفاق، وأنا جد متأسف لما آلت إليه وضعيته مؤخرا، فهو يتخبط في عدة أزمات إدارية ومالية قد تقوده للهاوية، هذا الفريق كالنجم يسطع دوما، ولذلك آمل أن تحل كافة مشاكله من أجل رؤيته مع مصاف الكبار مجددا، على العموم الإشكال الحقيقي يتمثل في غياب رجال أكفاء، في شاكلة الرئيس الأسبق حسان حمّار الذي عملت معه، ووقفت على كل ما قدمه لهذا الفريق الذي قاده لإنجازات باهرة، على غرار التتويج بلقب رابطة الأبطال الإفريقية.
*كنت وراء اكتشاف عدة مواهب على غرار أسامة درفلو وبوشار ، ماذا تقول في هذا الشأن ؟
الحمد لله الفترة التي قضيتها مع الوفاق، مكنتني من تكوين عدة لاعبين ينشطون الآن في فرق كبيرة سواء محليا أو حتى بالخارج، على غرار أسامة درفلو المحترف في هولندا وقلب دفاع شباب بلوزداد والمنتخب المحلي بوشار، إضافة إلى قائد شباب قسنطينة سيد علي العمري وزميله في نفس الفريق أمقران، ناهيك عن أمير سعيود، لقد عملت مع البعض لثلاث سنوات والبعض الآخر أربع وأنا فخور الآن لما وصلوا إليه، وأتمنى للجميع كل التوفيق في مشوارهم الكروي.
مبولحي الآمر الناهي في الاتفاق ويُستشار في كل صغيرة وكبيرة
*بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أولا أشكركم على منحي هذه الفرصة، للحديث عن مشواري البسيط ورؤيتي لبعض القضايا الكروية المهمة، كما استغل الفرصة للترحم على موتانا وموتى المسلمين، وأتمنى الشفاء لكافة المصابين بهذا الوباء الذي نأمل أن يرفعه عنا المولى عزوجل عن قريب، لأنه أصابنا بالاكتئاب والملل بعد أن طال أكثر من اللزوم.