ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 169 شهيد

العدوان الصهيوني على غزّة يتواصل

ارتفعت حصيلة شهداء التجويع في قطاع غزّة إلى 169 شهيد بعد ارتقاء 7 أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم 93 طفلا، في حين سجلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 7 حالات وفاة جديدة، بينهم طفل واحد نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
أكدت السلطات الصحية، أن الأزمة الإنسانية في القطاع مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
كما استشهد 21 فلسطينيا بينهم 12 من منتظري المساعدات برصاص وقصف الاحتلال الصهيوني مناطق متفرقة من غزّة، فضلا عن ارتقاء ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة وإصابة آخرين جراء إلقاء قنبلة من طائرة مسيرة تابعة للاحتلال على خيام النّازحين شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما استشهدت سيدتان في قصف مماثل استهدف خيمة أخرى شمال غرب المدينة.
وبمدينتي غزّة وخان يونس ومنطقة التوام شمال مدينة غزّة، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون أمس، إثر قصف للاحتلال بطائرات مسيرة، وبحسب مستشفى ناصر الطبي، فقد استشهدت امرأة في قصف الاحتلال لحي الأمل شمال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، كما استشهدت امرأة أخرى برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات بشارع الطينة جنوب غرب خان يونس.
كما أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الصهيوني ليلة أمس، في بلدة بيت دقو شمال غربي القدس المحتلة، حيث أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها بأن طواقمها تعاملت مع إصابة شاب بالرصاص الحي عقب إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال في بيت دقو.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة طمون سيارات عسكرية بعد خروجها من حاجز بوابة عاطوف وحاصرت أحد المنازل وسط تواجد مكثف لقوات من المشاة.
واقتحمت عناصر من جيش الاحتلال الصهيوني بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم وسيرت دورياتها في مختلف الأحياء والشوارع، دون أن يبلغ عن دهم لمنازل المواطنين أو اعتقالات، كما اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني أيضا ضاحية اكتابا وبلدة عنبتا شرقي مدينة طولكرم، وسط عرقلة حركة مرور المركبات والمواطنين وإيقاف عدد منها وإخضاعها للتفتيش واستجواب ركابها قبل سيرها باتجاه الشارع الرئيسي للضاحية وتوجهها صوب حي ومسجد القيسي، حيث أطلقت الأعيرة النارية بشكل عشوائي لإخافة السكان دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات.
من جهة أخرى، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن الأمم المتحدة لديها نحو 6000 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية عالقة خارج غزّة، في انتظار الحصول على الموافقة لدخول القطاع الذي يتضور سكانه جوعا.
وشدد فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة في منشور على منصة "إكس" على ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق البرية بدلا من إسقاطها جوا، موضحا أن "إسقاط المساعدات جوا يكلّف على الأقل مئة مرة أكثر من تكلفة الشاحنات، في حين أشار إلى أن الشاحنات "تنقل مساعدات بحجم يعادل ضعفي الكمية التي تنقلها الطائرات".
وأضاف في هذا السياق "إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات جوا رغم أنها مكلّفة للغاية وغير كافية وغير فعّالة، فمن المفترض أن تكون هناك إرادة سياسية مماثلة لفتح المعابر البرية"، مشيرا إلى أن "الأمم المتحدة كانت قادرة على إدخال ما بين 500 إلى 600 شاحنة يوميا خلال فترة وقف إطلاق النار" في مطلع العام، قبل أن يعلن انتهاء هذه الفترة بقرار صهيوني في 18 مارس.
وأكد أن تلك المساعدات "كانت تصل إلى جميع سكان غزّة بأمان وكرامة ومن دون أي انحراف عن وجهتها"، مشددا على أن "أي بديل آخر عن الاستجابة المنسقة بقيادة الأمم المتحدة لم يحقق نتائج مماثلة".
من جانبها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن ما يحتاجه الأطفال من جميع الفئات هو وقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزّة، في ظل العدوان والحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني.
وأوضح نائب المدير التنفيذي لليونيسيف، تيد شيبان، في إحاطة إعلامية أول أمس، حول رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط "تشاهدون الصور في الأخبار وتعرفون ما حدث، لكن الأمر أصعب بكثير عندما تكون في المكان، فعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوه العائلات والأطفال".
فيما تعتزم مالطا وكندا وفنلندا الاعتراف بدولة فلسطين
الحكومة الفلسطينية توجه نداء عاجلا للمجتمع الدولي
وجهت الحكومة الفلسطينية صباح أمس، نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية والإغاثية لممارسة ضغوط أكبر على الكيان الصهيوني من أجل فتح معابر قطاع غزّة، وذلك في ظل تكدّس آلاف شاحنات المساعدات عند مداخل القطاع.
قالت الحكومة في بيان صحفي أن "مستويات انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزّة وصلت إلى 100 بالمائة بحسب تقارير مؤسسات أممية مختصة، مشددة على ضرورة "وقف تصاعد استخدام الجوع سلاحا لقتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية".
وثمّنت الحكومة، الجهود التي تبذلها المؤسسات الدولية والأممية في تقديم المساعدات لسكان القطاع، مؤكدة الحاجة إلى موارد إضافية لتوسيع عمليات الإغاثة فور فتح المعابر وتثبيت وقف إطلاق النّار.
بدورها أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، أن الوقف الفوري للحرب على الفلسطينيين هو المدخل الصحيح لحماية المدنيين وإنقاذهم من دائرة الموت المحكمة التي فرضت عليهم بقوة الاحتلال، وهو البداية السليمة لوقف التجويع وجميع مظاهر المجاعة. من جهتها ثمّنت منظمة التعاون الإسلامي، عزم كل من كندا ومالطا الاعتراف بدولة فلسطين شهر سبتمبر المقبل، معتبرة إياها خطوة مهمة في تعزيز جهود السلام.
وجدد الأمين العام حسين إبراهيم طه، من خلال البيان دعوته بقية الدول إلى "الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، والانخراط في الجهود الرامية إلى إنهاء العدوان والاحتلال والاستيطان، وتحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما أعلن الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، أول أمس، عن استعداده للموافقة على الاعتراف بدولة فلسطين في حال تقدمت الحكومة بمقترح رسمي بهذا الشأن.
وفي تعليقه على إعلان فرنسا وبريطانيا وكندا، نيّتها الاعتراف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر المقبل, قال ستاب، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي "إن هذه االخطوة تعزّز التوجه نحو الاعتراف بفلسطين"، واصفا إياها ب«خطوة نحو إحياء عملية السلام".
وفي هذا السياق، أشاد رئيس البرلمان العربي، محمد بن أحمد اليماحي، بمواقف الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الايجابية تجاه القضية الفلسطينية ورفضها جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال في قطاع غزّة، مطالبا الجمعية بأن يكون لها دور مؤثر في بلورة موقف أوروبي برلماني جماعي لوقف هذه الجرائم، والبناء على النّحو الإيجابي الملحوظ مؤخرا في الموقف الأوروبي.
وجاء ذلك خلال لقاء اليماحي، مع رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ثيودروس روسوبولوس، على هامش مشاركتهما في المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات الذي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي، بمقر الأمم المتحدة بجنيف في سويسرا.
وأكد رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، في هذا الصدد أن "الجمعية تولي اهتماما كبيرا لما يحدث من جرائم في قطاع غزّة، وتصدر قرارات وتقارير منتظمة حول هذه الأوضاع"، مشيرا إلى أن "الجمعية مقبلة على التصويت على مشروع قرار لاستبعاد ممثلي كنيست الاحتلال من الجمعية بسبب هذه الجرائم".
مظاهرة في ستوكهولم للمطالبة بوقف الإبادة الصهيونية في غزّة
شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، أمس، مظاهرة جديدة تطالب بإنهاء "الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزّة.
واحتشد مئات المتظاهرين في ساحة أودينبلان، بدعوة من منظمات المجتمع المدني، وطالبوا فيها الحكومة السويدية بالعمل على وقف الهجمات الصهيونية على غزّة.
وخلال المظاهرة رفع المحتجون لافتات كتب عليها: "الأطفال في غزّة يُقتلون" و«المدارس والمستشفيات تُقصف" و«أوقفوا نقص الغذاء".
وأعرب المتظاهرون من خلال الهتافات عن انتقادهم للحكومة السويدية على تقاعسها في إدانة العمليات الصهيونية في القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الصهيوني إبادة جماعية في غزّة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا النّداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 200 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النّازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.