شرع المركز الوطني لتنمية الموارد البيولوجية التابع لوزارة تهيئة الإقليم و البيئة شهر ابريل المنصرم، في وضع قاعدة معلومات تشمل كل الجزر المتواجدة عبر الساحل الجزائري، أكدت يوم الخميس المكلفة بالاتصال السيدة حابل نجية. وأوضحت السيدة حابل على هامش احياء اليوم العالمي للتنوع البيئي المصادف ل 22 مايو من كل سنة و الذي جاء هذا العام تحت شعار " التنوع البيولوجي بالجزر" ان اولى البيانات التي تم جمعها من قبل أعضاء لجنة مختصة تضم خبراء و مهندسين في البيئة تابعين للمحافظة الوطنية للساحل كشفت وجود نحو" 220 جزيرة و جزيرة "على طول الساحل الجزائري الممتد عبر أزيد من 1400 كلم. و اضافت أن المعلومات التي كانت متوفرة سابقا عن جزر الساحل الجزائري "عامة" و لا تشمل سوى بعض الجزر المعروفة على غرار جزر حبيباص الواقعة بعرض ساحل بلدية عين الكرمة بأقصى غرب الساحل الوهراني أو شبه جزيرة شطايبي بولاية عنابة أو جزيرة رشقون بولاية عين تموشنت. واكدت المتحدثة أنه من المنتظر ان تمكن هذه القاعدة المعلوماتية من "تصنيف و إحصاء كل النظم البيولوجية و الحيوية لهذه الجزر" مع رصد المخاطر التي تتهدد مختلف مظاهر التنوع البيئي بها لاسيما ما تعلق بتنوع الثروة المائية والحيوانية و النباتية. وأبرزت السيدة حابل المخاطر التي تتهدد هذا النظام البيئي على غرار ظاهرة" التلوث الناجم عن مصبات مياه الصرف سواء القادمة من الوديان او المتسربة من السفن الى البحر" واوردت السيدة حابل مثالا عن ذلك بما تشهده الجزر التي تشكل كل من ارخبيل الريس حميدو و ارخبيل عين البنيان و أرخبيل باب الواد بولاية الجزائر و التي بلغت بها درجة التلوث نسبة مقلقة. و أضافت ان تلوث مياه البحر تسبب في تراجع محسوس للنبات البحري المعروف باسم "بوزيدوني" الذي يحيط بتلك الجزر و المعروف باهميته الكبرى في جلب الثروة السمكية و تكاثرها اضافة الى تصفية المياه المحيطة باي جزيرة حيث تراجع هذا النوع لصالح نوع اخر هو "تاكسي فليا كوليربا" الذي غزى النوع الأول ما يشكل تهديدا حقيقيا للتوازن البيئي بمحيط الجزر الملوثة. وتشمل مظاهر تدهور الجزر الكبرى عبر الساحل الجزائري الصيد العشوائي و كذا الرعي غير المنظم بشبه الجزر التي لها امتداد عبر اليابسة اضافة الى سلوكيات خاطئة لبعض السياح كما قالت السيدة حابل. وكان الإحتفاء باليوم العالمي للتنوع البيئي الذي بادرت إلى تنظيمه المدرسة البيئية بحديقة التجارب بالحامة بالجزائر العاصمة فرصة للتقرب من تلاميذ المدارس الذين حضروا درسا نموذجيا تعرفوا من خلاله على التنوع البيولوجي و أهميته. وفي هذا الصدد أوضحت السيدة كوثر مادوي المسؤولة عن المدرسة أن الهدف الاساسي من تنظيم هذه المبادرة التي شملت معارض مختلفة حول موضوع البيئة و التنوع البيولوجي و ورشات حول مواضيع ذات صلة بشعار هذه السنة و كذا مسابقات للاطفال لاحسن رسم عن الطبيعة و أسئلة ثقافة عامة يكمن في توعية طفل اليوم الذي سيكون رجل الغد بأهمية مبدأ الحفاظ على البيئة بكل مظاهرها .