تحل بعد غد الاثنين الذكرى ال44 المخلدة ل"يوم الأرض الفلسطيني" والشعب الفلسطيني كله إصرار على مواصلة النضال والكفاح إلى غاية تحرير كل شبر من تراب وطنه المغتصب. ويحيي الشعب الفلسطيني هذه الذكرى وهو كله تأكيد أكثر من أي وقت مضى على إسقاط كافة المؤامرات التي تحاك ضده? وآخرها تلك التي أطلق عليها "خطة السلام الجديدة" أو ما يعرف ب"صفقة القرن". وتحل هذه الذكرى والشعب الفلسطيني والعربي وأحرار العالم كافة يقفون في 30 مارس من كل عام احياءا ل"يوم الأرض", الذي يخلد ذكرى مصادرة الاحتلال الإسرائيلي سنة 1976, لآلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية (الدونم يعادل ألف متر مربع) من بلدات عربية وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل ومثلث النقب, أضيفت إلى أراضي أخرى صودرت من قبل بهدف تنفيذ مشروع تهويدي لكافة منطقة الجليل. ويقول السفير الفلسطيني لدى الجزائر, في هذا الصدد, أن السلطة الفلسطينية قدمت لمحكمة العدل الدولية, منذ عدة سنوات التقارير والبيانات التي تدين الاحتلال الإسرائيلي ب"جرائم حرب" ومن ضمنها الاستيطان, الذي يتولد عنه نقل سكان وهدم بيوت ومصادرة أراضي وكل ذلك. وقد أصدرت المحكمة قرارا يقضي بعدم شرعية وعدم قانونية هذه المستوطنات وبكونها مخالفة للقانون الدولي باعتبار أنها تقام في أراضي محتلة, كما رفعت شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية, في هذا الخصوص, درستها هذه الأخيرة وأقرت فيها, مذكرا بأن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي سبق وأن أدانت الاستيطان مرارا وأقرت بعدم شرعيته. == هدم المنازل الفلسطينية لتكريس الاستيطان == ودائما في إطار سياستها التوسعية, وبهدف إبقاء مناطق واسعة من الضفة الغربية فارغة لضمها إلى إسرائيل لاحقا, وفي سياق سياسة شاملة تستهدف الوجود الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية والقدس خاصة, تنفذ سلطات الاحتلال عمليات هدم للمنازل الفلسطينية. ووفقا للأرقام الرسمية فقد هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاري 18 منزلا فلسطينيا شرد إثره 90 شخصا, كما هدمت أكثر من 140 منزلا خلال العام 2019, بينما هدمت أكثر من 2200 منزل في الفترة ما بين 1967 و2019 وشرد على إثر ذلك قرابة 10 آلاف فلسطيني, وذلك في الضفة الغربية والقدس فقط, دون الحديث عن عمليات الهدم والتدمير التي طالت قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عقد من الزمن. وإلى جانب هدم منازلهم ومصادرة أراضيهم , يتعرض المزارعون الفلسطينيون إلى اعتداءات شبه يومية من قبل جحافل المستوطنين الإسرائيليين, الذين يعمدون إلى تخريب المحاصيل وقطع الأشجار المعمرة. ولعل آخرها كان قطع مجموعة كبيرة من المستوطنين المتطرفين ل 780 شجرة من الأراضي الزراعية الفلسطينية التي تقع ببلدة (الخضر) في مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربيةالمحتلة, في غضون ثلاثة أيام فقط مطلع شهر مارس الجاري, منها 580 شجرة كرمة, و200 شجرة زيتون معمرة. ويتعمد المحتل ومستوطنيه الاعتداء على الأرض الفلسطينية وخيراتها ويتكالبون من أجل تجريد الفلسطينيين منها, لتيقنهم بأنها تشكل للشعب الفلسطيني جذوره وامتدادا لحياته, وفيها ذاكرتهم ونضالهم ومقاومتهم, ولن يتخلوا عنها, وسيستعيدون كل شبر من ترابها مهما طال بهم الزمن.