لست من اللاهثين وراء "الكاشي" وغيابي تلفزيونيا لم يكن حقرة أو تهميشا فؤاد غانم من الفنانين القلائل ليس في قسنطينة فحسب بل على المستوى الوطني، الذي يمارس الغناء من باب الهواية وليس من باب الاسترزاق، بدليل أنه ليس من الفنانين الذين يعيشون من فنهم، وبالتالي فإنه- كما أكد على ذلك في هذا الحوار الذي خص به النصر على هامش السهرة التي أحياها في إطار ليالي سيرتا في طبعتها الثالثة-، ليس من الفنانين الذين يلهثون وراء المال، ويغنون من أجل "الكاشي". فؤاد غانم إطار بقطاع الشباب والرياضة وأب لثلاثة أطفال، أكد كذلك جاهزيته لتمثيل وتشريف مدينته قسنطينة، التي ستكون عاصمة للثقافة العربية سنة 2015، ولو أنه فضل تأجيل الكشف عن المشاريع التي سيشارك بها في هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة إلى حينها. فؤاد غانم غاب عن الواجهة لمدة طويلة ما جعل الجمهور يتساءل عن الأسباب. فلماذا هذا الغياب يا ترى؟ في الحقيقة فؤاد غانم حاضر في كل النشاطات والجولات الفنية المبرمجة على مستوى قسنطينة على قلتها، وربما الجمهور يقصد غيابي عن الشاشة وليس عن الساحة؟ وهذا الغياب يعود إلى أسباب خاصة. أنت فنان وبالتالي لست ملك نفسك ومن حق جمهورك وعشاقك معرفة أسباب غيابك أو تغييبك عن الشاشة؟ وجب التأكيد بأن هذا الغياب لم يكن لا من باب "الحقرة" ولا من باب التهميش المتعمد، بل يعود لسوء تفاهم واختلاف في الآراء والأفكار. كما تعلمون الفنان إنسان جد حساس، وأي كلمة أو حركة من قبل المشرفين على التلفزيون، قد تجرحك وتؤثر على معنوياتك، وبالتالي قد تدفعه للانسحاب، خاصة وأنني من النوع الذي لايلهث وراء الشهرة والمال. على ذكر الشهرة والمال لاحظ المتتبعون أن فؤاد غانم وكل أغلبية الفنانين الآخرين، لا يهتم بالأموال التي يرصدها المعنيون للسهرات الفنية المختلفة (الكاشي). هل هذا صحيح؟ نعم هذا صحيح، فانا والحمد لله موظف في القطاع العام، وبالتحديد مدير مؤسسة بالخروب تابعة لقطاع الشباب والرياضة، وبالتالي فالغناء عندي هواية ليس إلا. لست من الذين يسعون لكسب المال من وراء الفن. هذه عقليتي ولكل إنسان وطريقة تفكيره. وفي مجال التكوين الفني أين موقع فؤاد غانم من الإعراب؟ أنا أصلا مكون لأنني إطار متخرج من المعهد العالي لإطارات الشباب- اختصاص تنشيط الشباب-، ولدي خبرة ميدانية تناهز 22 سنة، إذا التكوين في المجال الفني ممارسة يومية، وأسعد بالمشاركة في مثل هذه السهرات والحفلات، كونها تسمح لي بملاقاة أصدقائي وزملائي الفنانين. هل مازال فؤاد غانم متمردا على سياسة الإنتاج الفني في الجزائر؟ هو ليس تمرد بل موقف شخصي. فالإنتاج الفني عندي تميزه الفوضى و"البريكولاج"، ولا يوجد إنتاج فني بأتم معنى الكلمة، والدليل أن كل الأقراص المضغوطة التي تصادفها في السوق، هي عبارة عن صور طبق الأصل لا إبداع فيها ولا اجتهاد، فكلها إعادة لأغاني من التراث، والجديد قد يكون من جانب التوزيع. لا بد من سياسة فنية جديدة، حتى ولو أن جيلنا لن يستفيد منها، لكن على الأقل تخدم مصلحة فناني المستقبل. على ذكر المستقبل بعد سنتين ستكون قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. هل فؤاد غانم جاهز فنيا لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة؟. طبعا طبعا. أنا بالدرجة الأولى ابن قسنطينة، وبالتالي لا يمكنني الغياب عن مثل هذه التظاهرة. في الحقيقة حضرت عدة برامج للمشاركة بالتنسيق مع مديرية الثقافة وحتى الولاية، وهي البرامج التي أفضل تأجيل الكشف عنها في حينها. وما هو مؤكد أن برنامجي سيضمن شيء من التراث وشيء من الجديد الذي سيكون نتاج بحث ومجهود في المجال الفني. حاوره: حميد بن مرابط /تصوير الشريف قليب