تم يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة التأكيد على أهمية تعزيز وحماية القدرات الخاصة بالأشخاص ذوي الاعاقة وضمان تمتعهم الكامل بالحقوق الاساسية التي تضمن لهم العيش الكريم في أوساط المجتمع. وفي هذا الصدد، أشارت وزيرة التضامن الوطني والاسرة وقضايا المرأة، غنية الدالية، في كلمة لها خلال لقاء نظم بالمركز العائلي للضمان الاجتماعي بابن عكنون بمناسبة إحياء اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاعاقة تحت شعار "تعزيز مشاركة وريادة الاشخاص ذوي الاعاقة : الانخراط في اجندة التنمية المستدامة 2030"، ان "الحكومة اتخذت في الاشهر الاخيرة عدة قرارات هامة في مجال التربية والتعليم المتخصصين والتكوين والتشغيل والمساعدات الاجتماعية وذلك في اطار مساعي الدولة للانتقال بهذه الفئة من منطق الاحسان والرأفة الى منطق الاستقلالية والمشاركة والابداع في مجال التنمية بصفة عامة". وذكرت في ذات السياق أنه "تم فتح ابواب المراكز المتخصصة والمدارس والملحقات التي يتوفر عليها القطاع أمام هذه الفئة من اجل التكوين والتعليم لمجموع ما يزيد عن 30 الف مسجل وتدعيم الحركة الجمعوية الناشطة في هذا المجال وكذا فتح مجال الاستثمار أمام الخواص في مجال التكفل بالإعاقة الذهنية". كما نوهت ب"التدابير الاخيرة للحكومة والخاصة برفع التجميد على العمليات الاستثمارية للقطاع وعددها 22 عملية لإنجاز واعادة تهيئة مؤسسات وتخصيص 2422 منصب مالي لدعم التأطير واقتناء تجهيزات تقنية بيداغوجية لفائدة اطفال مدارس الاطفال المعوقين سمعيا وبصريا وكذا تحسين ظروف الادماج المهني والاجتماعي للأشخاص المعاقين وذلك برفع نسبة التوظيف من 1 الى 3 بالمائة على الاقل وتحسين الخدمات المقدمة لهذه الفئة كتخصيص شبابيك وممرات وإلزام المؤسسات الاقتصادية والادارات العامة على تطبيق ذلك". كما تطرقت الى "تثمين المنحة المالية الشهرية للأشخاص ذوي الاعاقة بدون دخل بنسية 100 بالمائة لتنتقل من 4 الاف الى 10 الاف دج ابتداء من اكتوبر الماضي، بالإضافة الى التكفل بدفع اشتراكات الضمان الاجتماعي لصالح هذه الفئة وتمويل العمليات المتعلقة بالمساعدات التضامنية واعداد دليل تقييم الاعاقة في شقيه الطبي والاجتماعي بالتعاون مع وزارة الصحة". وفي كلمة له بنفس المناسبة، دعا وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، الجميع الى "تحمل المسؤولية لحماية حقوق هذه الفئة مثلما هو منصوص عليه في الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الاشخاص المعاقين، والتي انخرطت فيها الجزائر بشكل كلي وذلك في اطار المساواة ما بين المواطنين وعدم التمييز بينهم في اطار تكافؤ الفرص والترقية والتكوين والادماج". بدوره، ذكر وزير التكوين والتعليم المهنيين، دادا موسى بلخير، بإرادة الحكومة في العمل من أجل "توحيد الجهود، لاسيما بإسهام الحركة الجمعوية، في مسعى مشترك بغية التكفل بتكوين ومرافقة الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة"، مشيرا الى "اسهام قطاعه بصفة مباشرة في ادماج هذه الفئة في الحياة العملية والاجتماعية وتمكينها من المشاركة في خلق الثروة بصفة مستقلة ومسؤولة". وفي ذات المنحى، شدد وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، محمد ميراوي، على ضرورة "تغيير رؤيتنا ومفاهيمنا تجاه هذه الفئة والايمان بإمكانياتها الابداعية"، مشيرا الى انها "برهنت على قدرتها في تحقيق النجاحات تلوى الاخرى في جميع المجالات". كما أبرز بدوره وزير الشباب والرياضة، سليم رؤوف برناوي، ما حققته هذه الفئة من خلال حصولها على نتائج باهرة في التظاهرات الرياضية الاخيرة، معتبرا ذلك بمثابة "دليل قاطع على القدرات الفعلية لهذه الفئة التي رفعت علم الجزائر عاليا"، وهو ما يستوجب --كما قال-- "الايمان بقدراتها وتشجيعها ودعمها". للإشارة، تم خلال هذا الحفل تكريم بعض الناشطين من ذوي الاحتياجات الخاصة.