تتواصل عملية الإقتراع هذا الخميس عبر المكاتب المتنقلة المنتشرة بولايات الجنوب الكبير برسم انتخابات تجديد المجالس الشعبية البلدية والولائية (محليات 27 نوفمبر 2021) في أجواء يطبعها "التفاؤل" في أوساط الناخبين و''آمال'' بتكفل أفضل بتطلعات الساكنة بالمناطق النائية. وكان من بين الناخبين أحمد عوامري في الخمسينات من العمر صادفته "وأج" بالمكتب المتنقل بابتدائية الشهيد "معتوقي معمر" ببلدية البرمة الحدودية (420 كلم جنوب شرق ورقلة)، الذي أعرب بعد الإدلاء بصوته عن ''أمله'' في أن تفرز هذه الإنتخابات منتخبين جدد يتمتعون ''بالنزاهة'' و ''الكفاءة'' من أجل المساهمة في تحسين الحياة المعيشية لمواطني المنطقة سيما منهم السكان البدو الرحل الذين لا يزالون -- حسبه -- يعانون من ''ظروف معيشية قاسية''. وبدوره أعرب بلخير بوراس في نفس السن الذي أدى واجبه الإنتخابي بالمكتب المتنقل ''حاسي القلتة'' بذات الجماعة المحلية النائية، عن ''رغبته '' في أن يساهم الذين سيحظون بثقة الناخبين في الدفع بعجلة التنمية بهذه المنطقة الحدودية، وتلبية تطلعات الساكنة سيما في قطاعات التعليم و الفلاحة و الصحة و السكن و التشغيل. وبولاية الوادي أجمع ناخبون أوائل ممن توافدوا على مكاتب التصويت المتنقلة المنتشرة بمناطق الشريط الحدودي أن أداء واجبهم الإنتخابي يشكل مساهمة منهم في مسار بناء الوطن. وفي هذا الإطار أشار عبد الله.د (43 سنة) إطار بقطاع التربية ، أن الإدلاء بصوته يجسد إيمانه المتأصل وقناعته الراسخة ''بأهمية الإنتخابات المحلية في إرساء أسس الديمقراطية التشاركية''. وهو ما ذهب إليه أيضا الشاب الصادق.ف (27 سنة) مربي مواشي ، أن أداء واجبه الإنتخابي كان ''من أجل الوطن واستقراره''. وعن سير العملية الإنتخابية بتلك المكاتب المتنقلة أكد عدد من ممثلي التشكيلات السياسية المتنافسة أنها عرفت منذ الساعات الأولى ''تأطيرا محكما'' ولم تسجيل ''أي تجاوزات'' . نفس الأجواء تشهدها أيضا عملية الإقتراع بالمكتبين المتنقلين بولاية بشار التي تتواصل بهما لفائدة 1.480 مسجلا ، وذلك على مستوى المنطقتين النائيتين وادي الناموس وفندي بإقليم بلدية بني ونيف الحدودية (100 كلم شمال بشار) بحضور ممثلي الأحزاب السياسية المشاركة وأعضاء من المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات ، مثلما أوضح المكلف بالإتصال بذات الهيئة محمد جرمان. وتتواصل بولاية إيليزي ولليوم الثاني على التوالي عملية الإقتراع لإنتخاب المجالس المحلية الجديدة على مستوى مكاتب التصويت المتنقلة التسعة (9) في ظروف محكمة ، وسط أجواء من ''التفاؤل'' من قبل الناخبين الذين يعقدون ''آمالا كبيرة'' في هذا الإستحقاق الإنتخابي. وفي هذا الشأن يقول الحاج موسى (78 سنة) الذي كان أول من قام بالإدلاء بصوته بالمكتب المتنقل رقم 15 بالتجمع السكاني المعزول وادي ''إيهان'' أنه كان ولا يزال دائما حاضرا في مثل هذه المواعيد الإنتخابية ولا يفوت فرصة المشاركة ، وذلك ''لثقته الكبيرة'' في أن '' الإنتخابات هي الوسيلة المثلى لإختيار منتخبين محليين يأخذون على عاتقهم هموم ساكنة هذه المنطقة''. وأعرب في السياق ذاته عن ''تفاؤله'' مما سيقدمه المنتخبين الجدد بخصوص توفير المتطلبات الضرورية لساكنة هذه القرية ، خاصة ما تعلق بتغطية الشبكة الهاتفية و توفير سيارة إسعاف لنقل المرضى. ومن جهتها الحاجة س. فاطمة، وهي كبيرة نساء هذه القرية لم تتخلف بدورها عن التصويت رغم أنها طاعنة في السن ، أشارت بعد أن وضعت الورقتين في الصندوق وبنبرة مليئة بمشاعر '' الفخر'' و''الإعتزاز أنها مع كل موعد إنتخابي تجدد آمالها في أن يتم إنجاز مجمع مدرسي يكفل حق التمدرس لأطفال هذا التجمع السكني النائي وأيضا توفير سكنات لائقة بهذه المنطقة. وفي نفس الإتجاه أعرب أحد شباب هذه القرية عن تطلعاته في أن يحظى شباب مثل هذه المناطق النائية باهتمام وعناية المسؤولين والمنتخبين المحليين ، و''أن يوفروا لهم مناصب شغل''. وتحصي المكاتب المتنقلة التسعة بولاية إيليزي 8.461 مسجلا بها، حسب معطيات المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات. وحول سير العملية الإنتخابية أوضح المندوب الولائي للسلطة بإيليزي محمد لخضر قارة أن العملية ومنذ انطلاقها أمس الأربعاء تجري في ظروف عادية عبر مختلف المكاتب المتنقلة المنتشرة بالمناطق النائية. وقد إنطلقت اليوم الخميس عملية الإقتراع على مستوى المكاتب المتنقلة المنتشرة عبر ولايتي الوادي وبرج باجي مختار، المعنية بتقديم هذه العملية بها قبل 48 ساعة قانونيا من موعد الإنتخابات. ويتعلق الأمر بستة (6) مكاتب موجهة لفائدة الناخبين القاطنين في المناطق الحدودية والمعزولة بإقليم ولاية الوادي، والتي تتوزع بالتساوي على بلديات الطالب العربي ودوار الماء وبن قشة، لتمكين 4.565 ناخبة وناخبا مسجلين في القوائم الإنتخابية بأداء واجبهم الإنتخابي، وفق معطيات المندوبيات المحلية للسلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات. جدير بالذكر أن عملية التصويت لإختيار أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية كانت قد انطلقت أمس الأربعاء في عدة ولايات من الجنوب الكبير عبر المكاتب المتنقلة المعنية بتقديم الإقتراع فيها قانونيا قبل 72 ساعة من الإنتخابات المحلية المقررة السبت القادم، طبقا لأحكام القانون المتعلق بالإنتخابات. وشملت العملية نحو 60 مكتبا متنقلا، موزعة عبر مناطق معزولة وحدودية بولايات ورقلة (6) وتندوف (10) وتمنراست (19) وعين قزام (3) و إيليزي (9) وجانت (9) وعين صالح (2) وبشار (2)، لتمكين المواطنين المسجلين من التصويت في أحسن الظروف التنظيمية. وسخرت كافة الوسائل الضرورية لإنجاح هذا الموعد الإنتخابي سيما من خلال ضمان التأطير البشري للمكاتب ومرافقة ممثلين عن القوائم المترشحة، والتغطية الطبية والأمنية، فضلا عن التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي للوقاية من جائحة كورونا.