فضل الكثير من المتزوجين مؤخرا خاصة ببوزقان ،عزازقة ،الأربعاء نايث ايراثن وغيرها من المناطق بولاية تيزى وزو العودة الى تنظيم أعراسهم على الطريقة التقليدية بالاستعانة بالفرق الفلكلورية المحلية "اطبالن"فيما فضل البعض الآخر الاستعانة بحفظة القران لإلقاء دروس حول الزواج و العلاقة بين الزوج و الزوجة في الشريعة الإسلامية . للزواج بولاية تيزى وزو عادات و تقاليد تختلف من منطقة لأخرى و حتى من قرية لأخرى ابتداء من اللقاء الأول ومرورا بترتيبات الخطبة و انتهاء بحفل الزواج، حيث تعرف حفلات الزواج طقوسا احتفالية متنوعة تختزل قيم المجتمع القبائلى و مكوناته الامازيغية العربية و الافريقية ، فتفضل معظم العائلات ان تساير وتتماش مع الشريعة الاسلامية حيت يحتفلون الى غاية اليوم بطريقتهم الخاصة حيث يمنع الاختلاط الى غاية اليوم ببعض القرى خاصة بضواحي "ثلا عثمان"و "اغريب "وبعض القرى "بازفون" و يكون عادة الاحتفال بالزواج احتفالا نسائيا محضا،و عادة ما تتزين العروسة و تظهر في اطار التقاليد القبائلية و تطلق النساء العنان لحناجرهن لترديد الأغاني بعد تجهيز فرقة نسوية لهذا الغرض و التصوير يتم على يد امراة مصورة و حتى خدمة الحضور تكون أيضا من طرف نساء فقط . واذا كانت بعض العائلات تحيى الحفل عن طريق ضرب الدفوف و ترديد الاغاني فأن الكثير من العائلات المحافظة إلى غاية اليوم تفضل الاستعانة بحفظة القران و هذا اللقاء دروس حول العلاقة الزوجية فى الشريعة الإسلامية ويقول احد كبار السن و المشايخ بعرش اث جناد "الحاج على" انه يجب تشجيع الشباب المقبل على الزواج على تنظيم الأعراس على الطريقة التقليدية كونها غير مكلفة ، فالأعراس في الماضي كانت أحسن بكثير من أعراس اليوم التي افتقدت لعوامل التضامن العائلى و حتى الجيران و الأقارب،مضيفا أن البركة كانت أهم ميزة تميز أعراس زمان ،حيث يقوم أهل العريس بتقديم مختلف الهدايا لأهل العروس تتمثل في مجموعة كبيرة من الأغنام والكباش، وحتى الماعز والسميد والزيت ومختلف أنواع المواد الغذائية، إضافة إلى منح مساعدات مالية ويذكر الآباء والأجداد أن الجيران وأفراد العائلة كانوا يتجمعون ويقدم كل واحد مساعدة أو هدية معينة، كأن يأتي واحد بكبش والآخر بقنطار من السميد والآخر بمبلغ مالي مثلا ، لتجد العائلة المقبلة على تزويج أحد أبنائها أنها تحصلت على مساعدات تفوق في بعض الأحيان تكليف زواج ابنها وتتعداه بكثير. ويؤكد الكثير من كبار السن الذين تحدثنا إليهم في هذا الموضوع أن الأعراس في الماضي أحسن بكثير من أعراس اليوم، فتقول الحاجة "وردية"من ضواحي الاربعاء نايث ايراثن ، أن أعراس زمان كانت تمتد لغاية أسبوع كامل اى سبعة أيام بلياليها تقام فيها الأعراس والولائم ثلاثة أيام قبل موعد العرس وثلاثة أيام بعد العرس،أي أن العرس يبدأ يوم الثلاثاء ويمتد أسبوعا كاملا، تقام فيها الولائم وتنظم حفلات الزرنة ليلا، حيث يكون سكان القرية التي بها عرس حاضرون لتناول وجبات الغذاء والعشاء في العرس وهذا شريطة أن يقدم الجيران مساعداتهم سواء المادية أو المعنوية،ويقول الكثير ممن حضروا أعراس زمان أن أعراس هذه الأيام انعدمت فيها أدنى صور التضامن الأسري، ناهيك عن تضامن الجيران، فأهل العريس هذه الأيام لا يجدون مساعدة من طرف أهاليهم وأقاربهم وحتى جيرانهم وانتشرت بكثرة الدعوات الفردية وهذا عكس الماضي حيث أن كل من يسمع بإقامة عرس يأتي ومعه هديته أو ما استطاع أن يقدمها حسب قدرته، وبذلك تحضر البركة كما يرى هؤلاء أن أعراس الماضي ، موعد لملاقاة السكان وتصفية المشاكل بين الجيران والأهل والأقارب، فتجمعهم في العرس لمدة أسبوع كامل يأكلون ويشربون مع بعضهم البعض كفيل بتصفية الشجارات أما أعراس اليوم فإنها لا تكاد تخلو من المشاكل والشجارات بل وكثيرا ما تتحول إلى مأتم، إضافة إلى غلاء المهور والتباهي بارتفاعها مما جعل العديد من الشباب يعزفون عن إتمام نصف الدين لعدم قدرتهم على الزواج ،فيجد الشاب نفسه وحيدا في إعداد العرس، عكس ما كان عليه الأمر في الماضي ، حيث يجد الجميع في خدمته ومساعدته بدءا من العائلة ومرورا بالجيران والأصحاب، وربما ذلك ما جعل الكثير من الشباب يسعون إلى إحياء تقاليد الماضي.