رصدت الصحف الوطنية الصادرة يوم السبت "الإرادة القوية" لمترشحي الاحزاب السياسية والقوائم الحرة ونشاطهم "المكثف" في أواخر أيام الحملة الانتخابية من أجل كسب المزيد من أصوات الجزائريين تحسبا لتشريعيات السبت القادم. وأبرزت مختلف عناوين الصحف الوطنية في هذا السياق تصريحات المترشحين في اليومين الأخيرين من سباق التشريعيات التي ركزت على وجه الخصوص على دعوة المواطنين "الملحة" للذهاب الى صناديق الاقتراع والتصويت لصالح من يرونه الأفضل لتمثيلهم في الغرفة السفلى من البرلمان. كما أبرزت ذات الصحف الارادة "القوية" لممثلي الاحزاب السياسية المترشحة في اقناع الجزائريين ب"عدم تفويت فرصة الاقتراع التي من شأنها المساهمة في إحداث التغيير المرجو منذ سنوات". وتحت عنوان "الحملة في ايامها الاخيرة : الصندوق لبناء الجزائر", استعرضت يومية "المساء" مختلف الخرجات الميدانية والنشاطات الجوارية للأحزاب السياسية في الايام الاخيرة من عمر الحملة الانتخابية الخاصة بتشريعيات 12 يونيو الجاري, التي دعا من خلالها مسؤولو هذه الاحزاب المواطنين الى الذهاب ب"قوة" الى صناديق الاقتراع للمساهمة في "استكمال" بناء مؤسسات الدولة وبناء اقتصاد متنوع وقوي واحداث التغيير الذي ينشده الجزائريون . وعلقت الجريدة في هذا السياق بأن منشطي الحملة الانتخابية "اجتهدوا في التسويق للبرنامج الانتخابي الذي تعول عليه تشكيلاتهم السياسية من أجل وضع أفضل لجزائر الغد التي أجمع الجميع على "ضرورة أن تبنى بمؤسسات قوية وبالكفاءات والنزهاء الذين لا يغريهم شيء في سبيل خدمة الوطن". وخصصت يومية "الشعب" من جهتها صحفتين لإبراز مجريات الحملة الانتخابية التي شهدت نهاية الاسبوع نشاطا "مكثفا" عكس --حسبها-- "حدة التنافس" في اخر اسبوع من هذه الحملة قبل ان يحسم الناخب خياره يوم السبت القادم. وعلقت جريدة "الشروق اليومي" على صفحتها الاولى بالبنط العريض " 72 ساعة الاخيرة.. مترشحو التشريعيات بالسرعة القصوى", حيث كتب صاحب المقال بأن منشطي الحملة "يسابقون الزمن لإثبات وجودهم في الساحة السياسية من خلال تكثيف خرجاتهم نحو البلديات والدوائر والعروش لإقناع الناخبين بمنحهم أصواتهم عشية الموعد الانتخابي", مشيرا في ذات الوقت إلى أن رؤساء الأحزاب لجأوا الى "إخراج كل أوراقهم واستعراض عضلاتهم والتذكير بإنجازاتهم في العهدات السابقة" . واضاف كاتب المقال ايضا بأن أصحاب القوائم الحرة اختاروا بدورهم النزول الى الشارع ومحاورة الناخبين وجها لوجه على امل افتكاك موقع في الساحة واقناع الطرف الاخر بضرورة التوجه الى صناديق الاقتراع". وضمن نفس الاتجاه, كتبت يومية "لوسوار دالجيري" مقالا قالت فيه بان رؤساء الاحزاب السياسية "سرعوا في الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية من وتيرة تجمعاتهم الشعبية وخرجاتهم الميدانية والجوارية بغية استمالة الناخبين وتحفيزهم على الذهاب الى صناديق الاقتراع". وفي تحقيق خصصته لمرشحي القوائم الحرة في تشريعيات يونيو 2021, تساءلت صحيفة "الوطن" تحت عنوان كبير :" لماذا يترشحون" عن الدوافع والاسباب من وراء ترشح هؤلاء الاحرار , حيث نقل صاحب التحقيق تصريحات 7 مترشحين منهم 5 ترشحوا لأول مرة تحدثوا من خلالها عن الاسباب التي دفعتهم لخوض غمار التشريعيات والانخراط بالتالي في الحقل السياسي. اقرأ أيضا : صحافة: منشطو الحملة الانتخابية يكثفون لقاءاتهم مع المواطنين لكسب أصواتهم كما تطرق هؤلاء ايضا --حسب التحقيق-- الى مساراتهم النضالية قبل قرار الترشح , مستعرضين مجرى حملاتهم الانتخابية. و تحت عنوان "في اطار احترام الاخلاق السياسية" , خصص عميد الصحافة الناطقة باللغة الفرنسية "المجاهد" عمودا أكد فيه صاحبه أن الحملة الانتخابية التي تشرف على نهايتها "تطورت في جو من الهدوء وتتواصل في اطار احترام اخلاقيات الممارسة السياسية ودون تسجيل حوادث او تجاوزات تذكر". وتطرق العمود في هذا الصدد الى التصريحات الاخيرة لرئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الذي رحب ب"الغياب التام لخطاب الكراهية في التجمعات الشعبية والخرجات الميدانية للأحزاب السياسية ومرشحي القوائم الحرة الذين كانوا حريصين أيضا على هدم المساس برموز الدولة وبمؤسسات الجمهورية ". وحرص صاحب العمود على التأكيد من جهة أخرى على أن الجزائر "تتجه فعلا نحو تطبيع الحياة السياسية ... من خلال رفض 53 بالمائة من قوائم المترشحين بسبب صلتها بالمال الفاسد من جهة ومن خلال مساعدة الدولة للمترشحين الشباب الاحرار من جهة أخرى". أما يومية "ليكسبريسيون" فقد استعرضت البعض من تصريحات منشطي الحملة الانتخابية خلال اليومين الاخيرين الذين أكدوا عزمهم على "إستغلال التشريعيات المقبلة لبناء مؤسسات قوية". كما نقلت الجريدة حوارات لمترشحين أحرار أبرزوا من خلالها إنخراطهم في مسعى التغيير الذي ينتظره الجزائريون , مشددين على رغبتهم "القوية" في تمثيل من ينتخبهم "أحسن تمثيل في المجلس الشعبي الوطني والمضي بالجزائر الجديدة نحو الأفضل".