أجمع عدد من المجاهدين بالجزائر العاصمة أن الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني و انعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956/1955, تعتبر "واحدة من المنارات التاريخية للثورة الجزائرية" بالنظر إلى النتائج البارزة التي دعمت مسار تحرر الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي. و اعتبر المجاهدون المشاركون في اليوم الاحتفالي الذي نظمه أمن ولاية الجزائر أمس على شرف المجاهدين بالعاصمة, أن الحديث عن حيثيات هذه التواريخ "المفصلية" في الحركة الوطنية من شأنه الرفع من معنويات جيل اليوم و تلقينه أن هذه التواريخ هي "منارات تاريخية في عمر ثورة التحرير الوطني", على حد قول المجاهد طارق بن شيبان. وأوضح المتحدث أن مسار الثورة الجزائرية "مر بأحداث هامة ومصيرية" بدء بغرة نوفمبر وقبلها أحداث 8 ماي 1945 و وصولا إلى مظاهرات 17 أكتوبر 1961 و غيرها من المحطات التي يجب أن تستوقف بالدراسة و التحليل. كما عاد, في سياق ذي صلة, إلى نتائج الهجوم الشمال القسنطيني الذي كسر الخطة العسكرية الفرنسية في الأوراس, و "اقنع المترددين" من الجزائريين بالثورة كحل جذري, و أثبت أن المجاهدين ليسوا قطاع طرق كما روجت له الدعاية الاستعمارية, بل ثوار ضمن ثورة منظمة ومهيكلة. وعن مؤتمر الصومام قال إن "اختيار قرية إفري دعمته ضمانات العقيد عميروش الذي التزم بحماية المؤتمرين طيلة 10 أيام كاملة" . و في هذا المؤتمر --يقول -- تأسست الدولة الجزائرية, و تم تنظيمها و خلق مؤسسات بما فيه مجلس الثورة بعضوية 34 عضوا و الذي كان بمثابة البرلمان اليوم, و إنشاء لجنة التنسيق و لاحقا تكوين الحكومة الجزائرية برئاسة فرحات عباس, ناهيك تنظيم الاجهزة الإدارية و السياسية و فتح القضاء وحل مشاكل الناس و تدويل القضية الجزائرية في هيئة الأممالمتحدة. يذكر أن اللقاء التاريخي نظم من قبل أمن ولاية الجزائر لصالح إطارات الشرطة و اعوانها, و كان بحضور رئيس أمن ولاية الجزائر بالنيابة محمد بطاش الذي أشرف على تكريم عدد من المجاهدين و أكد في كلمته الافتتاحية أن هجومات الشمال القسنطيني و كذا مؤتمر الصومام يعد تاريخا "راسخا" في الأذهان لما يمليه من تضحيات جسام لمجاهدين وشهداء, و فيها "أبدع العقل الثائر" و انبثقت عنه عدة قرارات مصيرية يجب إبراز قيمها ومعانيها للأجيال الصاعدة.