تبذل جهود دبلوماسية على مختلف المستويات من أجل وقف التصعيد على خلفية قرار كل من السعودية و الإمارات و البحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وسط دعوات إلى الحوار في وقت يستعد فيه أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح للقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز ال سعود في إطار وساطة لاحتواء الأزمة ومحاولة ترتيب البيت العربي. و اوضح وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني أن أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني "كان يعتزم توجيه خطاب مساء امس الاثنين إلى الأمة بشأن الأزمة المتفجرة إلا انه أجله إلى اليوم الثلاثاء بعدما طلب منه أمير الكويت ذلك لإعطائه مساحة للتحرك والتواصل مع أطراف الأزمة. "لا إجراءات تصعيدية" من قبل الدوحة وخيارها الاستراتيجي هو"حل أي أزمة عن طريق الحوار" وفي ظل التصعيد الذي تشهده الأزمة الدبلوماسية أكد وزير الخارجية القطري أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية وحلفاؤها ضد بلاده هي "إجراءات أحادية الجانب من هذه الدول إجراءات غير مسبوقة (...) ولكن في النهاية لن تكون هناك إجراءات تصعيدية من دولة قطر لأن الخيار الاستراتيجي لدولة قطر هو حل أي أزمة من خلال الحوار. و تسائل عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي "الذي اعتبر بأنه يستخدم كأداة ل"فرض وصاية أو فرض سياسات تبدأ بسياسات خارجية ومن ثم فرض وصاية على دولة من دول المجلس" مؤكدا رفضه للتدخل في شؤون بلاده الداخلية. و اعتبر ان الحصار الذي فرضته السعودية وحلفاؤها على بلاده "لن يكون له أي تأثير على مسار الحياة" في قطر مقرا في المقابل بأن "الإجراء الوحيد الذي من الممكن أن يكون له تأثير على الحركة هو إجراء الحدود البرية التي أغلقتها السعودية مع قطر" وهي الحدود البرية الوحيدة للدولة الصغيرة الغينة بالغاز. وطمأن الوزير قائلا أن "المسارات البحرية هي مياه دولية والأجواء هناك أجواء دولية نستطيع الطيران من خلالها ونستطيع توفير كافة المستلزمات للحياة اليومية والحياة اليومية ستسير بشكل طبيعي وكافة المواد اللازمة للاستمرار في مشاريعنا ستسير بشكل طبيعي ولن يكون هناك أي تأثير على مسار الحياة الطبيعية في دولة قطر". و لم يخفي الوزير القطري بان هذه الإجراءات "الأحادية من جانب هذه الدول وغير مسبوقة" "أثرت على المواطنين والعلاقات الأسرية التي تربط شعوب مجلس التعاون الخليجي". تحركات دبلوماسية حثيثة لوقف التصعيد ورأب الصدع و دعوات إلى الحوار أجرت السعودية و مصر مباحثات على مستوى وزيريها للخارجية عادل الجبير و سامح شكري على التوالي مباحثات تناولت التطورات الإقليمية عهلى خلفية قطع علاقاتهما مع دولة قطر. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري ان المباحثات كانت "مناسبة لاستئناف وتيرة التنسيق السياسي بين مصر والسعودية لاسيما في المرحلة الراهنة في المنطقة العربية والتحديات التي تجابهها وأيضا من أجل مواصلة التعاون على المستوى الثنائي. و بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تطورات الأحداث في منطقة الخليج وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. و اعرب الرئيس التركي تضامن بلاده مع دولة قطر في ظل الأزمة المتفاقمة مع بعض دول الخليج مبديا تعاون تركيا بكافة السبل الكفيلة والجهود المبذولة للعمل على رأب الصدع وتجاوز الخلافات. من جهته تباحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفيا مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن الثاني التطورات الأخيرة في العلاقات بين قطر والدول العربية ودعا إلى تسوية كافة الخلافات عبر الحوار. و اعرب لافروف عن قلقه "البالغ" إزاء ظهور بؤرة جديدة من التوتر في العالم العربي, ودعا لتجاوز الخلافات القائمة عبر طاولة الحوار, وعبر الحوار القائم على أساس الاحترام المتبادل. في أعقاب التصعيد الذي تشهده الأزمة الدبلوماسية بين قطر و عدد من الدول العربية دعت الجزائر مجمل البلدان المعنية بانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول وحثت على ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف. و جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن "الجزائر تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وان الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية خاصة وأن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول والشعوب العربية نحو تضامن فعال ووحدة حقيقية كثيرة على غرار الإرهاب". و أشار البيان إلى أن الجزائر "تتابع باهتمام بالغ تدهور العلاقات بين بعض دول الخليج و دول المنطقة و انعكاساته على وحدة و تضامن العالم العربي". و اعتبرت ايران أن تزايد التوتر فى العلاقات بين الدول العربية يمثل "تهديدا لمصالح" دول المنطقة وان الوسائل السياسية والسلمية والمحادثات المباشرة والتى تتسم بالشفافية هى "الوسيلة الوحيدة" لتسوية الخلافات. و جاء في بيان للخارجية الإيرانية "وسط تهديد الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم ومع مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية من جانب إسرائيل فإن تزايد التوتر بين دول المنطقة لا يفيد دول المنطقة أو حكوماتها ويهدد مصالح للجميع". و اكدت السودان استعدادها "الكامل" لبذل كل الجهود مع كافة الأشقاء العرب لتهدئة النفوس بعد إعلان عدة دول عربية عن قطع علاقاتها مع دولة قطر معربة عن ثقتها "التامة" في رغبة وقدرة القادة العرب على تجاوز هذه الأزمة داعية إلى تهدئة النفوس والعمل على تجاوز الخلافات بما هو معروف من حكمة وحنكة وحرص على مصالح دول وشعوب الأمة العربية.