تستقطب تربية الحيوانات المفترسة عددا من الشباب الطامحين إلى التميّز والانفراد، خاصة أن هذا النشاط يلقى إقبالًا واسعا من المواطنين المتطلعين لاكتشاف هذه الكائنات عن قرب، والتقاط الصور معها. "المساء" التقت بأحد أبرز هواة تربية الحيوانات المفترسة بولاية تيبازة، الشاب عمار طاطاي، الذي انفرد بتربية الزواحف والصقور، وسمح لزوار حديقة "نوميديا لاند" بولاية تيبازة بالتقرب منها، ولمسها، والتعرّف على خصائصها الفريدة، إضافة إلى التقاط صور تذكارية معها. خصصت إدارة حديقة "نوميديا لاند" ببلدية حجوط ولاية تيبازة، فضاء للشاب عمار طاطاي لتربية حيواناته المفترسة، فتحوّل هذا الفضاء إلى قِبلة مفضّلة لزوار الحديقة. وعلى الرغم من تنوع الحيوانات التي تحتويها الحديقة من جبال وخيول وماعز وقرود وبعض أنواع الطيور، إلا أن جناح عمار المفتوح للجمهور، كان الأكثر اكتظاظاً، إذ حرص الزوار على التعرف على مختلف الحيوانات التي يعرضها، والتقاط صور معها. ورغم قلة عدد الحيوانات المفترسة التي يمتلكها، إلا أن الإقبال عليها كان لافتا، حيث تنوّعت بين تمساح لا يتجاوز عمره ستة أشهر، يُعد ثاني أكبر تمساح في العالم، يصل طوله عندما يكبر إلى ستة امتار، وحيوان الضب، ومختلف أنواع الصقور، وثعبان من نوع "أصلة بورمية" مزخرف بشكل جميل، حاز على حصة الأسد من الاهتمام. فقد أتاح الشاب عمار للزوار فرصة حمله ووضعه على أعناقهم، والتقاط صور معه، بل واستغل البعض هذه الفرصة للتخلص من فوبيا الثعابين، خاصة أن هذا النوع يُعرف بإمكانية تربيته في البيوت. وفي معرض حديثه مع "المساء"، أوضح الشاب عمار طاطاي ابن ولاية تيبازة، أن تربية الحيوانات المفترسة هي هواية بدأها في سن مبكرة جدا، وكان أول حيوان مفترس قام بتربيته هو الثعبان، الذي لايزال عالقا في ذاكرته. فقد كان، كما يقول، حينها، تلميذا في القسم حين تردّد بين التلاميذ خبر وجود ثعبان، فهرع للبحث عنه بهدف اصطياده، إذ كان شغفه بهذا النوع من الحيوانات كبيرا منذ الصغر. وأشار إلى أنه كان من عشّاق متابعة البرامج الوثائقية الخاصة بالحيوانات. وبمجرد انتهاء أي برنامج وثائقي يبدأ رحلته في البحث عن الحيوانات التي شاهدها؛ لخوض مغامرة اصطيادها، وتربيتها. وعن المكان الذي يربي فيه حيواناته، يضيف عمار أنه بعد أن كبر زاد ولعه بها، خاصة مع الإقبال المتزايد من المواطنين الراغبين في مشاهدتها عن قرب؛ لذلك بادر بتخصيص حيز داخل منزله، حوَّله إلى ما يشبه حديقة حيوانات صغيرة، ضمّت بعض الصقور، والثعابين، وحيوان الضب. وبعدما ذاع صيته في الولاية تلقّى دعوة من صاحب الحديقة لعرض حيواناته المفترسة داخلها، ما أتاح للجمهور فرصة التعرف عليها عن قرب. ويؤكد عمار أن هدفه لا يقتصر على العرض للفرجة فقط، بل يسعى من خلال نشاطه إلى تقديم معلومات دقيقة حول نمط عيش كل حيوان، وسلوكاته، ونظامه الغذائي، مشددا على أن هذا النوع من الحيوانات يتطلب معاملة خاصة لتفادي استثارة سلوكه العدواني. ولهذا يحرص، كما قال، على تنبيه الزوار الراغبين في حمل هذه الحيوانات، إلى الطريقة الصحيحة للتعامل معها، والتقاط صور دون خطر. ويختتم الشاب عمار طاطاي حديثه بالتأكيد على أنه من عشّاق الزواحف والصقور، وأنه من خلال هذه الهواية تمكّن من فتح نافذة فريدة، مكنت عددا كبيرا من زوار الحديقة من اكتشاف أسرار هذه الكائنات، والاقتراب منها، خاصة أن الكثيرين لم تُتح لهم فرصة رؤيتها عن قرب، أو لمسها، مثل الثعابين، أو الضب. كما أكد أن الهدف من هذه الهواية هو تقريب الجمهور من الحياة البرية، والتعريف بها، لافتا إلى أنه يتطلع في القريب، لتوسيع حديقة حيواناته من خلال جلب حيوانات جديدة تستهوي الزوار وعشاق هذا النوع من المفترسات.