أثارت واقعة فرار شبان مغاربة من مطار بالما دي مايوركا في أرخبيل الباليار, جدلا واسعا في اسبانيا, حيث اتهمت العديد من الاحزاب السياسية في هذا البلد, المغرب باستخدام المهاجرين كسلاح ضد اسبانيا. وذكرت تقارير اعلامية أن هروب مواطنين من جنسية مغربية من مطار مايوركا السبت الماضي بعد هبوط طائرتهم اضطراريا بسبب افتعالهم لحادث اصابة أحد الركاب بوعكة صحية, خلق جدلا داخل الاوساط السياسية و الاعلامية الاسبانية ووصل صداها الى داخل البرلمان الاسباني. وبعدما اتهمت المغرب ب"استخدام المهاجرين كسلاح لغزو الاراضي الاسبانية", طالبت أحزاب سياسية, أمس الثلاثاء, رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بتقديم تفسير حول ما حدث في مطار مايوركا. و استغل حزب "فوكس" هذه الواقعة للتحذير مجددا مما وصفه ب"الغزو المغربي" لإسبانيا, مشددا على أن "هذا الفرار غير العادي يحدث في العام الذي حطمت فيه جزر البليار أرقاما قياسية في الهجرة غير النظامية عن طريق البحر". و أشار حزب "فوكس" الى أن "واقعة فرار الشبان المغاربة من الطائرة بتلك الطريقة دليل آخر على كيفية استمرار المغرب في استخدام سكانه كسلاح لغزو الأراضي الإسبانية". و من جهته أوضح نائب الامين العام ل"حزب الشعب" - أهم قوة معارضة في البرلمان الاسباني - أن حادث هروب المغاربة من الطائرة الذي تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي "أضر بصورة إسبانيا وتسبب في حالة من انعدام الأمن والخطر, لأن المطار اضطر إلى شل نشاطه لعدة ساعات". و أكد أن هذه الواقعة "تستدعي من رئيس الحكومة الإسبانية إدراج ملف الهجرة غير النظامية في قائمة اتفاقيات الدولة". و كانت مجموعة من الشبان المغاربة من ركاب طائرة كانت متوجهة من المغرب الى تركيا قد تورطوا في حادث هبوط الطائرة اضطراريا في المطار الاسباني بعد ادعاء أحدهم شعوره بالإعياء, و "أثناء اخلاء المريض المفترض في مطار بالما دي مايوركا, انتهز حوالي 20 راكبا و جميعهم مغاربة الفرصة للهروب, فنزلوا على المدرج ولاذوا بالفرار" قبل أن تتمكن السلطات الإسبانية من اعتقال عدد منهم فيما لازال البحث جاريا عن الفارين الاخرين, حسب صحيفة /الباييس/ الاسبانية. وتسبب الحادث في إغلاق أحد أكثر مطارات اسبانيا ازدحاما لقرابة أربع ساعات, وتم تغيير مسار 13 طائرة كانت متجهة إلى بالما, إلى مطارات أخرى, كما سجلت 16 رحلة تأخيرات كبيرة. و يعتبر استعمال المغرب لورقة المهاجرين لأغراض سياسية "ليس امرا جديدا" حسب ما أكده دبلوماسيون اسبان لموقع اعلامي مختص في العالم العربي "شرق 21", حيث ان "الرباط تريد أن تحذو الدول الاوروبية حذو الولاياتالمتحدة و الاقتداء بالرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب - الذي اقدم في 2020 على الاعتراف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية, الاقليم غير المستقل, مقابل تطبيع العلاقات بين المغرب و الكيان الصهيوني, حليف الولاياتالمتحدة - ومن أجل ذلك فإن جميع الوسائل مسموحة بما في ذلك السماح بمرور المهاجرين غير الشرعيين نحو اسبانيا". وتمارس المملكة المغربية "سياسة عدائية" ضد كل الدول التي تتمسك بتطبيق الشرعية الدولية في الصحراء الغربية, و ترفض الاعتراف لها بسيادتها المزعومة على الاراضي الصحراوية المصنفة كإقليم غير مستقل.