الدعوة لتبني استراتيجية وطنية مشتركة لتحقيق التحول الرقمي المنشود

دعا المشاركون في فعاليات الطبعة الأولى للملتقى الدولي حول "رافعات التنمية الاقتصادية في الجزائر" اليوم الثلاثاء بالقليعة (تيبازة) إلى تبني استراتيجية وطنية مشتركة لتحقيق التحول الرقمي المنشود.
و أبرز المشاركون في هذه التظاهرة التي بادرت بتنظيمها المدرسة العليا للتجارة بالقليعة بالتنسيق مع المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، أهمية تنسيق الجهود في مجال التطوير التكنولوجي و الرقمي الذي باشرته عديد المؤسسات و الهيئات بشكل يسمح بتوحيد الرؤى و استحداث استراتيجية مشتركة و واضحة المعالم كرافعة من شأنها تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة و إحداث التحول الرقمي.
و في هذا السياق، تطرق الدكتور محفوظ درغوم في تدخل نشطه نيابة عن المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد، إلى أنه من بين التحديات و الرهانات التي تواجه عالم اليوم هو مدى تحكمها في التكنولوجيا التي صارت من بين مقومات كل تنمية اقتصادية.
و أكد على أهمية تنسيق و تظافر مجهودات جميع الفاعلين لتحقيق الأهداف المنشودة خاصة أن الإرادة السياسية متوفرة لدعم هذا المسعى مذكرا في هذا الصدد بالتزامات رئيس الجمهورية الذي جعل من 2022 سنة للإقلاع الاقتصادي و الإبداع التكنولوجي حيث أكد في عدة مناسبات على ضرورة إعطاء أهمية للبحث العلمي و التكنولوجي لوصول الصناعة الجزائرية إلى مستوى 15% من الإنتاج المحلي الخام.
من جهته، استعرض ممثل مجمع سونلغاز مدب عبد الله، إلى تجربة المؤسسة في التحول الرقمي الذي يعود لسنة 2009 مما سمح لها بتطوير برامج و أنظمة معلوماتية مائة بالمائة جزائرية و تحقق استقلالها التكنولوجي مبرزا أهمية إرساء استراتيجية رقمية مشتركة و واضحة و شاملة لوضعها في خدمة التنمية الاقتصادية في الجزائر.
كما ركز مدير التطوير بوزارة الصناعة ، جليلي كريم في مداخلة له حول الإنعاش الصناعي "المتطلبات والرافعات" على النظام الوطني للتطوير المعتمد مشددا على ضرورة التعاون بين القطاعات لخدمة التطور والوصول إلى تطوير المؤسسات الناشئة.
فيما أكد من جانبه ممثل وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ،عشاشة بلال على ضرورة صياغة قانون شامل للتجارة الإلكترونية في الجزائر نظرا لتداخل عدة قطاعات في هذا النشاط وكذا أهمية إستحداث هيئة أو هيكل يمثل هذا النوع من التجارة و وضع حد للتجارة الإلكترونية الموازية.
و من جانبه، قال احدان زهير ممثل شركة سوناطراك، أن هذه الأخيرة تسعى لتعزيز علاقاتها مع المؤسسات الجامعية و مراكز البحث من خلال إبرام اتفاقيات استراتيجية بناءة و فعالة قصد بناء نظام بحث و تطوير وطني وليس على مستوى شركة سوناطراك فقط مستعرضا بالمناسبة تجربة الشركة الرائدة في المحروقات مع ولوج عالم الرقمنة و الأنظمة المعلوماتية.
للإشارة، فقد نظم على هامش هذا الملتقى معرض ضم إنجازات و ابتكارات تكنولوجية لمؤسسات ناشئة و مراكز بحث علمية مدنية وعسكرية.