فيما دعت وزارة البيئة إلى "عيد أضحى نظيف": إطلاق حملة متعدّدة القطاعات لإنجاح عملية جمع جلود الأضاحي

دعت وزارة البيئة المواطنين المعنيين بنحر الأضاحي للتحلي بالوعي البيئي والمحافظة على نظافة البيئة والمحيط في المواقع المخصصة للذبح على مستوى الأحياء، وأخذ الاحتياطات اللازمة لضمان تثمين جلود الأضاحي والسير الحسن لعملية النحر والتخلص من مخلفاتها.
وطلبت الوزارة من جميع المواطنات والمواطنين في هذا السياق إلى أخذ كل الاحتياطات لتفادي خطر الإصابة بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان في أسواق الماشية، وفي المزارع ونقاط البيع خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة، نظرا لسهولة تنقل العديد من الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، في هذه الفضاءات عبر الاحتكاك المباشر بالأضاحي المصابة أو عن طريق العوامل الحية الناقلة للأمراض، مع ضرورة احترام نقاط البيع المخصصة قصد حصر مساحات التلوث.
كما شددت الوزارة في بيان -تحوز النصر على نسخة منه- على ذبح الأضاحي في المذابح المعتمدة والخاضعة للإشراف البيطري لضمان فحص الأضحية قبل وبعد الذبح والتأكد من سلامتها وتفادي في المقابل الذبح بطرق عشوائية في الشوارع وأمام المنازل والعمارات والأماكن العامة باعتبار أن ذلك يؤدي إلى تلوث المحيط وتلوث اللحوم جراء الغبار والأتربة ونواقل الأمراض .
من جهة أخرى تضمنت التدابير التي شددت وزارة البيئة على ضرورة الالتزام بتنفيذها، من أجل ''عيد أضحى نظيف ''، دعوة للتخلص من بقايا الأضاحي ومخلفات الذبح بطريقة صحية من خلال جمعها في أكياس مغلقة سواء كانت جلود أو أحشاء أو فضلات، قبل وضعها في القمامات المخصصة، كونها تتضمن مواد عضوية، تشكل خطرا على صحة المواطنين.
و دعت الوزارة المواطنين إلى الجعل من عيد الأضحى مناسبة للتضامن وفرصة كذلك للتعاون مع أعوان النظافة لتسهيل مهامهم، كما دعت المجتمع المدني إلى مرافقة الوزارة من أجل التوعية والتوجيه الميداني و تأطير المواطنين قبل، خلال وبعد عيد الأضحى المبارك من خلال حملات التنظيف العامة.
وفي هذا الصدد أشارت الوزارة في بيانها إلى أنها تقوم من خلال الوكالة الوطنية للنفايات والمعهد الوطني للتكوينات البيئية بحملة تحسيسية وتوعوية على مستوى كل ولايات الوطن وذلك بمشاركة مصالح وزارة الداخلية الجماعات المحلية وزارة الصناعة، وزارة الصحة، وزارة التجارة، وزارة الشؤون الدينية.
من جهتها أعلنت وزارة الصناعة عن إطلاق حملة وطنية واسعة لجمع جلود الأضاحي، قصد تثمينها كمدخلات أساسية في صناعات الجلود و النسيج و المساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال استرجاع هذه الثروة.
وتنظم هذه الحملة حسب ما صرح به مدير الذكاء الاقتصادي على مستوى الوزارة، مقداد عقون، تحت شعار « ثروة ثمينة و استغلال أمثل، دفعا للتنوع الاقتصادي»، وهي الحملة التي تأتي كاستمرارية للعمليات التي تم إنجازها منذ 2018، والتي شهدت توقفا خلال 2020 و2021 نتيجة انتشار جائحة كوفيد 19. وسيتم تجسيد هذه العملية - حسب ذات المصدر- بالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة والمؤسسات والجمعيات المهنية الناشطة ضمن مهنة الدباغة وكذا المجتمع المدني، بهدف ترقية الصناعات الوطنية للجلود، وتكريس ثقافة الاسترجاع في المجتمع للاستفادة القصوى من المواد الخام المتاحة محليا والحفاظ على البيئة، تعزيز سلسلة القيمة لهذا القطاع خاصة ما بين منتجي المواد الأولية والمحولين الصناعيين، بخلق آليات شراكة دائمة وكذا خفض واردات المواد الأولية ودعم الإنتاج الوطني.
وفي هذا الصدد كان وزير الصناعة أحمد زغدار قد دعا - حسب بيان للوزارة - إلى تحديد نقاط جمع الجلود في الأحياء وتوفير الوسائل اللوجستيكية لنقلها، والتنسيق مع مؤسسات النظافة وكذا توفير فضاءات التخزين في المؤسسات العمومية الاقتصادية، مشددا على ضرورة إنجاح هذه العملية ذات البعد الوطني وأهميتها بالنسبة للاقتصاد الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن الحملات السابقة، المنظمة بداية من سنة 2018، سمحت – حسب ذات المصدر - بجمع ما يقارب 1 مليون قطعة جلد واسترجاع 500 طن من الصوف.