أسدل سهرة أمس السبت, الستار على مقابلات الدور ربع النهائي من رابطة أبطال إفريقيا, التي عرفت تألق فريق وفاق سطيف الذي نجح في العودة عن جدارة واستحقاق, بتأشيرة التأهل إلى نصف نهائي من الأراضي التونسية على حساب الترجي المحلي, في الوقت الذي لم يتمكن فيه ممثل الجزائر الثاني, فريق شباب بلوزداد, متصدر البطولة الوطنية, من تجاوز عقبة الوداد البيضاوي المغربي, لتتوقف بذلك مغامرته الافريقية في الدور ربع النهائي للمرة الثانية تواليا. و لا يختلف اثنان أنّ العلامة الكاملة في هذا الدور ربع النهائي, كانت من نصيب فريق وفاق سطيف الذي استحق كل التقدير و الاحترام على الانجاز الذي حققه سهرة الجمعة بملعب حمادي عقربي برادس (تونس), بعد تفوقه المستحق على الترجي الرياضي التونسي بنتيجة (0-1), ليحجز مقعدا له في المربع الأخير. فبعد تعثره في مقابلة الذهاب بملعب 5 جويلية حيث فرص عليه التعادل (0-0), نجح رفاق القائد عبد المؤمن جابو, مسجل هدف التأهل في الدقيقة ال21, من تحقيق الأهم في مقابلة الإياب, بفضل تسييرهم الجيد لمجريات اللقاء و تصديهم بكل شجاعة و ثبات لكل محاولات التشكيلة التونسية التي فشلت في العودة في النتيجة وانكسرت جميع محاولاتها أمام يقظة و استماتة دفاع وفاق "الجزائر". و لا يمكن الحديث عن انجاز الوفاق هذا, دون التوقف عند الأداء المتميز و البطولي للحارس سفيان خضايرية, و الذي نصبه ليكون رجل المقابلة دون منازع, بالنظر إلى تصديه لكل هجمات أشبال المدرب راضي الجعايدي, الذي كان يثق ثقة عمياء في قدرة فريقه عل حسم بطاقة التأهل, متجاهلا في ذلك الإمكانيات المحترمة التي كثيرا ما أبان عليها الوفاق خارج قواعده خاصة في المنافسات القارية. ومع إطلاق الحكم المغربي رضوان جيدة, لصافرة النهائية, انطلقت فرحة عناصر الوفاق السطايفي التي أبدت سرورها بعد تمكنها من تشريف ألوان الراية الوطنية. وعن هذه المقابلة قال المدرب الصربي, داركو نوفيتش : " اليوم (الجمعة), نجحنا في تحقيق في تحقيق مبتغانا وهو التأهل كما وعدنا أنصارنا. كنا قد درسنا جيدا منافسنا وانتجنا خط الدفاع في المنطقة وتضييق الخناق على مهاجمي المنافس. فبعد افتتاحنا لباب التسجيل, كان يكفينا محاولة الحفاظ عليه إلى غاية نهاية اللقاء وهو ما تمكنا منه. الآن, سنحاول مواصلة المشوار بنفس الإصرار وبنفس الروح". ولانّ الشهية تأتي مع الأكل, فان الوفاق سيواصل مشواره بكل عزم من اجل تحقيق حلم النجمة الثالثة بعد النجمتين الأولى في نسختها القديمة سنة 1988 و الثانية بالنسخة الجديدة للمنافسة القارية سنة 2014". فريق وفاق سطيف الذي اقتطع لأول مرة تأشيرة التأهل للدور نصف النهائي منذ تتويجه باللقب القاري سنة 2014, سيواجه الأهلي المصري الذي اقتطع هو الآخر تأشيرة التأهل على حساب الرجاء البيضاوي المغربي بعد الفوز عليه ذهابا (2-1) و تعادل معه إيابا ب(1-1). و سيكون الوفاق السطايفي على موعد بتحد صعب أمام الأهلي, حامل عشرة (10) ألقاب قارية آخرها في سنة 2021 , حيث ستقام مقابلة الذهاب يوم 7 مايو المقبل بالقاهرة على أن تقام مقابلة العودة يوم 14 من نفس الشهر بالجزائر. و ستنشط مقابلة الدور نصف النهائي الثانية, بين بيترو اتليتيكو الأنغولي و الوداد البيضاوي المغربي في نفس التاريخ. وعلى عكس الوفاق, فشل ممثل الجزائر الثاني شباب بلوزداد في بلوغ المربع الذهبي بعد تعادله السلبي مع مضيفه الوداد البيضاوي( 0-0) في مقابلة العودة بعد أن كانت مقابلة الذهاب بالجزائر قد انتهت بفوز الوداد بنتيجة (1-0). وبالدار البيضاء وأمام جمهور قياسي, بذل فريق شباب بلوزداد مجهودات كبيرة وأتيحت له فرص تسجيل كثيرة, لكنها لم تتجسد إلى أهداف, كما كان يتمناه الأنصار, وتحتم عليه كذلك إنهاء المقابلة ب10 لاعبين بعد الطرد الذي تعرض له الحارس توفيق موساوي الذي تعوض بالقائد شمس الدين نساخ. وقد انتهاء المباراة, صرح مدرب الشباب, ماركوس باكيتا قائلا: " لقد أدينا لقاء مميزا أمام منافس قوي على ميدانه. غير أن الحظ خاننا, ولم نتمكن من تجسيد الفرص العديدة التي سنحت لنا وتحويلها على الأقل إلى هدف, كان من شأنه أن يغير مجريات الأمور. هذه كرة القدم, وأظن أنه تضييع مباراة الذهاب كلفنا اليوم الإقصاء", متأسفا على الاعتداء الذي تعرض له مع أحد مسيري فريق الشباب من قبل مسيرين من فريق الوداد البيضاوي وقال أن هذا لا يشرف بتاتا فريقا في حجم الوداد. و بعد نهاية مغامرته الإفريقية, يتبقى "لأبناء لعقيبة" تركيز كل جهودهم على البطولة الوطنية التي يهدفون إلى التتويج بلقبها للمرة الثالثة على التوالي و كذلك الكأس الممتازة الوطنية التي سيواجهون فيها في وقت قريب حامل لقب كاس الجزائر فريق شبيبة القبائل.
