المطاعم الشعبية التونسية ومحلات الإطعام السريع تغزو الطارف انتشرت بولاية الطارف في الآونة الأخيرة محلات الإطعام السريع والمطاعم الشعبية التونسية التي باتت تنافس المطاعم المحلية بقوة حيث تستقطب أعدادا كبيرة من الزبائن لتذوق أهم الأطباق الشعبية التي تشتهر بها الشقيقة تونس على غرار الكسكسي -الأسماك –البريك التونسي وكذا الأطباق الشعبية الأخرى مثل "اللبلابي» و»المرمز» و»الكفتاجي "وغيرها الأنواع التي تستهوي شريحة كبيرة من المواطنين المتعطشين لتذوق المطبخ التونسي المعروف بطعمه الشهي ونوعية البهارات والتوابل التونسية المستعملة فيه ما يزيده مذاقا مميزا وهو ما يتجلي في الإقبال الكبير على المطاعم التونسية التي تبقى تعج بزبائنها حتى انه يتعذر في عديد من الأحيان الحصول على مكان لتناول وجبة بهذا المطاعم بالنظر للطوابير وكثرة الزبائن . وما جعل المطاعم التونسية منافسا عنيدا للمطاعم المحلية نوعية الخدمات وشروط الراحة والنظافة المقدمة للزبائن إلى جانب أسعارها التي تبقى في متناول الجميع ، وهو الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى تغيير وجهتهم نحو هذه المطاعم بعد أن وجدوا فيها كل ظروف الراحة وتعدد أطباقها الشهية ومنها الشعبية التي اعتادوا تذوقها في تونس. و يؤكد السيد ياسين مروج إطار بمؤسسة عمومية بأن فتح المطاعم التونسية بالولاية جنب عليه وأسرته مشقة التنقل في كل مرة إلى الشقيقة تونس لتذوق طعم أطباقها الشهية وخاصة المشكلة من التوابل والبهارات التي تشتهر بها خاصة في تحضير طبق الأسماك والكسكسي الذي يستهوي الجزائريين بكثرة على مختلف مشاربهم .في حين قال مراد وهو ميكانيكي بأنه أصبح لا يستطيع الاستغناء عن تناول وجبة الغذاء خارج إحدى المطاعم التونسية بعد أن وجد كل ما يطلبه ولاسيما الأطباق الحارة التي تستعمل فيها مادة "الهريسة " مؤكدا بأنه كثيرا ما زار بعض المدن التونسية بالجوار بغرض تناول بريكية بالحار أو طبق المرمز الذي بات الآن في متناوله دون عناء التنقل إلى تونس ، مشيرا بأنه من المعجبين بالمطبخ التونسي الذي يبقى حسبه في طليعة المطاعم العربية التي تستهوي الجزائريين ، هذا فيما أكدت الآنسة سعاد موظفة بإحدى الإدارات بأنها تنتظر منتصف النهار بشغف كبير للخروج من عملها مباشرة نحو إحدى المطاعم التونسية لتكتشف فيه في كل يوم طعم إحدى المأكولات الشهية التي قالت بشأنها بأنها باتت لا تستغني عليها حتى وان كانت في عطلة فانها تقصد إحدى هذه المطاعم لتناول وجبتها أو اصطحابها معها إلى منزلها. الإقبال على الأطباق التونسية شجعنا على فتح مطاعم في الجزائر ذكر بعض أصحاب المطاعم التونسية التي تعمل عبر مختلف مناطق ولاية الطارف بأنهم فضلوا فتح مطاعم لهم بعد أن لمسوا تذوق الزبون الجزائري للمطبخ التونسي وخاصة الأطباق ذات البحارات والتوابل المتنوعة التي تستهويهم بكثرة ناهيك أن فتح مطاعم لهم بالمنطقة من شانه تقريب المطبخ التونسي من الجزائريين دون عناء التنقل إلى بلادهم . وأكدوا بان تجربتهم واستثمارهم في هذا المجال لم يخيب ظنهم في الزبون الجزائري بدليل تزايد الإقبال على محلاتهم وتزايد الطلب على الأطباق الشعبية على وجه الخصوص ، مشيرين بأنهم لم يتوقعوا أن يكون مثل هذا الإقبال على محلاتهم بدرجة هذه الحدة حتى أن بعض الأطباق سرعان ما تنفذ في بضعة ساعات ما دفعهم إلى مضاعفة النشاط في ظل الإقبال المتزايد على محلاتهم من يوم لأخر ، حتى أن العديد منهم لجأوا إلى توسيع نشاطاتهم ، بفتح مطاعم أخرى وعقد شراكة مع بعض الجزائريين في هذا المجال ، إلى جانب قيام البعض الأخر بفتح مطاعم بالولايات المجاورة كعنابة –قالمة – وسوق أهراس،التي حققت نجاحا باهرا لم يكن متوقعا بعد أن كسبوا ثقة الزبائن بفضل نوعية الخدمات ..وأوضح السيد قدور المسلوكي أن النجاح الذي حققه مطعمة الشعبي في الطارف دفع به إلى التفكير في فتح بعض المطاعم بالجزائر العاصمة بعد أن لمس فيهم رغبة في تذوق الأطباق التونسية خلال نزولهم عليه في عديد المرات .. أصحاب المطاعم المحلية يشكون منافسة المطبخ التونسي في حين يشكو بعض أصحاب المطاعم المحلية من منافسة المطاعم الشعبية التونسية التي فتحت مؤخرا ، بما انعكس على نشاطهم كما قالوا لنا أمام هجرة زبائنهم نحو هذه المطاعم بسب المنافسة غير الشريفة على حد قولهم باعتماد أسعار تنافسية ، مطالبين الجهات المعنية بتقنين هذا النشاط بالنسبة للأجانب طبقا للقوانين المعمول بها . كما دفعت حدة المنافسة في هذا المجال ببعض أصحاب المطاعم إلى جلب اليد العاملة من تونس لاستعادة زبائنهم وبالمرة الحفاظ على نشاطهم الذي عرف مؤخرا حسبهم تراجعا لعدة اعتبارات ومنها تراجع النوعية. لجأ بعض التونسيين إلى فتح وحدات لأعداد الحلويات التقليدية التي تشتهر بها بلادهم بعد نجاح تجربتهم في مجال المأكولات ،حيث عمدوا إلى كراء محلات ومستودعات بأقل الأسعار عبر البلديات النائية بعد جلب أسرهم ، حيث يزاولون نشاطهم في إعداد الحلويات الذي يوجه للتسويق لأصحاب محلات بيع الحلويات . ومن بين الأشخاص الذين تحدثنا إليهم أزواج شباب متخرجين من الجامعة التونسية أشاروا "للنصر" بان البطالة التي يعانون منها دفعتهم إلى خوض هذه التجربة في الجزائر في مجال تحضير الحلويات التقليدية والتي كانت ناجحة بكل المقاييس لنوعيتها وأسعار المعقولة حتى أنهم باتوا يستدعون من قبل المصالح المعنية للمشاركة في مختلف المسابقات والتظاهرات الخاصة بالحرف والصناعات التقليدية،كما سجل مؤخرا اقتحام عدد كبيرا من التونسيين لنشاطات وميادين أخرى بالجهة الشرقية خاصة منها الألبسة التقليدية والحرف..