دعا مشاركون في ورشة بحث حول "الحلول التكنولوجية المحلية لفائدة البناء الحديث" جرى تنظيمها اليوم الثلاثاء بقسنطينة في إطار الطبعة الثالثة للصالون الدولي للبنايات الحديثة و التكنولوجيا الجديدة "بيلتاك"، إلى ضرورة استخدام المواد ذات المصادر الطبيعية في العزل الحراري للبنايات وتوليد الطاقة البديلة. وخلال هذه الورشة، أبرز المحاضرون الذين قدموا من مراكز بحث وطنية وجامعات أجنبية، أهمية اللجوء لاستخدام مواد غير ملوثة ومتوفرة بكميات كبيرة في الطبيعة على غرار المنتجات المستخلصة من الزيوت ونفايات الورق ونوى الفواكه من أجل تجسيد المشروع الذي بادرت به الدولة بخصوص كفاءة الطاقة. ولدى تقديمه مداخلة حول "المواد العازلة التي مصدرها ثفل الزيتون (بقايا ثمار الزيتون بعد عصرها و استخلاص الزيت منها)" أوضح الأستاذ الباحث لطفي الدراجي من المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء بأن هذه العملية تتضمن استثمار هذه الثروة في مجال البناء من خلال إعداد مادة عازلة للحرارة أساسها ثفل الزيتون من خلال استغلال خصائصه الحرارية والميكانيكية إضافة إلى تأثيره على السلوك الحراري للبنايات وتقليل استهلاك أجهزة التدفئة والتكييف. وأشار الباحث إلى أنه بإمكان قطاع البناء "أن يصبح اليوم الرئة البيئية من حيث تثمين النفايات والأداء الحراري"، مشيرا إلى أن سياسة الانتقال الطاقوي بالجزائر تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحقيق الأمن الطاقوي والراحة الحرارية في مختلف البنايات. ولدى تقديمها مداخلة بعنوان "عندما تنتج البناية الطاقة" أبرزت الدكتورة أمال فريال بوجابي، أستاذة ميكانيكك الطاقة بجامعة أم البواقي، أن هذا البحث يشكل حلا مبتكرا لاستغلال إمكانات المجال الشمسي وتوفير الطاقة في المباني من خلال استخدام الواجهات الكهروضوئية المدمجة في المباني التي تنتج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية. وتتضمن هذه الدراسة محاكاة رقمية ودراسة تحسينية لتحديد أفضل التشكيلات الممكنة للواجهات الكهروضوئية المدمجة في المباني، حسبما أوضحته الأستاذة مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو إيجاد حل لإنتاج الطاقة الشمسية والفعالية الطاقوية في المباني. علاوة على ذلك، يرتقب في إطار الطبعة الثالثة لهذا الصالون الدولي الذي سيتواصل إلى غاية يوم الخميس المقبل، إطلاق مسابقة وطنية بمبادرة من مجلة "حياة المدن" مخصصة لأفضل مشاريع البحث المنجزة من طرف الطلبة والمهندسين المعماريين الشباب.