قدمت خلال افتتاح الصالون الوطني للرقمنة بقسنطينة: مشاريع رقمية تبهر الزوار و تستقطب المهتمين من مختلف القطاعات

صنع جامعيون و طلبة دكتوراه الحدث أمس، بابتكاراتهم، التي أبهرت الحضور و المهتمين بمجال الرقمنة و عالم التكنولوجيات الحديثة، خلال افتتاح الطبعة الأولى للصالون الوطني للرقمنة « كوسطونتيك» بفندق ماريوت بقسنطينة، فقد عرض هؤلاء الشباب مشاريع رقمية، زاوجت بين مختلف القطاعات، و وحدت بين مختلف التخصصات، و قدمت حلولا ذكية يمكن تجسيدها على أرض الواقع، كمشروع التحكم الإلكتروني في تسيير البترول و الماء و الغاز، و المنازل الذكية، وغيرها من الابتكارات التي تؤكد مواكبتهم للتكنولوجيات الحديثة.
* أسماء بوقرن
حضر متخرجون جدد و طلبة دكتوراه ، بجامعات قسنطينة و جامعات جزائرية أخرى، فعاليات الطبعة الأولى للصالون الوطني الأول للرقمنة و تكنولوجيا المعلومات و الاتصال، و خطفوا الأنظار بمشاريعهم المواكبة للتطور التكنولوجي، حيث تمكنوا من تجسيد أفكارهم، في إطار مشاريعهم البحثية، أو من خلال شركات مصغرة زاوجت بين تخصصات مختلفة، لتقدم حلولا رقمية ناجعة.
النصر زارت جناح «غاطاك» ، و هو أحد فروع شركة «أمنهيد»، الكائن مقرها بالمنطقة الصناعية بابا علي في العاصمة، المتكونة من شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و 35 سنة، و عرض أحد موظفيها، و هو مهندس الإعلام الآلي عبد الرحيم سليماني، 25 سنة، الحاصل على ماستر 2 من جامعة قسنطينة، رفقة فريق من المهندسين الشباب المختصين في الهندسة الآلية و الإعلام الآلي و هندسة الكهرباء و الإلكترونيك، مشروعا للتحكم عن بعد في قنوات الغاز و الكهرباء و حقول البترول و المعدات، و الحصول على إشعارات آنية من خلال تطبيق إلكتروني.
قدم المهندس عبد الرحيم تفاصيل حول هذا الابتكار ، قائلا بأنه يتضمن راصد لضغط الغاز، و مضخة و راصد الإضاءة، إلى جانب خزانة خاصة بمعالجة و تحيين المعلومات، و إرسالها عن طريق شبكة «جي آس أم» ، تغطي كامل التراب الوطني، إلى غاية قاعة الموزع الآلي، التي تضم تطبيقا يقوم بمعالجة المعلومة.
المشروع، كما قال المهندس، موجه إلى المؤسسات الكبرى مثل سوناطراك و سونلغاز، لتمكينها من التحكم عن بعد في تسيير الغاز و الماء و البترول، مع إتاحة إمكانية الغلق عن بعد، كما يقدم التطبيق إحصائيات حول استهلاك كل مادة، مشيرا إلى أن الفريق يسعى إلى ضبط هذه التكنولوجيا، لتشمل الاستعمال المنزلي، و تمكين توصيل اللوحة الذكية بعدادات الكهرباء و الغاز المنزلية، مع توفير تطبيق إلكتروني للمواطنين.
كما قدم الشاب عبد الرحيم، مشروعا آخر يتعلق بالتحكم في تسيير المياه، تم طرحه منذ 6 أشهر و المساعي الجارية، لتبنيه من قبل شركة مياه بوهران.
منازل ذكية لاقتصاد الطاقة و الوقاية من الكوارث الطبيعية
زارت النصر بعد ذلك جناح المديرية الفرعية للأنشطة العلمية و الثقافية و الرياضية لجامعة قسنطينة، حيث تم عرض عدة ابتكارات، من بينها مشروع بحثي لطالبتين في الماستر، يتمثل في «بيت ذكي» مزود بأنظمة ذكية، تساعد في اقتصاد الطاقة الآلي، إذ يسمح بتشغيل الإنارة و التدفئة آليا، و الوقاية و الحماية من الحوادث المنزلية، من خلال تنبيه صوتي أو مرئي و فتح النوافذ آليا، عند بروز خطر ما، كما يمكن أن تفتح بواسطة تطبيق خاص.
و أوضح الدكتور محمد لمين بركان، رئيس قسم تكنولوجيات البرمجيات و نظم المعلومات، بجامعة قسنطينة 2 عبد الحميد مهري، المشرف على مشروع البيت الذكي، بأن هناك مشروعا آخر، يتعلق بالوقاية من تلوث الهواء، و ثالث يتعلق بالمنازل الذكية المزودة بأنظمة تنبيه من الكوارث الطبيعية، كالزلازل و الفيضانات.
و بنفس الجناح التقينا بطلبة دكتوراه ، عرضوا مشاريع مبتكرة، بالتوازي مع العمل على ابتكارات خاصة بمشاريعهم البحثية، على غرار مشروع اليد الذكية للطالب سيف الدين صغيري، و هو موجه لفئة الصم البكم، حيث يمكنهم المشروع من التواصل مع الجهاز بلغة الإشارة، فيما قدم طالب الدكتوراه إسلام غرزولي الحائز على شهادة استحقاق، تطبيقا ذكيا للاستعمال المنزلي الطاقوي، و طرح طالب آخر تطبيق «أندرويد» لحاضنة ذكية للبيض.
ابتكارات رقمية توحد طلبة من تخصصات مختلفة
و برهنت أجنحة الصالون على مساهمة التكنولوجيا في توحيد التخصصات، و جهود الطلبة، من أجل إنجاز ابتكارات في شكل جهاز أو تطبيق، كالمشروع الذي جمع بين تخصصي الهندسة الكهربائية و الإلكترونيك، و الثاني الذي جمع بين المتخرجين من علم الآثار و تكنولوجيات الإعلام، و ذلك من خلال ابتكارهم جهاز سكانير ثلاثي الأبعاد، خاص بالمواقع الأثرية، يسمح بالقيام بزيارات افتراضية بتقنية ثلاثية الأبعاد إلى المواقع الأثرية.
و أوضحت مسؤولة المشروع الدكتورة نادية باهرة أستاذة في علم الآثار، بأن الفكرة تم تجسيدها ضمن خلية الإبداع التابعة للجامعة، و يهدف الجهاز المبتكر لحماية الآثار و الموروث الثقافي و الترويج له بشكل فعال، كما يسهل عملية استرجاع الآثار المهربة.
مواقع لبيع عتاد السيارات و فرص تكوينية
تمكن شباب من إطلاق مواقع إلكترونية خاصة بالتسويق الشبكي، و التجارة الإلكترونية، من بينها موقع خاص ببيع قطع غيار السيارات، dasautomotiveam» يسهل، حسب مكلفة الاتصال، زينة بوعصيدة، بشكل كبير، على المهتمين عناء التنقل بين المحلات و البحث عن قطعة غيار خاصة بمركبة من مختلف العلامات، فبمجرد الدخول إلى الموقع و تدوين علامة قطعة الغيار، تتاح عدة خيارات للزبون.
كما يشرف فريق مختص على توجيه الزبائن، و تقديم المعلومات لهم و الإجابة على كل استفساراتهم، و يوفر كذلك خدمة التوصيل إلى مختلف الولايات.
الموقع يتيح أيضا الفرصة لتغيير قطعة الغيار أو إعادتها، في حال كانت غير مناسبة للمركبة.
في حين تتيح شركة «كولي رولي»، من خلال موقعها الإلكتروني، خدمة تخزين و تغليف المنتوج و شحنه، و توفر للمتعامل إمكانية مراقبته عن بعد، و موعد تسليمهم البضاعة للزبون. و أعلنت شركات رقمية، على هامش الصالون، عن تنظيمها دورات تكوينية لصالح الطلبة و حاملي الشهادات، في مجال إنشاء و تصميم مواقع إلكترونية، على غرار شركة «نزهة ميديا» التي ساهمت في إنشاء مواقع لمؤسسات ثقافية و مديرية الشؤون الدينية، حيث قالت للنصر سمية بوعروج، مسيرة و مسؤولة مشروع الرقمنة ، بأن الشركة ترافق المؤسسات في مشاريعها الإلكترونية.
إعادة بعث الحكومة الإلكترونية من بين أهداف وزارة الرقمنة
أكد حسان درار، المدير العام للرقمنة بوزارة الرقمنة و الإحصائيات، في مداخلته خلال التظاهرة، بأن الوزارة تولي أهمية للابتكارات و الفضاءات التي تحتضنها و تروج لها، لكونها تساهم في توفير مناخ ابتكاري بيئي للنهوض بالرقمنة، حيث تعمل الوزارة على التنسيق مع مختلف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الشركاء الاقتصاديين، للإسراع بمواكبة التحول الرقمي، خاصة في مجال تحسين الخدمات العمومية.
و أعرب المسؤول عن انبهاره بالمؤسسات التي قدمت مشاريع ذات مستوى عال جدا، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي و إنترنت الأشياء، و هو ما يدل، كما قال، بأننا قطعنا أشواطا مهمة في مجال الرقمنة، الذي يعتبر مشروع مجتمع، يخص مختلف القطاعات، حيث تعمل الوزارة مع كل الشركاء و الخبراء، من أجل وضع نظام بيئي للتحول الرقمي، مشيرا إلى أن الرقمنة تخص بالتحديد المؤسسات التي تطور و تقدم حلولا رقمية، تساعد في تحسين الخدمات العمومية و تقليص الفجوة الرقمية.و أشار المسؤول، في تصريح للصحافة، إلى أن بعث الحكومة الإلكترونية يعد من الأهداف المسطرة للوزارة، إلى جانب محاور أخرى تتعلق بإعداد الأطر القانونية و المالية و التنظيمية، لتوفير و تطوير الحوكمة الإلكترونية و تحسين الخدمات و رقمنة الإدارة ، و وضع نظام بيئي ملائم للتحول الرقمي، و كذا التأسيس و الترسيخ لمواطنة رقمية.