أجمع عدد من المجاهدين بالجزائر العاصمة أن الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني و انعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956/1955, تعتبر *واحدة من المنارات التاريخية للثورة الجزائرية* بالنظر إلى النتائج البارزة التي دعمت مسار تحرر الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي. و اعتبر المجاهدون المشاركون في اليوم الاحتفالي الذي نظمه أمن ولاية الجزائر على شرف المجاهدين بالعاصمة, أن الحديث عن حيثيات هذه التواريخ *المفصلية* في الحركة الوطنية من شأنه الرفع من معنويات جيل اليوم و تلقينه أن هذه التواريخ هي *منارات تاريخية في عمر ثورة التحرير الوطني*, على حد قول المجاهد طارق بن شيبان. أما المجاهد طاهر حسين فقال إن أهمية هذين التاريخين تكمن في *الظروف الصعبة* التي أحاطت بالمجاهدين سواء في 1955 أو في 1956, في إشارة منه إلى تضاعف تعداد الجيش الاستعماري في الفترة ما بين 1954 و 1955 حيث وصل من 40 ألف عسكري إلى 80 ألف لمحاصرة المجاهدين. ودعا محمود عرباجي عضو مكتب ولاية الجزائر للمنظمة الوطنية للمجاهدين مكلف بالتاريخ و التراث الجزائر, من جهته, إلى *ضرورة التذكير* بالمناضلين القدامى الذين ساهموا في الأحداث الكبرى التي عرفتها الثورة الجزائرية و العودة الى مساهمة كل واحد منهم سواء في هجومات الشمال القسنطيني أو مؤتمر الصومام. وخص بالذكر كل من عبان رمضان و اعمر أوزقان و بجاوي محمد و تمام الى جانب بوعتورة مراد و عيسى كشيدة و آخرين. واستعاد المجاهد و المحامي أحمد فيلالي بدوره, الظروف العصيبة التي أحاطت بالمجاهدين أثناء تحضير هجومات 1955, وقال إنه من الأسباب المباشرة لتفعيل تلك الهجمات هو *الحصار الشديد الذي طبقه المستعمر على منطقة الأوراس و على مصطفى بن بولعيد الذي كان فاعلا في مجال تخزين الأسلحة و التنقل*. وعن مؤتمر الصومام قال إن *اختيار قرية إفري دعمته ضمانات العقيد عميروش الذي التزم بحماية المؤتمرين طيلة 10 أيام كاملة*. و في هذا المؤتمر - يقول - تأسست الدولة الجزائرية, و تم تنظيمها و خلق مؤسسات بما فيه مجلس الثورة بعضوية 34 عضوا و الذي كان بمثابة البرلمان اليوم, و إنشاء لجنة التنسيق و لاحقا تكوين الحكومة الجزائرية برئاسة فرحات عباس, ناهيك تنظيم الاجهزة الإدارية و السياسية و فتح القضاء وحل مشاكل الناس و تدويل القضية الجزائرية في هيئة الأممالمتحدة.