أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، مساء يوم السبت بالجزائر العاصمة ان "الصداقة الجزائرية-الصينية اصبحت حيوية اكثر من اي وقت مضى بعد 55 سنة من اقامة العلاقات الدبلوماسية" بين البلدين. وأوضح السيد لعمامرة بمناسبة اصدار طابع بريدي احياء للذكرى ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية-الصينية ان "الامر يتعلق بالنسبة لنا باحياء معالم هامة من تاريخنا و امجادنا المشتركة في الكفاح من اجل انعتاق شعوب العالم الثالث". و اضاف انه بعد 55 سنة "اصبحت هذه الصداقة حيوية اكثر من اي وقت مضى وان هذا التضامن يعد حقيقة بعد ان واجهته عديد الصعوبات و خرج منها منتصرا". كما اشار الوزير الى ان الصين اصبحت حاضرة اليوم في عدد كبير من الورشات التنموية في الجزائر و "ستصبح اكثر من ذلك مع تنويع و تعميق و توسيع شراكتنا التي قرر رئيسا الدولتين رفعها الى مستوى و حجم الشراكة الاستراتيجية الشاملة". و اغتنم السيد لعمامرة هذه الفرصة لإستعراض العلاقات التي تربط منذ 55 سنة الجزائر و الصين مذكرا بان "الصين كانت البلد الاول غير العربي الذي اعترف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بعد اسابيع فقط من اعلانها (سبتمبر 1958)". من جانبه اكد وزير شؤون خارجية جمهورية الصين الشعبية وونغ يي ان العلاقات بين الجزائر و الصين "قد قطعت شوطا استثنائيا" و "صمدت امام جميع الصعوبات" مشيرا الى ان تلك العلاقات اتضح اليوم انها "اكثر متانة". و اضاف السيد وونغ ان بلاده "تدعم بقوة الجهود التي تبذلها الجزائر من اجل الحفاظ على سيادتها و تطوير اقتصادها. كما ابرز ان الصين "لن تنسى ابدا الدور الهام الذي لعبته الجزائر في اعادة مقعدها الشرعي بمجلس الامن الدولي و مساعدتها الانسانية للشعب الصيني على اثر الزلزال الذي وقع سنة 2008". و تابع قوله ان التعاون الجزائريالصيني "قد اعطى ثماره منذ 55 سنة في شتى المجالات" مذكرا بان الميزان التجاري الذي لم يكن يتعدى 200 مليون دولار قبل 30 سنة قد بلغ اليوم 8 ملايير دولار امريكي. في ذات السياق اعرب السيد وونغ عن ثقته في وجود امكانيات هامة "تنتظر الاستغلال بين البلدين سيما في ميداني التجارة و الاستثمارات في الاشغال العمومية و هو القطاع الذي تبلغ قيمة استثماراته45 مليار دولار". كما اكد رئيس الدبلوماسية الصينية ان الجزائر و الصين "مطالبين بالنظر الى المستقبل و تحديد اهداف و افاق جديدة من اجل تطوير علاقاتهما الثنائية على اساس التوافق الذي اقره رئيسا البلدين من خلال اقامة شراكة استراتيجية شاملة سيتم الانطلاق فيها قريبا". من جهتها أشارت وزيرة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال زهرة دردوري إلى أن "المناخ الإيجابي السائد بين الجزائر و الصين سمح بإقامة علاقات تعاون اقتصادي مكثفة و متنوعة قائمة على الثقة المتبادلة و تقاليد من الحوار و التشاور راسخة بين الحكومتين و الشعبين". و بخصوص قطاعها أكدت الوزيرة أنه "تمت إقامة علاقات تعاون جد مثمرة منذ سنوات طويلة لا سيما في مجال تطوير مرافق الاتصالات". يتواجد وزير الشؤون الخارجية الصيني وونغ يي بالجزائر في إطار إحياء الذكرى ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر و الصين.