الجزائر مستمرة في نضالها من أجل نصرة القضية الفلسطينية    دراسة مشروع تصنيع الألومنيوم محليا    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران: فوز الجزائري نسيم سعيدي بالسباق    ألعاب القوى/البطولة العربية لأقل من 20 سنة: 10 ميداليات جديدة للجزائر، منها أربع ذهبيات    الرابطة الثانية-هواة: أولمبي آقبو "يرسم" صعودا تاريخيا، قمة ر.القبة- ت.مستغانم تنتهي دون فائز    تجسيد البرنامج باحترام سلم الأولويات    حمادي كرومة في سكيكدة : الوالي تمنح مهلة 15 يوما لتدارك التأخر في انجاز منطقة النشاط المصغرة    التزام ثابت للدولة بترقية الخدمات الصحية بالجنوب    إجراء مباراة مولودية وهران اتحاد العاصمة يوم 21 ماي    عمورة ينال جائزة أفضل لاعب إفريقي في بلجيكا    طاسيلي للطيران.. خطّان جديدان نحو الجنوب    تبنّي مقترح دعم منتجي الغاز..دعم إعلان الجزائر    العدوان الصهيوني على غزة: سبعة شهداء جراء قصف الإحتلال لمنزل شمال غرب رفح    مجلة الجيش: اجتماع قادة الجزائر وتونس وليبيا خطوة هامة تضاف إلى الانتصارات المتتالية للدبلوماسية الجزائرية    بنك الاتحاد الجزائري بموريتانيا : إطلاق نافذة الاسلامية لتسويق 4 منتجات بنكية    رئيس الجمهورية: بوادر الإقلاع الاقتصادي بدأت في الظهور    إفتتاح أشغال المؤتمر ال13 للإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين    أستراليا: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة "جزء من بناء القوة الدافعة لدعم السلام"    بلمهدي يشارك بإسطنبول في اللقاء العالمي لحوار العلماء المسلمين    البوليساريو تحذّر من سياسة المخزن التوسعية    التأكيد على دور الشباب من أجل الإسهام في الموعد الإنتخابي المقبل    حفريات "قصر بغاي".. الأربعاء المقبل    أولاد جلال تحتضن بسمات الأطفال    التراث لبنة لاستخلاص نغمة إبداعية جديدة    ستواصل جهودها بمجلس الأمن لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة..الجزائر تُرحب بقرار دعم أحقية فلسطين بالعضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة    وزارة الصحة بقطاع غزة : العثور على 520 جثة في 7 مقابر جماعية    قسنطينة : حجز 3.5 كلغ من الكيف المعالج وتوقيف متورطين اثنين    الجلفة : معرض الكتاب "الجلفة نبض الابداع" يفتتح هذا الأربعاء    نستالجيا تراثية.. تظاهرة ثقافية لاستحضار واستذكار أهم الألعاب الشعبية    لقاء بمركز المحفوظات الوطنية حول مجازر 8 مايو 1945    العائلات لا تولي أهمية لبرامج الرقابة الأبوية    مفهوم النهضة في الغرب مسكون بحقبته الكولونيالية    تيميمون..أنظمة معلومات جغرافية لتحسين إدارة المياه    لا تشتر الدواء دون وصفة طبية    مخرجات اجتماع الحكومة    صدور القانون المتعلق بالصناعة السينماتوغرافية في الجريدة الرسمية    بمبادرة من الجزائر..مجلس الأمن يدعو إلى فتح تحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في غزة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الجمعة بالنسبة لمطار الجزائر العاصمة    فاتورة الاستيراد تتقلّص    هكذا تُصان السيادة الوطنية..    رسالة من سلطان عُمان إلى الرئيس تبّون    عرقاب يلتقي نائب الرئيس التركي    الزيادات في منح المتقاعدين غير مسبوقة    دعوة المحامين لتدعيم الأمن القانوني جذبا للاستثمار    تخرج 71 طالبا من بينهم 32 من جنسية إفريقية    انطلاق مشاريع صحية جديدة بقالمة    ملتقى حول "التراث الثقافي المخطوط"    ظاهرة خطيرة تستفحل في مواقع التواصل    "فيفا" يتلقى تهديدا    ماكرون يمارس أقصى ضغط على ريال مدريد    شبيبة القبائل - شباب قسنطينة    احتراق بيوت بلاستيكية لتربية الدواجن    استحسن التسهيلات المقدمة من السلطات : وفد برلماني يقف على نقائص المؤسسات الصحية بقسنطينة في مهمة استعلامية    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسيهار تمنراست: فضاء لتبادل الثروات الافريقية

عند الدخول الى الإسيهار من سرسوف بوسط مدينة تمنراست تستقبلك جلبة الاطفال القادمين من كل انحاء المدينة و اذا كان الاسيهار يعني "اللقاء" بالترقية فانه كذلك بالنسبة للاطفال والثمار فرصة للاحتفال استمرت هذا العام 17 يوما.
يلتقي الاطفال من شتى مشاربهم العرقية و يتواصلون بلغات ولهجات مختلفة من الترقية و العربية و الهاوسة و الزارمة و البربيتيا و البامبارا و الامازيغية كما تجدهم يتدافعون من الصباح الباكر الى المساء على ابواب المدينة حيث يدخلونها بضحكاتهم البريئة التي تصدح بها الارجاء.
انهم ليسو الوحيدين فالقوافل المحملة بالسلع و البضائع لا تنقطع قادمة من الحدود ثم تلتقى عند ابواب ملعب سرسوف الذي اصبح الفضاء الجديد الذي يحتضن الاسيهار على ضفاف الواد الجاف الذي يحمل نفس الاسم.
فضاء افريقي رحب للمقايضة و التبادل
في هذا الصدد، اكد السيد محمد بن اونيسي اطار سابق في المحطة الجهوية للارصاد الجوية الذي اصبح اليوم مزارعا بمنطقة اباليسا ان "هذا اللقاء الكبير ينظم مرة كل سنة منذ امد بعيد".
و اضاف ان "اسلافنا كانوا في وقت مضى يقايضون الملح بالذرة البيضاء و الان انظروا..." مشيرا الى اكوام الفاكهة المكدسة في الشاحنات الكبيرة المصطفة على طول مساحة المعرض و الذي يشغله 48 تاجرا "مقايضا" من المنطقة.
يعد الاسيهار الذي ينظم خلال فصل نضوج التمار مناسبة لرحالة الصحراء بنقل ما لذ و طاب من الفواكه و التمار على غرار الاناناس و المانغا و جوز الهند و الاينيام من بوركينا فاسو و نيجيريا و غانا قاطعين الاف الكيلومترات.
كما يحتوي المعرض على فواكه طازجة و جافة و بهارات و انسجة و عطور طبيعية و جلود و شاي وتوابل و حتى الاثاث الخشبية الثمينة التي تاتي بوفرة احيانا من اقاسي الاطلسي.
أما الذي يشد الانظار و الاهتمام في هذا الحفل فهو بدون شك "بصل النيجر" المكدس هنا وهناك معبا في الاكياس و الذي يصلح مع لحم خروف سيداو او الماعز او الجمال التي يربيها جيراننا و يتم تسويقها في سوق الغنم بحي قطع الوادي شمال المدينة و يعطي الوجه الاخر للاسيهار: سوق الماشية.
في ذات السياق، يؤكد اعوان الجمارك و المسؤولين التجاريين لهذا المعرض الربيعي الذي اغلق ابوابه امس السبت ان "قائمة المنتجات الخاضعة للمقايضة خلال فصل الاسيهار ثرية و تتمثل في شحنات من التمور المجففة و المواد الكهرومنزلية والاغطية و الزرابي و المواد البلاستيكية المختلفة التي تاتي من الجزائر متجهة نحو بلدان الجوار".
و تأخذ وجهتها نحو كل من مورادي و تاهوا و نيامي و ربما حتى كيدال و غاو و تومبكتو... اما هذه السنة فان الزبائن و التجار منشغلون بالاحداث التي يشهدها مالي و هو ما يفسر غياب منتجاتها.
"جيراننا يفضلون منتجاتنا"
في هذا الصدد، تقول خديجة (46 سنة) موظفة بروضة الاطفال العسكرية بتمنراست انه "يتم طحن التمور الجافة للحصول على السفة و يتم مزج هذا الطحين بالذرة البيضاء و الزبدة و الكليلة (الجبن الجاف) و يتم تقديم هذا الخليط للنساء عند الوضع اما في مالي و النيجر فيتم اضافة دقيق القمح ايضا".
كما قال احدهم ان "لدينا سمعة طيبة في عموم افريقيا" مشيرا الى اللقاء التقليدي للقوافل في بلدة تاهوا. وأضاف ان سكان كيدال و تومبكتو و غدامس و اغاديس و بني ميزاب وسكان آقبلي و آولف و ادرار وتمنراست يلتقون هناك.
حيث "يجلب التوارق التمور من اولف و من عين صالح". وتابع يقول ان "افريقيا تعتبر محيطا من الثروات و ان سمعتنا جيدة لدى جيراننا فهم بحاجة الينا و نحن بحاجة اليهم فهم لديهم الماشية و الصناعات التقليدية و الطب التقليدي".
كما اكد المغامر الرحالة "اننا احضرنا لهم في احدى المرات التفاح و عبروا لنا عن امتنانهم لذلك يجب ان نجلب لهم كل شيئ و ليس فقط التمور الجافة فمنتجاتنا مفضلة لديهم. كما ينبغي تطوير هذه التجارة على مدار السنة و ليس فقط بمناسبة الاسيهار... فالمنتجات الصينية و الهندية قد بدات تغزو المنطقة الا ان منتجاتنا هي الافضل".
الفواكه الاستوائية و جلود الثعابين
تحت خيام منصوبة يتم عرض شرائح من الاناناس و جوز الهند و كؤوس من مزيج المانغا و الانانس مقابل بضعة دنانير فقط و بعد الانتهاء من تناول هذا المشروب الغني و المنعش تتوجه ربات البيوت مرتديات زيهن المزركش بخطى سريعة نحو اجنحة اخرى من السوق.
في جناح كبير، تقوم شركات تجارية خاصة بعرض منتجات تقليدية او غذائية وكذا بعض البضائع الصينية من النعال الخفيفة البلاستيكية الى السيارات السياحية و الشاحنات.
و تعرض مارياما النيجيرية التي تشارك لرابع مرة في المعرض حقائب من جلود التماسيح و النعام و الثعابين و هي تلقى رواجا كبيرا لدى الفتيات و بعدما يرخي الليل سدوله يهرع الاطفال لمساعدة التجار في ترتيب سلعهم على افرشة مصنوعة من قش الذرة البيضاء مقابل بعض الثمار التي يتحصلون عليها كاجر.
في الاخير يتم اشعال النار لتحضير الشاي و يخيم السكون على الاجواء و يستعد التجار لقضاء ليلتهم الاخيرة بالقرب من بضاعتهم و روائح المانغا والبصل و الاناناس وشتى الفواكه الاخرى تدغدغ انوفهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.